|
مصر تواجه مهمة تكملة الثورة الاجتماعية، وبعكسها ستذھب المكاسب الثورية سدى-!
سردار عبداللە حەمە
الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 09:58
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
لقد كانت ارادة جماهير مصر قوية الى درجة انها تمكنت بأقل من 20 يوما" من اسقاط دكتاتور مثل حسني مبارك الذي حكم مصر لمدة 30 سنة، أسقطت ذلك الدكتاتور الذي سانده امريكا كأكبر قوة في العالم. وبهذا الصدد فقد سخرت امريكا كل امكانياتها لدعم وتقوية حسني مبارك وذلك من خلال مساعداتها المادية من جهة، ونصائح وتعليمات اوباما التي دعت حكومة مبارك الى القيام بالاصلاحات ودعوة احزاب المعارضة للمشاركة في السلطة، من جهة اخرى، الا ان ذلك ايضا" لم ينفع نظام مصر وكانت ارادة الجماهير اقوى من ذلك، وبعد أن ضحى المئات من المتظاهرين بحياتهم وتم جرح الآلاف منهم تم قلع حسني مبارك وقذفه الى مزبلة التاريخ. لقد أثبتت ثورة الجماهير المصرية بان ديمقراطية اوباما وسوقه الحرة يتضمن جوهرا" معاديا" للانسان ولا يربطها اية صلة مع الحرية والحقوق الاساسية للانسان. حيث أن امريكا كانت أول من دعمت الدكتاتور حسني مبارك ونظامه في الوقت الذي يدعون فيه بانهم يعملون من أجل اسقاط الأنظمة الدكتاتورية. ولهذا فان امريكا تسعى حاليا" لجعل النظام القادم في مصر عميلا" لها ايضا" وذلك من خلال اطلاق الوعود بتقديم الدعم المادي لجماهير مصر. ومن جهة اخرى تحاول الاسلام السياسي وخصوصا" الجمهورية الاسلامية والقاعدة، على تصوير هذه الثورة وكأنها ثورة اسلامية، والاتيان باخوان المسلمين الى السلطة. وعليه فإن كلا الجانبين أي، امريكا والغرب أو الاسلام السياسي يسعيان لاجهاض الثورة. وبهذه الصورة فينبغي ان تكون جماهير مصر أكثر يقضة" من ان تتمكن اوباما والراسمالية الغربية والاسلام السياسي من احتواء الثور باسم الديمقراطية أو الاسلام. كانت هذه الثورة منذ بداية اندلاعها ثورة" اجتماعية من اجل العمل والحرية ومن اجل القضاء على الفقر والجوع والبطالة، ومن أجل الغاء القمع وانتهاك الحرمة الانسانية ومن اجل الاطاحة بحسني مبارك الذي نهب 70 مليار دولار من ثروات المجتمع، وكذلك من اجل المساواة وحكومة غير دينية وغير طائفية، أي من اجل حكومة علمانية على أساس فصل الدين عن الدولة ومن اجل أن تكون المرأة مساوية بالرجل وتأمين انجاز الحقوق المدنية للجماهير، وبذلك انها كانت ثورة تهدف منذ بدايتها الى توفير العمل وضمان البطالة والضمانة الاجتماعية والصحية، وثورة" تهدف الى تحقيق حقوق الشباب والاطفال والطلبة، وجعل التعليم مجاني. وعليه فاذا كانت الثورة قد اندلعت من اجل تحقيق مثل هذه الأهداف فهذا يعني بأنه لا الحكومة الموالية لامريكا ولا للاسلام السياسي سوف تتمكن من تحقيقها، بل ستستعى الى نفس الاهداف الذي كان يتطلع اليها حسني مبارك. أما بهذا الخصوص فان العراق وايران تشكلان مثالين حيتين على ذلك. ففي العراق وعلى أعقاب الاطاحة بدكتاتورية صدام حسين وعدت امريكا ببناء قلعة الديمقراطية والحرية وحقوق الانسان، الا انه على العكس ذلك فقد صار الاوضاع الحالية لجماهير العراق ليس افضل من اوضاع جماهير مصر خلال فترة حسني مبارك، بل أصبح أسوء منها بكثير، هذا اضافة الى انتشار البطالة وانعدام الكهرباء وشيوع الفقر والجوع والقتل والاغتيالات والقمع، أما في ايران وبعد