|
التظاهر مع القتلة سيجلب لكم العار
محيي هادي
الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 20:39
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
كلمة حق يراد بها باطل هذه الكلمات نرددها كثيرا، نحن العراقيون، و خاصة الساكنون في جنوب العراق و في وسطه. و تنسب هذه الكلمات إلى الامام علي بن أبي طالب، هذه الشخصية المحترمة من قبل الكثير و المقدسة من قبل المسلمين، و خاصة الشيعة منهم. و ليكن من يكن قائل هذه الكلمات إلا انها قد أثبتت صحتها، و خاصة على أرض عراقنا الجريح، فرأينا صحتها في مواقف المجرمين البعثيين الذين نادوا: * بالوحدة: فأثبتوا أنهم أكثر الاعداء لها و بفعلهم قد أجهضوا عليها. * بالحرية: و هل رأينا بلدا يحكمه القتلة البعثيون و لم يمارس فيه أقسى أنواع التعذيب و كبت الحريات؟ إن الملايين من العراقيين قد خُنقت اصواتهم و فُقدوا في سجون البعث الرهيبة. * بالاشتراكية: لقد رأينا الاشتراكية في حكم البعث تتحول إلى أملاك شخصية يملكها أفراد زمرة اللصوص البعثية الحاكمة. و ما "بيع !!" شركة الخطوط الجوية العراقية" إلى ساجدة الزوجة الأولى لصدام إلا مثلا بسيطا على ذلك.
**
أخطأ الشيوعيون، و كل من وافقهم على موقفهم بالتعاون مع البعث، عندما رأوا صدام حسين يتكلم بالاشتراكية و رأوه يدخن السيكار فظنوه كاسترو. لا بل أنهم سموه: كاسترو العرب. و هذا الخطأ الذي ارتكبوه قد قادهم إلى التهلكة: ما بين قتيل شهيد و مسجون و مهجر و لاجيء و فقيد. و لم يصب هذا الحظ السيء الشيوعيين فقط بل و أيضا رافقتهم فيه كل القوى التي كانت تطالب بالحرية و الديمقراطية و قوى دينية معارضة لها حساسية شديدة من الديمقراطية و الحريات العامة، و هي الآن تتربع على كرسي الحكم في العراق. و أخطأ الشيوعيون و معهم آخرون عندما اندمجوا مع ألبعثي أياد علاوي في قائمته التي يقودها البعثيون. و اضطروا، بسبب استضراط البعثيين لهم، إلى ترك التحالف مع علاوي. لقد كان علاوي يتصور أن الديمقراطية هي يحكم هو. و عندما لم يستطع رجع يحارب الديمقراطية الوليدة و رجع مرة أخرى يمجد عفلق و البعث المجرم. و اليوم، بشعور أو بغير شعور، يسير الشيوعيون مرة أخرى مع البعثيين، و ينادون للخروج في مظاهرات في العراق في يوم 25/شباط/2011 . لقد أصبح شهر شباط يبعث في قلبي القرف. ففيه يعلو مواء الهررة. و فيه كان إجرام البعثيين ضد الشعب العراقي.
**
إذا طال مكوث الماء، دون حركة، بان خبثه و طغت عليه جيفته. و هكذا هم الحكام العرب. و من حسن الحظ أن الشعبين التونسي و المصري استطاعا أن يُعجلا في سقوط كل من بن علي و حسني مبارك. و اليوم نرى قرب سقوط معمر القذافي و نظامه الدموي. و ننتظر أيضا سقوط طاغية صنعاء و آخرين. إننا اليوم نرى هذه الشعوب تنهض من نومها لتعلن أنها لا تريد حكامها الطغاة. و لكننا قد رأينا الكثير من أفراد هذه الشعوب و هم تصفقون و يدافعون عن طاغية العراق المجرم صدام حسين. فهل أن هذه الشعوب، الآن، ستحس بالمآسي التي مر بها العراقيون أيام حبيب أعراب النفاق، و شهيدها الأوحد، صدام؟ إن صحوة هذه الشعوب من نومها، و نهوضها، شيء يبشر بالخير و لربما سيفتح هذا الخير الطريق أمام مجيء حكام ينظرون إلى مصلحة شعوبهم قبل أن ينظروا إلى تعبئة جيوبهم. إن نهوض الشعب التونسي ضد طاغيته قد أصبح شبه عدوى انتشرت إلى دول يحكمها طغاة، في دول عربية و في إيران. و لربما ستصل هذه العدوى إلى بعث سوريا و آل سعود. و لكن هذا النهوض يريد البعثيون توظيفه لصالحهم في العراق مستغلين الظروف السيئة التي يمر بها و التي هم أحد أسبابها المباشرة. و لا يخفي على أحد الدعم الذي يقدمه آل سعود و بعث سوريا للبعثيين و للقاعدة ليقوموا بقتل العراقيين بتفجيرهم في كل مكان.
