أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟















المزيد.....

ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟


علي الأسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 13:05
المحور: اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي
    


وزيرة الخارجية الأمريكية قالت يوم الاثنين21 فبرايرالجاري ، " إن ما يجري في ليبيا غير مقبول " بعد صمت دام أياما ، وليس ساعات على قيام القذافي بتوجيه مرتزقته وطائراته العسكرية لقصف أبناء شعبه العزل في بنغازي وتاجوراء والجبل الأخضروالزاوية والبيضاء وبنغازي ومصراته وصبراته وطرابلس. لكن السيدة كلينتون لم تشر ولو بكلمة خجولة واحدة عن المسئول عن حمامات الدم في ليبيا التي سمع عنها العالم كله ، ولم يشر الى ذلك أيضا الجنرال مولين رئيس هيئة الأركان العسكرية المشتركة في تعليقه الأخير على ما يحدث في ليبيا عندما دعا الليبيين إلى الحوار. يظهر أن الجنرال مولين كوزيرة خارجية بلاده لم يسمع بأن القذافي قد قام بقصف ابناء شعبه العزل بالسلاح من الجو ، وربما لم يجد الجنرال في ذلك القصف والدماء الزكية التي سالت في كل مكان في ليبيا خروجا عن الشرعية الدولية. أليس غريبا أن يطلب الرئيس باراك أوباما من محمد حسني مبارك أن يبدأ فورا انتقالا سلسا للسلطة ، وأن يوقف أعمال العنف ضد المتظاهرين ، وهو يعرف أن مبارك لم يستخدم الجيش ولاسلاحه الثقيل ضد أبناء شعبه؟ لكن السيد أوباما لم يطالب القذافي بنقل السلطة السلس الى حكومة جديدة ، مع علمه بأن القذافي يخوض حرب ابادة ضد الشعب الليبي. السبب واضح هنا ، فليس لأمريكا في مصر استثمارات نفطية ، بينما لها الكثير من الشركات النفطية وغير النفطية في ليبيا. ومما زاد الصورة قتامة تصريح الناطق الرسمي باسم القصر الأبيض في مؤتمره الصحفي عندما قال :

" ليس لنا ما نستطيع فعله تجاه الحكم الليبي " ، تصريحا كهذا وقبله تصريحات وزيرة الخارجية وقائد هيئة الأركان المشتركة تفوح منه رائحة المصالح النفطية ، وهذا ما يفسر لنا لماذا تخلت الولايات المتحدة عن مبارك بتلك الصراحة وقلة الخجل ، مع أن مبارك قد خدم مصالح الولايات المتحدة طوال حياته السياسية أكثر مما خدم مصر. فالمصالح الاقتصادية المتمثلة في الاستثمارات الغربية الهائلة في ليبيا هي من يحدد المواقف السياسية لقادة الدول الرأسمالية. فبريطانيا صدرت الى ليبيا في عام 2004 وحدها ما قيمته 500 مليون دولار من الأسلحة المختلفة التي تستخدم في قمع الانتفاضات الشعبية. كانت تلك الأسلحة بغالبيتها بنادق خاصة للقنص ، وقد كشف عنها المتظاهرون في اليومين الأخيرين ، عندما استخدمها ضدهم قناصة مرتزقة دربوا لهذا الغرض ، حيث اتخذوا من سطوح المنازل مواقع لهم لاحداث أكثر ما يمكن من الاصابات المميتة والمباشرة بين أبناء الشعب العزل. لقد كان الساسة البريطانيون على علم بالأسباب التي دفعت القذافي لاستيراد تلك الأسلحة الفتاكة ، ما يجعلهم شركاء في المجازر التي يقترفها القذافي بحق شعبه الطيب. وأكثر من هذا قامت الحكومة العمالية السابقة برئاسة توني بلير رئيس وزراء البريطاني السابق بعقد صفقة مع القذافي ، قايضت فيها المقرحي مجرم كارثة لوكوربي بالنفط الليبي. حيث أبرمت الشركات البريطانية والأمريكية عقودا نفطية ببلايين الدولارات مع بي بي وشل وأكسون موبايل وغيرها ، اضافة الى عقود في مجال البناء والتجارة والمال. وقد بلغ عقد شركة النفط بي بي لوحدها أكثر 1.3 بليون باوند استرليني لحفر أبار للنفط في مياه وأراضي ليبيا. ، كما بلغت صادرات ليبيا من النفط الى بريطانيا العام الماضي وحده أكثر من بليون باوند ، وهو ما أدانته منظمات حقوق الانسان والشفافية الدولية ، باعتباره مقايضة دماء أكثر من 350 مواطنا مقابل النفط . وقد اعتبرت منظمة التضامن مع الشعب الليبي أن الانفتاح الاستثماري والتجاري مع ليبيا قد اعتمد على حجج ومبررات زائفة ، كاعتباره قد تخلى عن الارهاب الدولي الذي مارسه لعدة سنوات. وقالت المنظمة ، أن لنا من الأسباب والأدلة ما ينفي بأن القذافي قد عدل من سلوكه ، فهو لم يغير من طبيعته الفاشية والعدوانية ، وهو ليس أقل من ديكتاتور قاتل ، وأن سفر توني بلير عام 2007 الى ليبيا ومصافحة القذافي قد صعقت العالم. وتساءلت الجمعية ، ماذا ستقول بريطانيا للحكومة التي ستخلف القذافي ، وهو الملطخة يديه بدماء الشعب البريطاني ، عندما كان يزود الجيش الجمهوري الايرلندي باسلحة السيمتكس.

