أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصة قصيرة بعنوان لا مبالاة














المزيد.....

قصة قصيرة بعنوان لا مبالاة


هيثم نافل والي

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 18:45
المحور: الادب والفن
    


الإهداء
إلى أخي في البرج وصديقي المهندس حسام شذر مع التحية .
يدخلُ المهندس حسام منزلنا ضاحكاً كعادته ، بعدَ أن قطعَ مئة وسبعين كيلو متر ، ليصلنا .
- ما هذه المفاجئة الجميلة يا عزيزي ، قلت ُ له مرحباً .
- لقد اشتقتُ إليكم كثيراً ، ولا أخفيكَ سراً ، جئتُ لآخذه معي دونَ شك !.
أسهبتُ مفكراً قليلاً ، ثم قلت ، أجلس الآن ، ولدينا وقتٌ طويل للحديث ، أهلاً وسهلاً بك ، أجابَ وهو يبتسم : وبك أكثر .
أنقضى نهار السبت سريعاً ، وكأنه يركض ، فالأحاديث الشيقة معه لا تنتهي ، شربنا القهوة وأكلنا الكعك المحشو بالتمر والسمسم ، ثمَ نهضَ فجأة وكأنه تذكر شيئاً ، وقال : علي بالمغادرة الآن ، فلا أحبُ القيادة ليلاً !.
قلتُ له ، نعم أنا أقدر ذلك ، ولكن يمكنك البقاء إلى الغد ، ثم ترحل ، فلما العجلة ؟. لا شكراً يا صديقي ، ولكنك لم تقل لي بعد ، هل يمكن لي أن آخذهُ معي ؟.
أجبته وقد أحمر وجهي كلون سرطان البحر خجلاً ، هل فكرت بالموضوع جيداً ، قبل أن تطرحهُ عليّ هكذا ، دفعة واحدة ، سريعاً كالرصاصة ؟.
لقد فكرتُ ملياً بالأمر وقررت ، ولا داعي للتأخير أرجوك ، وكما قلت ، أحبُ أن يكون معي وبصحبتي ، سآخذه ولن أجعله يحتاجُ شيئاً ، سأعتني به أكثر من نفسي ولن أهمله ، هو يأمر وأنا أطيع ، ماذا تريد أكثر يا رجل ؟ ، أوعدك بأنني سأصحبه في أكثر من رحلة ، سأتنزه معه ولن أتعبه أبداً ، سأحمله على صدري ، ليأخذنني الشيطان إن لم أوفي بوعودي ، ما عليك إلا أن تدعوا لي بالتوفيق ، وتجيب بكلمة نعم !، هل هذا كثير عليك ؟ .
ما هذا يا ربي ، أنت تحرجني جداً ، فأنت صديقٌ عزيزٌ على قلبي ، وأحبك كثيراً ، وأثقُ بك دون شك ، ولا أحب أن أرفض لك أمراً ، لكنك تطلبُ شيئاً ، هو ليسَ للإعارة أو للبيع ، غريب طبعك هذا يا حسام ، لاحظ بأنني سأكون قلقاً وقد لا أستطيع النوم ، فأنني لم أتعود أن يكون بعيداً عني ، ما هذه الورطة !.
أجاب قائلاً وهو يحركُ يده عالياً وكأنه يصيد بعوضة ، لا تكن بخيلاً يا رجل ، فأنه سيكون بحمايتي وتحت رعايتي شخصياً ، لا تقلق من ذلك أبداً .
أنا متأكد من ذلك قلتُ له ، لكنني مازلتُ متردداً يا صديقي !.
لا تتردد ، أردفَ ، سآخذهُ وأرده بنفسي ، أوعدك بذلك ، أقسم لك بشرفي يا رجل ، ما هذا ، أنه لا يصدقني ، اللعنة على الشيطان !.
قلت وبدا التوتر علي واضحاً أمام إصراره البغيض ، لا ناقصة ، لم تبقى إلا هذه ، طبعاً سترجعه بنفسك ، توعدني بذلك ، أنه شرطي الوحيد ، هل أنت موافق ؟.
أجابَ بطرف لسانه ، ضاحكاً كالذي أكتشفَ عظماً في السمك قبلَ أن يلتهمه !، نعم موافق ، هيا إذن ، هيأهُ للسفر ، فقد جعلت له مكاناً مناسباً في العربة ، تصور ، بجانبي شخصياً ، لا تحمل همْ يا رجل ، أنها بضعة أيام فقط ، سيكون بعيداً عنك ، ما هذا الإفراط بالدلال ، أنك ستفسده بأفعالك هذه !.
وأنا أفرك فروة رأسي حقداً بريئاً ، قلت ، فوضت أمري إلى الله ، أنا موافق !. فيصرخ كالطفل ، لقد أقنعته !.
يعود المهندس حسام لمدينته ، ليتركني وحيداً أصارع القلق الذي ينهشُ فيّ كوخز الإبرة ، أتقلب على السرير ليلاً وكأنني نائم على جمر ، أعدُ الدقائق ، وأتحدث مع نفسي كالمجنون ، بصوتٍ مسموع :
لقد كانً خطئي ، نعم ، خطئي ، ما كانَ علي أن أوافق ، إذن أجني ما زرعت ، أه يا ربي متى سيعود ، لقد اشتقتُ إليه كثيراً ، ثم تلمع عينيا ، فتترقرق الدموع ، وأنا أتثاءب لأحاول النوم !.
بعدَ عشرة أيام بطيئة على قلبي ، أتصلَ حسام وهو عصبي المزاج ، ليقول ، ما هذا يا رجل ؟، أنا لم أتوقع أن يكون الموضوع هكذا ، لقد أتعبني جداً ، ولم يجعلني أنام بسلام منذُ أن حلَ هنا ، لقد فقدت السيطرة عليه ، أرجوك خلصني منه ، فقد فشلت في ترويضه وكأنه نمر ، أنه صعب جداً ، لم أستطع التعامل معه أبداً ، تصور يا رجل ، بالرغم من خبرتي الطويلة في الحياة ، وكثرة قراءاتي وثقافتي العريضة لم أجد معه طريقة تجعلني أتفهمه أو حتى أقدر ما يقول ، أعذرني يا رجل إذا قلت ، أنه حقود ومراوغ ولا يستحق العطف ، سأبعثهُ لك عن طريق البريد المسجل ، لا تقلق ، سيصلك سليماً معافى ، لن يتضرر ، أنا أتعهد بذلك ......!.
- جنَ جنوني ونسيت نفسي فقلت ، ماذا تقول ؟، لا يمكن لك أن ترسله هكذا ، أنه سيموت حتماً ، سيختنق ، بل لن يصل أبداً ، سيعدم هناك تحتَ الرفوف وبينَ سواعد العمال ، أرجوك يا رجل ، ودون شعور ، بدأت أردد كلماته ، لا تفعل ذلك ، تذكر وعدك ، سترجعه بنفسك ، لقد كانَ هذا شرطي الوحيد ، هل نسيت ؟، سأبعثه بالبريد يقول !، ماذا لن يتضرر يقول !، كنتُ أهذي ، كالمصاب بالحمى ، !.
إذن اتفقنا ، يضحك وهو يقول ، سأكون عندك غداً ، لا تحرق أعصابك كالورق يا رجل ، لقد كانت مجرد فكرة ، فأنه مازال هنا يتمتع بالدفيء والهدوء وهو بجانبي !.
بعدَ نفاد صبري وأصبحت كالسمكة التي تمَ شواءها على نار هادئة ، يدخلُ المهندس حسام بأسنان ضاحكة ، يهزوا أكتافه وكأنه يرقص ، ويقول ، خذ يا رجل ما هذا ، أنه كتابك أعمدة حكمتك السبعة للورنسك ، سالمٌ من أي خدش أو جروح ، أنظر له ، نظيفاً كالمرآة كما أخذته ، لقد صرعتنا ، بل قتلتنا دونَ أن تشعر ، ما هذا ، أعوذُ بالله ، لن أطلب منك بعد ، كتاباً ، عملتها قصة يا رجل ؟!.
لم أكن أسمع ما كانَ يقوله ، وتركيزي كان قد أنصبَ على الكتاب وأنا أراهُ ثانيةً يلمع أمام ناظري كالذهب ، تلقفتهُ بشوق ، قبلته وحضنته كما يحضن الأب أبنه ، بعد طول غياب ، وقلت ، أعدك بأنني سوف لن أجعلك تكون بعيداً عني بعد اليوم ما حييت ....... وسأكتب هذا قصة ، وأهديها للمهندس وسترى ، أوعدك بذلك.