**
إن لكل إنسان الحق بالتظاهر و التعبير عن رأيه، و في مطلق الحرية، و بكل الوسائل السلمية المتيحة له و يجب المطالبة بالقضاء على الفساد و الرشوة و التخريب الاسلاموي في العراق. و كيف لا؟ و إن الحرية هي أحد أسباب إرساء الديمقراطية. إن الديمقراطية في العراق وليد جديد لا يزال في "حظينته". و لكن ... و أكرر و لكن. يجب أن لا يتيح للبعثيين و أشباههم التسلق على ظهرالمتظاهرين. و باسم الحرية و الديمقراطية سيقصمون ظهور المتظاهرين، و قد أكدوا طوال حياتهم في الحكم أنهم كانوا كذلك، و استمروا كذلك و هم يعملون في السر بعد أن رفعوا سراويلهم مستسلمين أمام جيوش الاحتلال الاجنبي. هذه الجيوش التي حررت الكويت من الغزو العفلقي الصدامي مرة، و حررت العراق أيضا من دنس البعث مرة أخرى .
**
و بعد الاحتلال و التحرير من حكم عفالق البعث، لا يمكن أن ينكر أحدا، إلا المستفيدين من أصحاب العمائم، و يغمض العين عن الحالة السيئة التي يمر بها الشعب العراقي. و لكن أيمكن للمخلصين من أبناء العراق الاصطفاف إلى جنب كل من: * البعثيين و القاعديين من أمثال أياد علاوي و الضاري و المطلق و من لف لفهم من أشباه هؤلاء؟ * المجرم قدي الصدر و حرامي مصرف الزوية؟ * المنادين باسقاط الديمقراطية و إحلال الديكتاتورية مكانها؟ * و الحبل على الجرار.....
**
و أخيرا ..... إن الوقوف مع البعثيين أي كان السبب ليس هو بغباء، و قد أثبت التاريخ ذلك، بل هو الإجرام بحق الشعب العراقي. اخرجوا ياشرفاء و تظاهروا لوحدكم و ابعدوا البعثيين و القاعديين و المجرمين الاسلامويين عنكم.
فهل يمكنكم ذلك؟ إن التظاهر لوحدكم سيعطيكم الشرف. أما التظاهر مع القتلة سيجلب لكم العار.
و هل يمكنكم التظاهر في غير هذا الشهر النجس ...شهر شباط؟؟ تظاهروا في شهر آذار مثلا. و أحيوا انتفاضة آذار. لتكن مظاهراتكم مظاهرات شرف!! أيها الشرفاء.
محيي هادي - أسبانيا
#محيي_هادي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
دِثو القاهرة
-
كل عام و أنتم بخير
-
شبق المسلم
-
الانتحار
-
عن عدو الفن و الأدب
-
الدين و الخرافة: من خصائص الإمام
-
المسلمون الحقيقيون
-
.الخرافة و الدين. عندما يصبح الامام طرزانا
-
مُشعِلة الحروب (4/4)
-
مُشعِلة الحروب (3)
-
مُشعلة الحروب (2)
-
مُشعِلة الحروب (1)
-
شعِلة الحروب (1)
-
مع حبي و اعتزازي إلى الإزواج الجدد
-
المعرفة تخنق الباحث عنها
-
القناعة قبر لأجل الفناء
-
عودة إلى الوطن
-
كهفُ العجزة
-
عجز الإعجازيين
-
القبور و النشور
المزيد.....
-
ترامب يأمر الجيش الأمريكي بتنفيذ ضربات جوية في الصومال
-
تظاهرات في مدن ألمانية ضد سياسة الهجرة المدعومة من البديل
-
نتنياهو: سنواصل العمل لتحقيق أهداف الحرب
-
شاهد.. نيران وحطام طائرة متناثر في الشوارع إثر الحادث الجوي
...
-
مصر.. اجتماع عربي لرفض تهجير الفلسطينيين
-
صحيفة: في الغرب يدركون أن بوتين يعرف نقطة ضعفهم
-
اختفاء معلومات وبيانات مراكز السيطرة على الأمراض والوقاية من
...
-
السودان.. الجيش يعلن استعادة السيطرة على عدة مدن في ولاية ال
...
-
دانماركي يحرق مصحفا أمام السفارة التركية في كوبنهاغن (فيديو)
...
-
واشنطن: يجب إجراء انتخابات في أوكرانيا
المزيد.....
-
الخروج للنهار (كتاب الموتى)
/ شريف الصيفي
-
قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا
...
/ صلاح محمد عبد العاطي
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
المزيد.....
|