أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سرحان الركابي - الخطاب الاخير للقائد الضرورة














المزيد.....

الخطاب الاخير للقائد الضرورة


سرحان الركابي

الحوار المتمدن-العدد: 3286 - 2011 / 2 / 23 - 00:00
المحور: كتابات ساخرة
    


بدى قائد ثورة الفاتح وزعيم اللجان الشعبية وملك الملوك واخر السلاطين والخلفاء المخلدون في حالة من الهياج والغضب , وعدم القدرة على التركيز , وهو يشهد انهيار سلطته التي بناها خلال 42 عاما
ورغم الغضب والهياج والتوتر والظرف العصيب الذي تتعرض له بلاده , لكن العقيد لا يبدو عليه الى الان الشعور بادنى تانيب للضمير , ولا بمسؤؤليته عن الدماء التي مازالت تسيل في مدن وشوارع ليبيا , والاغرب انه اتهم الشباب بانهم اطفال صغار وسكرانين نتيجة لتناولهم حبوب الهلوسة , وان هناك من غرر بهم ودفعهم الى الانتفاضة على سلطته القمعية , ثم وصفهم بانهم قلة من الجرذان الذين سيامر ضباطه بالقبض عليهم واعادتهم الى رشدهم ومحاكمتهم وفق القانون الليبي

وفي سورة غضب عير الزعيم شعبه المنتفض عليه , قائلا , اين كنتم عندما كان الاستعمار يسيطر على ليبيا , واين كان اباؤكم واجدادكم , عندما كانت القواعد الامريكية تدنس ارض ليبيا
الست انا من حرركم من هذا الاستعمار , الست انا ورفاقي من هاجمنا القواعد الامريكية في بنغازي وحررنا البلاد من الاجانب , متناسيا انه فرض استعماره الخاص على ليبيا بدلا من الاستعمار الاجنبي الذي يدعي انه هو وحده من خلص ليبيا منه

وفي لهجة من الغزل الواضحة للغرب اتهم العقيد شباب الانتفاضة بان من يقودهم واحد مقمل وتابع لبن لادن والظواهري , وهي نفس الحجة التي استخدمها كل المخلوعين قبله , لعل الغرب يرضى عنهم ويسكت عن قمعهم لشعوبهم
وقد اعترف العقيد دون وعي منه بانه هو من امر بقتل المحتجين , وباطلاق النار عليهم , رغم انكاره لهذه الحقيقة , فعندما يذكر احداث القمع المماثلة التي وقعت في مناطق محتلفة من العالم فهو يعني ان العنف والقمع حلال عليه وجائز ومشرعن , ولماذا يحرم عليه استخدام العنف والقوة , ما دامت روسيا في يوم من الايام قد اقتحم جيشها مقر البرلمان , ولماذا لا يبطش بالمنتفضين مادامت امريكا في عهد كلنتن , قد قمعت الطائفة الداوودية , وراح يسرد وقائع العنف مثل قمع الطلبة الصينيين , واقتحام القوات المريكية للفلوجة