إن خطاب القذافي يوم 22 فبراير الجاري قد دلل على أنه عدواني وشرس ، بل اكثر عدوانية مما كنا نتصور ، لقد أثبت أنه يستهتر بحقوق شعبه في التعبير عن رأيهم في الحكم الذي يريدون ، ويستخف بطموحاتهم في حياة حرة كريمة ، متجاهلا الرأي العام العربي والعالمي. أثبت القذافي أنه يفتقر الى أي نوع من التفكير السليم ، وما نخشاه أن يجازف بأرواح المزيد من أبناء شعبه من أجل بقائه في السلطة ،كما فعل قبله دكتاتور العراق صدام حسين ، عندما قال : " اذا اضطررت لترك العراق فلن أتركه إلا أرضا خرابأ ". تهديد القذافي الأخير باستخدام كافة أسلحته ضد المعارضة السلمية في أكثر المدن اللليبية يجب أن يدق ناقوس الخطر في مجلس الأمن الدولي ، والأمم المتحدة ، فما يواجه المجتمع الدولي حاليا هو وضعا غير مسبوق في تاريخ هيئة الأمم المتحدة منذ تأسيسها. إن القذافي ربما أتخذ موقفه المغامر هذا ، مستفيدا من موقف الولايات المتحدة المراوغ ، بتغاضيها عن ممارساته القمعية ضد شعبه الأعزل. فمنظمة العفو الدولية في آخر بيان لها ، حذرت العالم من رجل لا يتردد في قتل المئات من أفراد شعبه قائلة " لقد قتل القذافي بالفعل وبدم بارد اكثر من 1500 سجين سياسي في سجن بني سليم قبل سنوات. وأن المنظمة تنظر حاليا في مطالبة الهيئة العامة للأمم المتحدة لتقديمه وشركائه في تلك الجريمة الى المحكمة الدولية لجرائم الحرب ، فنحن نعرفه ، أن له تاريخا طويلا في قتل أبناء شعبه في داخل بلده وخارجها ، وهو مطلوب للمحاكمة في لبنان لاتهامه بتصفية عالم الدين اللبناني السيد موسى الصدر في سبعينيات القرن الماضي عندما كان في زيارة الى ليبيا.

القذافي يواجه حاليا حملة ادانة عربية واسعة بسبب ممارساته الفاشية ضد ابناء شعبه ، فقد أرسل أكثر من 300 شخصية مصرية ضمت المثقفين والمحامين والفنانين والكتاب ورجال القضاء خطابا للقذافي يستنكرون المجازر التي اقترفها ضد المتظاهرين العزل. ويحاول مثقفون من تونس والعراق والعربية السعودية والكويت والمغرب والجزائر، بتوجيه رسائل مشابهة الى نظام القذافي ، يطالبونه باحترام ارادة الشعب الليبي ، وبوقف سياسة تغييب المعارضين السياسيين ، وضمان حقوقهم في التعبير والتظاهر ، وايقاف كل اجراءات الملاحقة ضدهم.

