أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد كامل محمود - من اجل تعميم فن المقام العراقي















المزيد.....

من اجل تعميم فن المقام العراقي


نهاد كامل محمود

الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 10:50
المحور: الادب والفن
    


من اجل تعميم فن المقام العراقي

منذ زمن طويل وانا اتبنى واعلن فكرة ضرورة اعطاء دفعة مرونة للمقام العراقي من قبل ملوك المقام العراقي من اجل توسيع امكانية التصرف بمكوناته وتشكيلاته النغمية دون الاخلال بجوهره .. وبذلك سينتشر على العامة من العراقيين وغيرهم من العرب ولا يبق حصرا على الخاصة كما هو الان .. بل سيصبح لغة تراثية عراقية مفهومة عراقيا وعربيا ومرغوب بها اكثر مما هو الحال عليه الان .. خاصة وان قارىء المقام هو ملحن فوري يتفاعل مع الحانه بفعل موثرات ساعة قراءته للمقام من حيث ضروفه الشخصية .. او المناسبة التي يقرأ بها .. وكذلك مؤثرات جمهور الحضور التي لها اليد الطولى في حسن او سوء اداء قارىء المقام .. وذلك بمقدار تفاعلهم مع ما يقدمه لهم قارىء المقام من ابداع في ارتجال تلحينه الفوري دون الاخلال بروح المقام العراقي وترتيبات جمله اللحنية .. وليس مثل بقية المغنيين العرب الذين يكونون ملزمون بما رسمه لهم ملحن الاغنية مسبقا ودربهم عليها ..(( وقد سبق ان اختلفت مع الموسيقار الكبير المايسترو عبد الرزاق العزواي رئيس اتحاد الموسيقيين العراقيين وكذلك الموسيقار المتخصص موفق البياتي مدير بيت المقام العراقي على كون قارىء المقام ملحنا فوريا وليس كبقية المغنيين العرب .. ومازلت عند رايي هذا )) .
ان ملوك المقام العراقي المقصود بهم هم الفنانون الكبار والمؤثرون في ساحة المقام العراقي ممن تسلط عليهم الاضواء .. فتصبح رؤيتهم وما يصدر عنهم من احكام بحق المقام العراقي حجة منزلة ومزكاة لا يجوز الاعتراض عليها .. وان حدث واعترض على اراء الملوك ملك اخر يحمل رايا مختلفا .. فعندها ينقلب الاختلاف الى خلاف .. ويتكتل المناصرون من الجمهور حول من هو الاقرب لنفوسهم وليس حول من هو الاصح بحكمه .. وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر بعض اسماء المقصودين بتعبير ملوك المقام العراقي (( مع اعترافي انهم حقا اعلاما وملوكا للمقام العراقي )) .. ومنهم محمد القبانجي – الحاج هاشم الرجب – شعوبي ابراهيم – يوسف عمر – رحمهم الله جميعا .. واما الاحياء من ملوك المقام فمنهم حسين الاعظمي – يحيى ادريس – محمد زكي درويش – داخل احمد– صفوت الجراح - وغيرهم ممن قدموا ومازالوا يقدمون عطاءات تتفوق على الفرص المتاحة لكل منهم بفضل امكانياتهم الكريمة .. وقد خدموا وقدموا ومازالوا .. واجادوا واعادوا وافادوا .. ويستحقون على ذلك كل الثناء .. ولكني مازلت اطالبهم بالحاح على التجديد والمرونة.
ان التقاطع والتضاد بالرأي والمفهوم لا ينبغي ان يتحول الى خلاف شخصي فيخرج من ساحة الاختلاف بالرأي الى الساحات الاخرى مهما كان هذا الاختلاف شديدا .. فان كان قد حدثت خلافات بين بعض ملوك المقام سابقا .. فارجو صادقا ان يتحلى فنانونا من ملوك المقام بالتروي والسماحة والتبصر لما ابدي انا وغيري من اراء تتقاطع مع ارائهم بحق المقام العراقي .. فان ذلك كله من عندي ومن عند غيري ومن عند ملوك المقام ما هو الا حرصا على المقام العراقي وانتماء اليه .. وهو ايضا من باب الاجتهاد .
انا اعتقد ان قارىء المقام العراقي ملحنا فوريا .. وهو يرتجل الالحان ويمد ويقصر بها حسب المؤثرات الانية عليه .. فيسموا ويبدع او ينكمش وتختل مهاراته .. واعتقد ايضا ان في عملية تنويط المقام اضرارا كبيرا بالمقام العراقي ما لم يصدر التنويط من قبل اجماع ملوك المقام .. ولا يمكن الحصول على هذا الاجماع بسهولة فهناك انشقاقات عنيفة بين مؤيدي تنويط المقام ومؤيدي عدم تنويطه .. ولكن مع هذا فان الاجماع على وحدة القرار وان كان صعبا جدا الا انه ممكن حسب تصوري .
وكذلك اعتقد ان موضوع كون بعض المقامات مقيدة ويجب ان تقرأ بالزهيري (( يعني اللهجة العامية )) او بالعربية الفصحى او غير ذلك من قيود الوصلات والميانات .. فهي اوهام كبيرة لا اساس لها ولا سند .
وايضا اعتقد انه لا يشترط ان نقرأ المقام من (( البدوة )) او (( التحرير )) .. بل ممكن ان نقرأه من اي موقع بحيث يكون مستساغا من قبل المستمعين وثم نرجع الى البدوة او التحرير ونستمر في اختياراتنا للوصل والارتجال .. وهذا لا يختلف عن التغييرات التي اجراها كبار القراء على بعض المقامات والتي منها مثلا مقام البنجكاه الذي كان يقرأ بميانات ثلاثة ثم قرأه المعاصرون بميانة واحدة .. وكذلك مقام الاورفة الذي حذف منه بعض المعاصرين وصلة (( الزازة )) .. وحتى اضخم المقامات وافخمها الذي هو مقام الحجاز ديوان .. فقد قرأه بعض المعاصرين مستغنين عن الوصلة التي فوق الميانة .. لعدم مساعدة قدرة حناجرهم على الوصول الى هذه الوصلة .. ومع هذا فلم تتأثر فخامة مقام الحجاز ديوان بذلك .
وكذلك اعتقد انه لا يشترط ادخال الوصلة الفلانية قبل او بعد الوصلة الفلانية .. او الميانة يجب ان تكون بعد الوصلة الفلانية او قبلها .. بل يمكن تجاوز هذه القيود واطلاق سراح امكانيات القارىء وابداعاته الفطرية الذاتية المحجمة بهذه الممنوعات التي توارثها وتمسك بها ملوك المقام العراقي .. والتي تكاد تكون احيانا اشد من الممنوعات التعسفية في بعض الاديان او بعض المجتمعات او بعض التقاليد .. والتي ليس لها مسوغ وفي نفس الوقت لا يجوز مناقشتها .. اي انها حقا مثل المثل العراقي (( تريد غزالة اخذ ارنب .. تريد ارنب اخذ ارنب )) .
ومن معتقداتي ايضا ان المقام العراقي بالرغم من كونه عريق في عراقيته ولكنه لم يولد عراقيا .. فهو حصيلة تزاوج تراثات اقوام وشعوب كثيرة .. وقد تبلورت هذه الحصيلة واصبحت بهذا الاطار العراقي الراقي .. بحيث مازالت بعض المقامات العراقية عصية على حناجر كل المطربين العرب وغير العرب من الشعوب الشرقية .. مثل مقام (( المخالف )) الذي عجز عن اداءه كل المطربون غير العراقيين دون استثناء .. وبقي حصرا على الحنجرة العراقية .. واما الفنانة المطربة لطيفة التونسية التي قرأت مقام المخالف والتي كان وراء تدريبها على هذا المقام الفنان الكبير كاظم الساهر .. فان قراءتها لهذا المقام لم تشنف الاذن العراقية .. وكان اداؤها يفهم منه ان المقصود به انه مقام المخالف .. اي انها كانت قراءة هجينية بين الطريقة العربية والشرقية من ناحية وبين الطريقة الاصلية التي هي العراقية حصرا.
وقبل الختام اود ان الخص ما طرحت من اراء اعلاه تسهيلا لمن يشاء من ذوي الاختصاصات بالتعليق تأييدا او اعتراضا .. او تصحيحا او امتعاضا وهي ما يلي :-
1- ان قارىء المقام العراقي ملحنا فوريا اثناء اداءه قراءة المقام .
2- في تنويط المقام اضرار كبير به ما لم يجمع المختصون على تفاصيل ذلك .
3- تقييد المقام العراقي بالزهيري او العربية الفصحى هو امر لا اساس له ولا سند .
4- اشتراط ان يقرأ المقام من البدوة او التحرير امر يمكن تجاوزه بسهولة دون الاخلال بروح المقام .
5- ادخال الوصلة الفلانية قبل الوصلة الفلانية او الجلسة قبل الميانة .. هي قيود لا مبرر لها سوى التقليد الاعمى .
6- ان المقام العراقي هو حصيلة تزاوج تراثات وشعوب كثيرة ولكنه تبلور عراقيا واصبح بهذه الصورة .

