عدنان زيدان
الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 19:29
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
بعد التحيه وكل التقدير والإحترام لثورة الشعب الليبي العظيم والتأكيد على حَتمية إنتصارها وحتى لو كان الثمن باهظاً لأن الحريه والديمقراطيه الحقيقيتين لا تأتيان على طبق من فضه والتاريخ الإنساني خير دليل على ذلك، ومن باب إحساسنا القومي العربي وتطلُّعاتنا الأمميه نؤكّدُ حرصنا الشديد على ضرورة إستمراريِّة الثوره ليبيةً خالصهً في هذه المرحله الدقيقه بالذات، ويجب أن يكون الدعم لهذه الثوره المجيده مقتصرا على توثيق الجرائم ضد الإنسانيه والإباده الجماعيه التي يرتكبها النظام الفاشيّْ الليبي ضد الشعب الليبي العظيم ويكون ذلك من خلال منظمات المجتمع المدني والمؤسسات الحقوقيه الدوليه والعربيه.
إنّ بعض الدعوات التي تتردد هنا وهناك لما يسمى بالتدخل الدولي تحمل في طَياتها محاولةً لإجهاض الثوره والقفز عليها من خلال قوى الإمبرياليه العالميه والرأسمال المسعور والعراق دليلٌ جيدٌ على ذلك، وتبعا لذلك القضاء على أيِّ ثورة مستقبليه في أي قطر آخر تحت شعار التدخل الأجنبي. إن المنظومه الدوليه الرأسماليه تحاول جاهدةً كبح فرامل الثوره العربيه التى تتجلّى بشكلها القطريّ بأيّ شكل من الأشكال، والمواقف المتدحرجه من قبل الإداره الأمريكيه والإتحاد الأوروبي من الثورتين المظفّرتين في تونس ومصر من خلال التغيير المُزور المبرمج لمواقفها تبعا للأحداث على الأرض لكي تحافظ على مصالها مع الأنظمه العفنه والتي دعمتها عبر التاريخ القديم والمعاصر، هذه المواقف إنّما الهدف منها يبقى الحفاظ على الأنظمه القائمه ولو حتى من خلال تغيير الوجوه العفنه لهذه الأنظمه.
أحذر هنا حتى من مقولات إغلاق المجال الجوي الليبي وتبعاته الإستعماريه فالطاقات الذاتيه الليبيه قادره على إسقاط النظام الفاشيّ وإقامة الدوله الديمقراطيه الحديثه في الطريق لتوحيد الوطن العربي الديمقراطي الحُرّ الذي سيقوم على مبادئ الحريه والديمقراطيه والعداله الإجتماعيه.
أخيرا يستوقفني الموقف الأقل من بائس للسلطه الفلسطينيه من الثورات العربيه وبالذات الموقف الأخير من ثورة الشعب الليبي (ما يحدث في ليبيا أمرٌ داخلي ونتمنى لليبيا الإستقرار)، هذه فعلا مواقف سياسية أقل من ضحله ولا تعبر بأي شكل من الأشكال عن الشعب الفلسطيني الحر الذي ما زال يناضل من أجل الحريه.
#عدنان_زيدان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