عمر المختار ( 1861 - 1931) أسد الصحراء - القسم الاول

على عجيل منهل

الحوار المتمدن-العدد: 3288 - 2011 / 2 / 25 - 22:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    

ولد عمر المختار سنة 1861فى الجبل الأخضر في ليبيا. .
درس فى معهد الجغبوب في جنوب ليبيا وكان المعهد من أكبر منارات العلم - وقد خصصته السنوسية لتعليم الجيل الجديد - وكان يرسل إلى المعهد من الشباب الذين يتفرس فيهم مستقبلا واعدا يتركز على حمل أعباء الدعوة الإسلامية بين القبائل الليبية وفي الدول المجاورة وفي أعماق القارة السمراء.
تعلم عمر المختار في تلك الفترة الكثير من الخبرات فإلى جانب علوم الشريعة واللغة تعلم أنساب القبائل وما بينها من علاقات وخصومات وعاداتها وتقاليدها ومواطنها وحدود أراضيها وتعلم إجراءات فض الخصومات القبلية
تعلم عمر المختار منذ ولادته في زاوية جنزور حب الدعوة السنوسية فقد كان أبوه أحد أتباعها وأحد مشايخها -عندما كان المختار في مصر للتشاور مع السيد إدريس السنوسي (ملك ليبيا بعد ذلك) الذي كان يتابع العمل السياسي في مصر فقد استأذن أقاربه بزيارته فسأل المختار هل زرتم سيدي إدريس فأجاب الرسول بالنفي فرفض أن يبدأونه بزيارة قبل السيد إدريس وأنه لا يود رؤيتهم إن هم أبوا في زيارة زعيم السنوسية في مصر أي إدريس السنوسي فلما علم إدريس بذلك طلب من المختار أن يستقبل أبناء عمومته عملا بالتوجيه الإسلامي فانصاع لذلك الأمر. كما أنه في حربه ضد الإيطاليين كان يعلن بأنه يجاهد تحت لواء السنوسية وفي مفاوضاته معهم كان يضع في شروطه حق السنوسية في قيادة الليبيين.
اختار السيد محمد المهدي الشيخ عمر المختار ليصحبه في رحلته من الجغبوب إلى الكفرة سنة 1895 وهناك زادت معرفته بالمختار وتعمق تقديره له وقام في سنة 1897 بتعيين المختار شيخا لزاوية القصور بالجبل الأخضر قرب مدينة المرج الحالية وعلى مسافة 100 كم شرق مدينة بنغازي.
أمرت القيادة السنوسية عمر المختار بالعودة إلى زاوية القصور سنة 1906 فرجع واستمر في إدارة الزاوية وقيادة أهلها وتعليمهم وكانت الزوايا تحوي مقرات لتدريب الشباب على السلاح وصناعة البارود وتصليح الأسلحة.
لم يمكث عمر المختار طويلا في زاويته إذ وجهته القيادة السنوسية لمقارعة الإنجليز في المنطقة الحدودية مع مصر في مناطق البردي والسلوم وامساعد وشهدت سنة 1908 معارك طاحنة، غير أن المعارك انتهت بضم السلوم إلى الانتداب البريطاني على مصر وكانت من قبل في ولاية برقة التي تتبع العثمانيين، وكان الضم برضوخ الجانب العثماني إلى الضغط البريطاني. واكتملت مهمة المختار وإخوانه في تلك المعارك بعد تنازل الدولة العثمانية على السلوم، فعاد المختار إلى القصور مرة أخرى. وفي تلك الفترة زادت شهرة المختار بين القبائل ووصل صيته إلى الأستانة عاصمة العثمانيين.
بلغ عدد المعارك التي خاضها عمر المختار ضد الإيطاليين في عشرين عاما أكثر من 1000 معركة وقد قال الجنرال غريتسياني قائد القوات الإيطالية التي وقع الشيخ عمر المختار في أسرها بأنه خاض مع عمر المختار 227 معركة في 21 شهرا.
رجع المختار من واحة جالو في الجنوب الليبي عام 1911م إلى زاوية القصور عندما بدأ الغزو الإيطالي لليبيا، وجند المجاهدين من قبيلة العبيد فبلغ عدد المجاهدين منهم 1000 مجاهد. -بنغازي، وكانت المعارك في تلك الأيام تقاد بالاشتراك مع الحامية العثمانية في طرابلس وبرقة. وبدأت أولى المعارك مع الإيطاليين وكان عمر المختار قد ناهز الخمسين من العمر تغمره الحكمة والخبرة والشجاعة، فنال إعجاب الضباط الأتراك الذين كانوا يأتمرون بأمره من شدة خبرته بالمناطق وشؤون القتال وكأنه خريج كلية للحرب.