#هيثم_نافل_والي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مشهد بعنوان مصير الشيطان
- قصة قصيرة بعنوان الصرخة
- قصة قصيرة


المزيد.....




- فنان مصري يوجه رسالة بعد هجوم على حديثه أمام السيسي
- عاجل | حماس: إقدام مجموعة من المجرمين على خطف وقتل أحد عناصر ...
- الشيخ عبد الله المبارك الصباح.. رجل ثقافة وفكر وعطاء
- 6 أفلام تتنافس على الإيرادات بين الكوميديا والمغامرة في عيد ...
- -في عز الضهر-.. مينا مسعود يكشف عن الإعلان الرسمي لأول أفلام ...
- واتساب يتيح للمستخدمين إضافة الموسيقى إلى الحالة
- “الكــوميديــا تعــود بقــوة مع عــامــر“ فيلم شباب البومب 2 ...
- طه دسوقي.. من خجول المسرح إلى نجم الشاشة
- -الغرفة الزهراء-.. زنزانة إسرائيلية ظاهرها العذاب وباطنها ال ...
- نوال الزغبي تتعثر على المسرح خلال حفلها في بيروت وتعلق: -كنت ...


المزيد.....

- تحت الركام / الشهبي أحمد
- رواية: -النباتية-. لهان كانغ - الفصل الأول - ت: من اليابانية ... / أكد الجبوري
- نحبّكِ يا نعيمة: (شهادات إنسانيّة وإبداعيّة بأقلام مَنْ عاصر ... / د. سناء الشعلان
- أدركها النسيان / سناء شعلان
- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - هيثم نافل والي - قصة قصيرة بعنوان لا مبالاة