سقوط نظام الشاه فقد أصبح اوضاع جماهير ايران في عهد الجمهورية الاسلامية اكثر سوأ"، هذا فيما عدا ان جماهير ايران يعيش من الناحية السياسية والاجتماعية والاقتصادية باقصى حدود الردائة حيث الموت في كل يوم واضافة الى ذلك فأن هذا النظام قد اعدم لحد الان مئات الالاف من المواطنين وهي لازالت مستمرة على هذا السلوك اللاإنساني. وعليه فينبغي ان تكون هاذين المثالين بمثابة درس جيد لجماهير مصر. لقد تمكنت الثورة في مصر في مرحلتها الاولى من هدم قلعة الظلم بسقفها وجدرانها، ولكنه للأسف فإن أساسها لازال قائما" دون هدم ومن الممكن ان يتم بناء قلعة جديدة للظلم على ذلك الأساس، ولذلك فان مهمة الثورة قد أصبحت هدم كل اسس الظلم، أي قلع الظلم من الجذور، ولهذا فينبغي أن تستمر الثورة حتى تحقيق كل اهدافها. وان الجيش المصري هو حامي ذلك الأساس حاليا"، ذلك الجيش الذي تطاول على المتظاهرين المعترضين وقتل العديد منهم، ذلك الجيش الذي هو ليس فقط منذ 30 سنة وسيلة القمع لحكومة مبارك في مصر، بل أنها كانت قبل ذلك بكثير أيضا" ادات القمع بيد مستبدين اخرين في مصر، ولهذا فينبغي على الجماهير أن تطالب بحل ذلك الجيش وان القوة الجماهيرية المسلحة في المجالس بامكانها ان تحمي امن وسلامة المجتمع. يجب أن أن يحقق الجماهير سلطتها، وأن سلطتهم لا هي حكومة اسلامية ولا هي كما بالاسم الديمقراطية التي تسعى القوى البرجوازية في مصر الى اقامتها، وانما سلطة الجماهير هي سلطة المجالس التي يمكن اقامتها في القرى والمحلات والمدن والمعامل والتي يتكون سلطتها المركزية من ممثلي تلك المجالس والتي من الممكن تسليحها، ومن الممكن أن تكون لتلك المجالس سلطة سياسية واقتصادية واجتماعية، وفقط بامكان مثل هذه السلطة أن تحقق العدالة والمساواة والحرية للجماهير.
#سردار_عبداللە_حەمە (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
تركي آل الشيخ وآخرون يتفاعلون مع لقطة بين محمد بن سلمان وأحم
...
-
قصة العالم النووي كلاوس فوكس.. -لا تتحدثوا معي عن المال مرة
...
-
من قطر إلى السعودية.. لغة التفاصيل في دبلوماسية الشرع
-
خبير يعلق على اعتراف زيلينسكي الذي صدم الغرب
-
ترامب: الوكالة الأمريكية للتنمية تديرها مجموعة من المجانين
-
إعلام: تركيا قد تنشئ قاعدتين عسكريتين وتنشر مقاتلات -إف 16-
...
-
-الأورومتوسطي-: الحالة الصحية التي يخرج بها المعتقلون من سجو
...
-
ترامب يكشف عن موعد اتصاله مع ترودو ويؤكد: سيدفعون الرسوم الج
...
-
برتراند بيسيموا زعيم حركة -إم 23- في الكونغو الديمقراطية
-
تداعيات فصل ضباط أتراك بعد حادثة أداء قسم الولاء لأتاتورك
المزيد.....
-
قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند
/ زهير الخويلدي
-
مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م
...
/ دلير زنكنة
-
عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب
...
/ اسحق قومي
-
الديمقراطية الغربية من الداخل
/ دلير زنكنة
-
يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال
...
/ رشيد غويلب
-
من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت
...
/ دلير زنكنة
-
عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها
...
/ الحزب الشيوعي اليوناني
-
الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار *
/ رشيد غويلب
المزيد.....
|