فاتن نور
الحوار المتمدن-العدد: 982 - 2004 / 10 / 10 - 10:20
المحور:
الادب والفن
أرتدَيتُ جلبابي ووشاحي وأنطلقت
فتحتُ حقيبتي أمامَ دكان ٍ صغير
أشتريتُ أبرة.
***
سأخيطُ رداءاً وأرقعُ آخر..
سأرقعُ أيامي القادمة بخُرق ٍ من ذكريات
سأخيطُ جيباً من أمنيات..
في الجيبِ سأضعُ محارة ً وآجر،
سأعملُ أكماماَ بطولِ محيط الأرض ..
وأطرّزُ عليها ثلاث وجوه..
وجه طفل ٍيبحث عن الطفولة،
وجه طفل ٍ ظنَّ أن الذبابَ رفاقُ درب،
ووجه طفل ٍ مبتسم للحلوى بين يديه.
***
أرتدَيتُ جلبابي وتناسيتُ الوشاح،
ثمَ أنطلَقت،
فتحتُ حقيبتي أمامَ بائعٍ مُتجوّل،
أشتريتُ بعضَ أصماغ ٍ وأقداح.
***
سأخلعُ شبابيكَ داري..
وسألصقُ صوراً من تاريخ الأنسان،
سأبدأ ُ بحواء تأكلُ التفاح..
وآدم يكتبُ التاريخَ مُتيّماً في أنتقادي،
سأقلعُ بعضَ العيون من جحورها وألصقُ كسّارَ الحجر
قد أنتهي بآدم بين المطرقةِ والسندان..
وحواء تركُلُ التفاحَ وتنادي.
***
مَزّقتُ الوشاح،
تناسيتُ الجلباب،
أرتدَيتُ حريراُ وأساوراً ثمً أنطلقتُ ،
فتحتُ حقيبتي أمامَ دكان ٍ للدخان..
اشتريتُ خمرة ً وسيكارْ
***
سأحتسي هذهِ الليلة المزيدَ والمزيد،
سأقهرُ السيكار،
ساغتسلُ بماءِ الورد وأعزفُ القيثار،
سأحتسي الليلةُ حتى أنتشي..
ثمَ أ ُغني..
يا بلاداً هل مِن جَديدْ.
***
خمرة ُ تاه فيها الوعي والضمير..
أتذَكّر أني دَندّنت..
"وطنٌ مَدَّ على الأفقِ جناحا"
ثمَ أنطلقت،
وبلا صوتٍ عدّتُ أ ُدَندن..
وطنُ مَدَّ على الأرض ِ صدورا،
وطنٌ مدَّ على الرقابِ بهتاناً وزورا،
أتجهتُ للسرير..
أنفقتّ ُ عقوداً كي أصل.
***
في فراشي توَعّكَتُ ثمً صَلّيت،
تذَكّرتُ أبرتي وأصماغي..
ففَزعتُ ثمَ أنطلَقت،
عدتّ ُ بالأبرة للفراش،
وأصماغي وضعتها تحتَ الوسادة،
شعرتُ بالبرد..
فجائني الخيال بعزفٍِِ من زمن الأغريق،
شعرتُ بالحر..
فطوَيتُ سجّادةَ التاريخ الحديث..
ثمَ بكيتُ،
أصماغي سالت في الوسادة..
أبرتي تائهت..
ربما تحتَ الشراشف!..
ربما في صفحاتٍ قادمة فيها السطورُ عنواناُ للبداية.
***
في الصباح،
أرتدَيتُ ما أرتدَيتُ وأحتسيتُ بعضَ قهوة،
ثمَ أنطلَقت،
وجدتُ أبرتي فكسرتها،
كَسَيتُ فراشي بحُلّةٍ جديدة..
نظرتُ فأنبهرت،
ثمَ سألتُ أقداحي..
هلاّ أمتَلئتِ خمرة؟.
#فاتن_نور (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