ثائر زكي الزعزوع
الحوار المتمدن-العدد: 3287 - 2011 / 2 / 24 - 19:28
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بداية تروى نكتة، فيها شيء من كفر تقول إن الأذان في ليبيا يقول: الله أخضر.. الله أخضر.
لأن القذافي بعقله الأخضر، حوّل ليبيا إلى دولة خضراء.
علم أخضر
كتاب أخضر
زحف أخضر.
الليبيون ملوا الحياة الخضراء التي أنعم بها عليهم، وصاروا يريدون تغيير اللون، والبحث في الحياة عن ألوان جديدة لا تكون مزينة بصور الزعيم المفكر العبقري، ولا بمختارات من قرآنه الذي أثرى بسببه عديد من المثقفين والشعراء والرسامون العرب، حين كانوا يسيرون زرافات وأفراداً ويقفون أمام أبوابه الخضراء، لينعم عليهم بدنانيره الخضراء مقابل كذبهم وتملقهم، وإعجابهم الشديد بأفكاره الثورية الخلاقة.
العقيد الآن تلقى الضربة القاضية، وبدأ يترنح وما هي إلا صيحة حتى يخرّ جاثياً على ركبتيه، كما خرّ اللذان سبقاه.
بدأ الكثير من سفرائه وضباطه يفرون منه، وبدأ لونه الأخضر ينسحب شيئاً فشيئاً من المشهد الليبي، باتت بنغازي تملك ألوانها الخاصة، ودرنة كذلك، ولم يبق سوى طرابلس مكسوة بأخضر ثقيل يخنق الأنفاس، أخضر لا يشبه لون ورق الأشجار، لكنه يشبه لون الطحالب التي تنمو قرب المستنقعات، لون أخضر طحلبي يجلب الموت، والخراب حيثما حل.
بعد اثنين وأربعين سنة بدأ القذافي المفكر العبقري يترنح، بدأ رأسه المحمل بالأفكار الثورية يظهر على حقيقته، فراغ، وإرهاب، وعنف دموي يريد إحراق الأخضر واليابس.
أخضر القذافي يتهاوى.
زحفه الأخضر يتراجع
والفصل الأخير من فصول حكاية الرجل الأخضر تكتبه أيام دامية يصنعها الليبيون بإرادة حية تتحدى الطاغية.
#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