وكان قدوم عمر المختار إلى أدوار (معسكرات) المجاهدين يرفع من المعنويات ويلهب الحماسة في تلك الأدوار. وقد لازم المختار طيلة فترة بقاء زعيم السنوسية أحمد الشريف في ليبيا وحتى خروجه منها سنة 1918 متوجها إلى تركيا لجلب المعونة والنصرة للجهاد الليبي. ثم لازم من بعده السيد إدريس بن محمد المهدي السنوسي، وبعد هجرة الأمير أدريس إلى مصر سنة 1923 آلت إلى المختار قيادة منطقة الجبل وعين نائبا للمنطقة الجبلية حتى أسره واستشهاده سنة 1931. وبعد أن وصل الأمير إدريس السنوسي إلى مصر في كانون الثاني/يناير سنة 1923 قاد عمر المختار حملة واسعة شكل معه فيها لجنة من أعيان القبائل وشيوخ الزوايا جابوا برقة والجنوب الليبي ليحثوا على الجهاد وفتحوا باب التطوع للجهاد، وكانت استجابة الأهالي كبيرة وتم تجنيد الآلف من المجاهدين. وتم ترتيب الأداور (المعسكرات) وعين القادة وقسم المجاهدون وحددت الخطط وكل ذلك تم بإشراف مباشر من المختار. وشارك في هذه المعارك مجاهدون من بلاد عربية وإسلامية مختلفة، مثل نجيب الحوراني.
بعد أن أنهى المختار تجهيزات الجهاد توجه في شهر آذار/مارس من نفس السنة 1923 إلى مصر لمقابلة الأمير إدريس السنوسي بقصد إطلاعه على ما تم والتشاور معه في خطط الجهاد. والتقى مع الأمير في مصر الجديدة وأثناء وحوده بمصر حاولت إيطاليا بواسطة بعض عملائها الليبيين الاتصال بالمختار وقدمت له عرضا سخيا إن هو قرر الإقامة في بنغازي أو المرج وترك الجهاد ضدهم، ووعدته بأن تجعله الشخصية الليبية الأول،ى وحتى لو أحب البقاء في مصر فهي على استعداد لإجراء راتب ضخم يكفيه وأتباعه. وأظهرت روما استعدادها لأن يكون اتفاقها معه سريا. وكان رد المختار على كل ذلك ما ذكره الأشهب في كتابه عمر المختار: "ثقوا أنني لم أكن لقمة طائبة يسهل بلعها على من يريد، ومهما حاول أحد أن يغير من عقيدتي ورأي واتجاهي فإن الله سيخيبه ومن طياح سعد (أي سوء حظ) إيطاليا ورسلها هو جهلها بالحقيقة. وأنا لم أكن من الجاهلين والموتورين فأدعي أنني أقدر أعمل شيئا في برقة، ولست من المغرورين الذين يركبون رؤوسهم ويدعون أنهم يستطيعون أن ينصحوا الأهالي بالاستسلام، إنني أعيذ نفسي من أن أكون في يوم من الأيام مطية للعدو وأذنابه فأدعوا الأهالي بعدم الحرب ضد الطليان، وإذا -لا سمح الله- قدر علي بأن أكون موتورا فإن أهل برقة لا يطيعون لي أمرا يتعلق بإلقاء السلاح. إنني أعرف أن قيمتي في بلادي إذا ما كانت لي قيمة أنا وأمثالي فإنها مستمدة من السنوسية".
رجع المختار ومعه كتاب من الأمير إدريس السنوسي إلى السيد الرضا يتضمن قيادة المختار للمجاهدين باعتباره نائب المنطقة الجبلية. وتم الاتفاق على بقاء الأمير إدريس في مصر ليتولى قيادة العمل السياسي ويحصل على الدعم السياسي والمالي والعسكري للمجاهدين. كما مارس إدريس الضغط على الحكومة المصرية والانتداب الإنجليزي للسماح للمجاهدين باللجوء إلى مصر وقت حاجتهم. وفي سفر المختار قام المجاهدون بقتال الإيطاليين في معركتين في منظقة البريقة وبئر بلال بالمنطقة الوسطى وكان النصر حليفا للمجاهدين.
وبرغم انتصار المجاهدين في المعركتين السابقتين إلا أن القوات الإيطالية استطاعت أن تحتل دور العواقير (قبيلة) التي تسكن بالقرب من مدينة بنغازي واضطر المجاهدون إلى الانسحاب في اتجاه الغرب حيث وقعت معركة ثانية اشترك فيها إلى جانب دور العواقير دور قبيلة المغاربة في مدينة اجدابيا تمكن الإيطالين بعد معركة شديدة أن يحتلوا المدينة في أبريل 1923.

#على_عجيل_منهل (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات