عبد العظيم فنجان
الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 23:41
المحور:
الادب والفن
رأينُكِ في البلدة التي لا اسم لها ، وليس لها في الخرائط من مكان .
كنتُ يقظا حين رأيتكِ ، لكن دخانا من نعاس مروركِ أحاطني ، ثم جاء النومُ بثوبه الأبيض ، فنمتُ ورأيتكِ أيضا . هكذا واصلتِ الخفاء والتجلي ، وهكذا لبثتُ أبحثُ عن خيط ما قد يقودني إلى حل اللغز : لغز حنيني إلى ما هو غامض في الحنين الذي يشوبُ قسمات وجهكِ : لغز شغفي في أن أتيه في مجاهل مروركِ الخاطف أين ما ولّيتُ وجهي ، لأن وجهكِ يشرقُ ، دائما ، من جهة غير متوقعة : يطوفُ بي في أماكن غريبة ، في مدائن لم تخلق ، وفي أزقةٍ تتلوى حياتي في منعطفاتها ، فلا أخرج منها إلا قد أضحيتُ غريبا : لا أعرفني ، رغم أن أبطال الروايات ، العشاق المرسومين على أقمشة اللوحات ، وقتلى الحب على شاشات السينما ، يعرفونني تماما ..
أحيانا ، تحت المطر وفي البرد ، أعثرُ على يديكِ في جيوب معطفي .
يحدثُ ، أحيانا ، أن أجد وردة قرب وسادتي ، فأتذكرُ أنكِ رميتِ بها نحوي ، وأنا في المنام ، كأنكِ اخترقتِ الزمن ، عبرتِ العصور ، وكسرتِ حاجز النواميس ، من أجل أن تحرثي أرض قلقي : من أجل أن ترسمي بصمتكِ الخاصة على جدران وجودي ، أو من أجل أن أتجاوزني لأصل إلى النقطة التي يصبح فيها اللاشيء كنزا لا يفنى .
هل أنتِ المرأة التي اُحبُ ؟
المرأة المستحيلة :
ساحرتي المتخيـّلة ، طفلتي ، ومأزقي الذي أجدني من خلاله شاعرا كلما أعطتْ شجرةُ اليأس ثمارَ القنوط ، وعاكستني الظروفُ ؟
هل أنتِ بهجتي التي ، رغما عن الطوفان ، تؤدي رقصتها على يابسة لم تصل إليها الحمامة ُ بعد ؟!
آه ، في البلدة التي لا اسم لها رأيتكِ ، ورأيتُك رغم أنني لم أكن هناك : تبعتكِ رغم أنكِ مثل طيف ، يمرُّ من خلالي ، وأتشعبُ من خلاله : أصيرُ شعوبا تسيرُ خلفكِ ، وأنتِ إلى اللامكان تذهبين فتنقلين معكِ الأمكنة ، الطرق ، البشر ، ومن الرحيق الذي ينشره مروركِ تولد قصائد عاثرة الحظ مثل قصائدي : تولدُ مصاطب لعشاق ينتظرون شيئا لا يفهموه ، وتنبجسُ ، من بين أقدامهم الضائعة في الغبار ، ينابيعُ من الدهشة سرعان ما تزول بزوال رحيقكِ ...
#عبد_العظيم_فنجان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