ثم افصح العقيد عن مكنونات نفسه فراح يحرض لجانه واعوانه , بل وعامة الناس بالخروج الى الشوارع والقبض على الشباب المنتفضين , وقتلهم ومسحهم من الارض , حيث تكررت هذه المفردة على لسانه عدة مرات
وبين لغة التهديد والوعيد والتنازلات , قال العقيد انه ليس حاكما كي يتنحى , وان الشعب هو الذي يحكم من خلال اللجان الشعبية , وابدى بعض التنازلات لبعض الاقاليم التي كانت غير راضية عن الحاقها اداريا باقاليم اخرى , حيث منحها حق تكوين ادارة شعبية خاصة بها وحسب رغبتها , ولوح بانه سيوزع عائات النفط على الليبيين بالتساوي
ان العقيد في الوقت الذي ينفي فهو يؤكد ,
ينفي ان يكون رئيسا كي يتنحى , وفي الوقت نفسه يقول انه رئيس اعلى سلطة في الجان الشعبية والثورية
ينفي ان يكون قد اصدر الاوامر بضرب المحتجين , بينما كان خطابة عبارة عن اوامر بالقتل والسجن والابادة , لكن الظاهر ان اوامره تلك لم تعد تلقى اذانا صاغية من قبل كل الاجهزة الحكومية التي فقد السيطرة على بعضها بعد تمرد نصف القوات المسلحة , واستقالة سفرائه وسلكه الدبلوماسي , وهروب بعض الجماعات المحسوبة على نظامه ,
ثم ختم العقيد خطابه الطويل , بانذار شديد وصارم الى المحتجين , بضرورة تسليم الاسلحة فورا ومن دون تاخير
واطلاق صراح الاسرى وتسليم من وصفهم بالمشاغبين , وان لم يتم تنفيذ هذه المطالب فان الجيش سيزحف غدا على المحتجين ورغم ان الخطاب قد قطع من المصدر لكن من الواضح انه يتوعد بالزحف على الشباب الثائرين على سلطته القمعية , التي يدعي انها سلطة الشعب ولا ندري عن أي شعب يتحدث هذا الرجل
فهل بدا العقيد فعلا يدخل في حالة من الهلوسة والهذيان ؟ لانه بات يدرك انه يعيش ايام عزه الاخيرة , وانه لم يعد القائد الضرورة الذي بعثته السماء مخلصا لشعبه
بل انه بات قائدا مرفوضا من شعبه , وعليه ان يرحل حقنا لدماء شعبه وحفاظا على ماء وجهه , ان كان مايزال يملك قليلا من الكرامة وعزة النفس ..



#سرحان_الركابي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الانتفاضة في ليبيا بداْت والنظام يتستر
- انتفاضة البحرين المنسية
- قصيدة بنو النيل
- انتفاضة الشرق المتاْخرة
- تحية وداع للرئيس زين العابدين بن علي
- منابع التكفير في الاديان ,, الجزء الخامس
- اوان الحمى
- منابع التكفير في الاديان , الجزء الرابع
- منابع التكفير في الاديان - الجزء الثالث
- منابع التكفير في الاديان الجزء الثاني
- منابع التكفير في الاديان
- لقاء مع الكاتبة والناشطة السياسية والحقوقية الليبية , ليلى ا ...
- علي بن ابي طالب . السعودي الذي احبه العراقيون وكرهه السعوديو ...
- فتوحات ام غزوات 3
- هل ثمة ضرورة للقائد الضرورة
- غزوات ام فتوحات مرة اخرى
- رد على مقال الكاتب حسن مدبولي حرق القران الكريم .وحرق الانجي ...
- فتوحات ام غزوات
- قصة قصيرة الشاعر
- اياد علاوي هل سيكون فؤاد الركابي الثاني


المزيد.....




- حكاية الشتاء.. خريف عمر الروائي بول أوستر
- فنان عراقي هاجر وطنه المسرح وجد وطنه في مسرح ستوكهولم
- بالسينمات.. فيلم ولاد رزق 3 القاضية بطولة أحمد رزق وآسر ياسي ...
- فعالية أيام الثقافة الإماراتية تقام في العاصمة الروسية موسكو
- الدورة الـ19 من مهرجان موازين.. نجوم الغناء يتألقون بالمغرب ...
- ألف مبروك: خطوات الاستعلام عن نتيجة الدبلومات الفنية 2024 في ...
- توقيع ديوان - رفيق الروح - للشاعرة أفنان جولاني في القدس
- من -سقط الزند- إلى -اللزوميات-.. أبو العلاء المعري فيلسوف ال ...
- “احــداث قوية” مسلسل صلاح الدين الجزء الثاني الحلقات كاملة م ...
- فيلم -ثلاثة عمالقة- يتصدر إيرادات شباك التذاكر الروسي


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - سرحان الركابي - الخطاب الاخير للقائد الضرورة