نهاد كامل محمود



#نهاد_كامل_محمود (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 17 – وباء اسمه الفقهاء
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 16 – تعليق واجابة عن المقال رق ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين - 15 – بل اعمياء ومتهمون بحرمان ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين -14 – اتنكرون حقوق المراة في الق ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين -13– مهزلة علم الناسخ والمنسوخ
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 12 – علم الناسخ والمنسوخ محرم ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 11 – من حرف الكلم ؟ .. هم ام ن ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين -10 – لا اكراه في الدين وعبث الف ...
- مدخل للحضارة الاجتماعية والاتكيت (( ادب السلوك Etiquette ((م ...
- مدخل للحضارة الاجتماعية والاتكيت
- علماء الدين ام اعمياء الدين -9- هل أخطأ أم تخاطأ ابن تيمية
- علماء الدين ام اعمياء الدين -8- (( تعقيد دين التوحيد ))
- علماء الدين ام اعمياء الدين -7- حاشاه ان يظلم فافتونا يافقها ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 6- اسلامنا ليس عورة نخشى كشفها
- علماء الدين ام اعمياء الدين -5- وتحريم مناقشة الاخطاء البشري ...
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 4 - ومزاجية التحليل والتحريم
- علماء الدين ام اعمياء الدين – 3- والتواتر
- علماء الدين أم أعمياء الدين - 2 - وتحريف الكلم
- م/ علماء الدين ام اعمياء الدين -1
- م/ تعليق على قصيدة الشاعرة ريوف الشمري قف للمغني


المزيد.....




- فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة ...
- جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس ...
- أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
- طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
- ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف ...
- 24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات ...
- معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
- بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
- بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في ...
- -الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)


المزيد.....

- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين
- التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا ... / نواف يونس وآخرون
- دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و ... / نادية سعدوني
- المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين / د. راندا حلمى السعيد
- سراب مختلف ألوانه / خالد علي سليفاني
- جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد ... / أمال قندوز - فاطنة بوكركب
- السيد حافظ أيقونة دراما الطفل / د. أحمد محمود أحمد سعيد
- اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ / صبرينة نصري نجود نصري
- ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو ... / السيد حافظ


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - نهاد كامل محمود - من اجل تعميم فن المقام العراقي