الشعب الليبي ليس وحده ، فشعوب مصر والعراق وتونس وبقية الشعوب العربية ، والرأي العام الدولي تقف الى جانبه في مقارعة نظام القذافي ومرتزقته ، وليعلم أن عقاب الشعب قادم ، ولن يفلت منه أبدا ، ويخطأ اذا اعتقد أن التهديد باستخدام القوة سينجيه ونظامه من عقاب شعبه، عندها لن يكون الغبي الوحيد الذي يتجاهل مصير الديكتاتوريين. فقد كان النصر دائما مع الشعوب ، والخيبة والعار لكل الديكتاتوريين ومرتزقتهم.
المجد للشعب الليبي ، وليتوحد الجيش مع الشعب في النضال ضد الديكتاتور.
المجد والخلود للشهداء.
علي ألأسدي



#علي_الأسدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- قلوب العراقيين معكم ... أيها الليبيون الأبطال ..
- هل تنحني حكومة بغداد ...لثورة العبيد... ؟
- العراقيون .... لو ثاروا....؟؟
- العراق .. بعد تونس ومصر ... يرفع من الديوانية راية ثورته..
- العراق على طريق الديكتاتورية من جديد.. ..؛
- ثورة التونسيين ... لا تدق ناقوس الخطر في العراق…… ؛؛
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية - . ...
- ملاحظات حول مقال - لينين صانع رأسمالية الدولة الاحتكارية -.. ...
- الحرب الباردة ... وانهيار التجربة الاشتراكية ... ( السادس وا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ...(الجزء الخامس ...
- الحرب الباردة … ونهاية التجربة الاشتراكية … ( 4)…
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ... ( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الثا ...
- الحرب الباردة ... ونهاية التجربة الاشتراكية ....( الجزء الأو ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة .. ( الأخير ) ...
- كوريا الشمالية ... مشاكل كثيرة وخيارات محدودة ..(1).؛؛
- الصفقة .. التي أنقذت حياة أياد علاوي السياسية ... ...؛؛
- أيرلندا... وضواري المضاربة الدولية ..؛؛
- هل يستفيد المالكي وعلاوي من أخطاء.. الحقبة الماضية .. ؟؟
- الاقتصاد الأمريكي .. وتحديات ما بعد الاشتراكية.. ..(الأخير)


المزيد.....




- مصر.. اعترافات صادمة للطفل المتهم بتحريض قاتل -صغير شبرا-
- الجيش الروسي يحصل على دفعة جديدة من مدافع -مالفا- ذاتية الحر ...
- اليمن.. الإفراج مؤقتا عن عارضة أزياء ظهرت في صور بدون حجاب
- أسانج يصل إلى جزيرة سايبان لإتمام الصفقة مع السلطات الأمريكي ...
- إنجلترا تتصدر مجموعتها والدنمارك مع سلوفينيا إلى ثمن النهائي ...
- الدفاع الروسية: بيلاوسوف أبلغ أوستن خلال اتصال بمبادرة أمريك ...
- صفقة الإفراج عن أسانج.. ورقة بيد بايدن
- سيئول: كوريا الشمالية أطلقت صاروخا باليستيا تجاه البحر الشرق ...
- النيجر.. مقتل 20 عسكريا ومدنيا وإصابة 9 آخرين في هجوم إرهابي ...
- البنتاغون: الموقف بشأن عدم إرسال قوات إلى أوكرانيا لن يتغير ...


المزيد.....

- عن الجامعة والعنف الطلابي وأسبابه الحقيقية / مصطفى بن صالح
- بناء الأداة الثورية مهمة لا محيد عنها / وديع السرغيني
- غلاء الأسعار: البرجوازيون ينهبون الشعب / المناضل-ة
- دروس مصر2013 و تونس2021 : حول بعض القضايا السياسية / احمد المغربي
- الكتاب الأول - دراسات في الاقتصاد والمجتمع وحالة حقوق الإنسا ... / كاظم حبيب
- ردّا على انتقادات: -حيثما تكون الحريّة أكون-(1) / حمه الهمامي
- برنامجنا : مضمون النضال النقابي الفلاحي بالمغرب / النقابة الوطنية للفلاحين الصغار والمهنيين الغابويين
- المستعمرة المنسية: الصحراء الغربية المحتلة / سعاد الولي
- حول النموذج “التنموي” المزعوم في المغرب / عبدالله الحريف
- قراءة في الوضع السياسي الراهن في تونس / حمة الهمامي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي - علي الأسدي - ما وراء صمت أوباما ... عن حمامات الدم في ليبيا ….؟؟