جميل السلحوت
روائي
(Jamil Salhut)
الحوار المتمدن-العدد: 3285 - 2011 / 2 / 22 - 07:45
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
جميل السلحوت:
بدون مؤاخذة-القذافي ينضح كفرا
بعد أن قصف مرتزقته أحياء في طرابلس العاصمة بالطائرات والمدفعية والصواريخ، خرج السفاح على شاشة تلفازه ليعلن أنه موجود، واصفا وسائل العلام التي تناقلت نبأ هروبه بأنها "كلاب ضالة" هذا ما تفتقت عنه عقلية "ملك ملوك افريقيا الأخ القائد الفيلسوف المفكر وأقدم حاكم في العالم، وعميد القادة العرب -كما وصف نفسه في احدى مؤتمرات القمة- مفجر ثورة الفاتح من سبتمبر، ومبدع أول نظام شعبي في التاريخ، كما يحلو له أن يوصف من قبل الهاتفين له من الرعاع" ولا غرابة في ذلك، فهذا منطق من حكم ليبيا وشعبها العظيم بالحديد والنار خلال 42 عاما....فأقواله هي انعكاس لشخصيته ولأفعاله أو لما يدور في رأسه....فالرجل الذي طغى وتجبر واستأسد على المدنيين من أبناء شعبه، واستقوى بالمرتزقة عليهم، لم يرف له جفن وهو يسبح في بحر دماء شعبه، تماما مثلما هدد نجله سيف الاسلام بحرب أهلية لإبادة الشعب"حتى آخر رجل وآخر امرأة وآخر طلقة" كي يرث ليبيا من بعد والده...فسكت اسبوعا يضحك ضحكته البلهاء على دماء أبناء شعبه التي سفكها، وها هو ينضح كفرا كما هي عادته.
قبل حوالي العام قرأت رواية (بلاد الرجال) وهي باكورة أعمال الأديب الليبي هشام مطر الذي يعيش في المنفى، هذه الرواية التي ترجمت الى أكثر من عشرين لغة عالمية، وتتحدث الرواية عن غياب الحريات، والحياة الديموقراطية، وبطش رجالات نظام القائد الذي يصارع الهواء بقبضته دائما، وبالأمس طاف خيالي متذكرا أرواح من ارتقوا الى المجد، "أحياء عند ربهم يرزقون" من أبناء أشقائنا في ليبيا، وفي مقدمتهم الشيخ البطل عمر المختار ورفاقه، رأيتهم ينتفضون في حياتهم الأخرى الخالدة، وهم يرون الطاغية الجديد يستقدم مرتزقة من ايطاليا المستعمِرة التي قاتلوها، وحرروا ليبيا من رجسها، يستقدمهم لمحاربة أبنائك وأحفادك يا عمر المختار...فاستقبل يا شهيد الأمة جحافل الشهيدات والشهداء من أحفادك التي تدكهم طائرات عسكرية يقودها مرتزقة أجانب، ومدافع تنهال قذائفها على الأبرياء تشغلها أيدي مرتزقة أفارقة وأوروبيين...
والرجل المتلفع بعباءة الجهل عندما يمنع وسائل الاعلام من دخول المدن والبلدات الثائرة، يعتقد أنه يعيش في جزيرة خارج الكرة الأرضية، وبالتالي لن يعرف أحد بجرائمه التي يرتكبها...ومن هنا فان الدور على الجيش الليبي كي ينحاز الى أهله الى أبناء شعبه، لحمايتهم من المرتزقة الأجانب الذين يقتلونهم، وعلى هذا الجيش أن يضع حدا لمهزلة 42 عاما من حكم رجل جاهل ومتخلف ويعاني من انفصام في شخصيته...وعليه أن يمهد الطريق لحياة الحرية والديموقراطية التي ينشدها الشعب ويستحقها بعد كنس النظام الاستبدادي.
22-2-2011
#جميل_السلحوت (هاشتاغ)
Jamil_Salhut#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