أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وليد مهدي - ليبيا ... عروس ُ عروبتنا الحمراء














المزيد.....


ليبيا ... عروس ُ عروبتنا الحمراء


وليد مهدي

الحوار المتمدن-العدد: 3284 - 2011 / 2 / 21 - 14:39
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    


اطرقتُ خاشعاً حين رايت ما يفعله شباب و شعب ليبيا ، هذا الشعب الذي جسد كفاحه في سبيل الحرية بذروة معانيها بمعزل ٍ عن كل دعمٍ إلا من " الحق " في صدور شبابه الذي قرر أن ينتصـر بدمه وروحه ، قرر أن يقدم شبابه قرباناً في محاريب قدسها الاسمى ..

ثورةٌ حمراء هي حين نحسبها بعدد الشهداء في مدة قياسية تقل عن الاسبوع ، ليبيا الابية ، مدنها كلها تعيش اعراسها الحمراء تلك وإن تميزت مدينة بنغازي بريادة صدارة الثورة زخماً وتضحيات ..

الموت في ليبيا اليوم بات شيئاً مختلفاً ، موت ٌ يعبد الطريق نحو الشمس ، الحقيقة التي نسميها نحن " الحرية " ، هذه التي لم يكن ليصدق ولادتها احد في عالمنا العربي وفي " جزيرة " صحراوية منعزلة عن بحار " العالم المعاصر " مثل ليبيا ..

حتى الامس ، كنا نعتقد بان الحرية اسطورة ثقافية علمنا اياها الغرب ، لكن اليوم ، لم تعد مدامعي تهمل كما كنت حين اشاهد الابطال في ميدان التحرير وسط القاهرة ..

فامام ليبيا اخرُ ساجداً في مذبح الحريـة التي تولدُ اميرةً متوهجة بسنا انتصارها ، ولن تجرؤ حتى الدموع ان تنزل حين يكون شعوري بأنني اقفُ قبالة " الامة " الاكثر شجاعة بين الامم ، الحرة التي انجبت عمر المختار صاحب المقولة الخالدة التي التزمتها ليبيا بالحرف دستوراً لثورتها :

نحنُ لن نستسلم ، نموتُ او ننتصـر ..

هذه الشقية الحمراء التي نبتت على ضفاف دم ابناء هذا الجيل الذي تاتي عزائمه على قدره ، كأن التاريخ يقولُ لنا بعد كل الذي شهدناه من جرأة اهل تونس .. وبسالة المصريين ، هاهو يخبرنا بعظمة شجاعة الليبيين الذين ابوا العودة إلى بيوتهم وترك شوارع ليبيا إلا بعد إسقاط الدكتاتور ..

فهل للتاريخ اسطورة عربية ٌ اخرى في حقبة ثوراته هذه ؟

نتمنى ان يجسد الشعب اليمني صورة مشرقة جديدة تكمل لوحة فسيفساء الحرية العربية الملونة ..

فالشعب الليبي ، حتى الآن ، تجاوز بحق الثورة العربية الشاملة برمتها ، حسم امره وقرر أن يرسم موناليزا حريته الحمراء بدماء تجري كانهارٍ أمام امطار الرصاص من مدافع رشاشة مضادة للطائرات ، الحرية الجذلى امام القذائف المضادة للدبابات التي استقبلتها صدور الليبيين متفجرة عن دماء زكية نضاخة بسخاء البادية الفواحة برائحة الرجولة و الكرامة ..

الشعب الليبي يُذبح لكنه مصمم على إزاحة الطاغوت ، يهرق دمه انهاراً ، يزايد بشرف على ثمن الحرية التي رد الإعتبار لها بعد ان ظن الغربُ للحظة ان ثورات العرب ستبقى في مسارها الحقوقي السلمي دون ان تعرض نفسها للموت الزؤام على غرار ما هو " مطلوب " من الجماهير العربية كما يريد ان يراها الغرب ..

كان شعب ليبيا يصدح بخطاب الحرية للتاريخ هادراً بان حريته هي الاغلى بين ثورات القرن الحادي والعشرين ، حتى إن البعض قال إن الليبيين تركوا وحدهم للمذابح ولم تحتج دول اوربا بما يكفي على المجزرة ..

من قال إن اوربا هي الوصي على دماء ابنائنا في ليبيا .. اوربا واميركا وصية على " البترول " الليبي فقط الذي تستثمر فيه شركاتها ..

و من قال إن ما يجري ما هو إلا عرسُ عروبتنا المضمخةِ بحناء الدم ؟

هذا الدم هو ما يزلزل كبرياء الدهور التي ستبقى تذكره على مر الايام ، هو اللحن الخالد الذي تنشده الحرية نفسها لكل الاجيال ..

ليبيا تكتبُ تاريخ امتنا المجيد وتعطي للحرية اقصى طاقة ما تهبه في ربوع الامة من المحيط إلى الخليج ويوصل رسالته لكل من راهنوا على إن امتنا دويلات متعددة أن اخرسوا و اغلقوا افواهكم ، امتنا واحدة وقريباً ستعود متحدة بعد ترتيب اولوياتها الوطنية ، وإلا ما كانت الامة كل الامة لتهب هذه الهبة بعد تونس ومصر واليمن والبحرين وليبيا الحرية الحمراء ، ليبيا اليد المضرجة التي تمسك براية الثورة وهي تسلمها إلى بلدٍ عربي جديد نصبته الاقدار لتجسيد ملحمةٍ جديدة في سفر هذه الامة التي خلعت اعنتها عن سلطان العجم ، تماماً كما انبانا محمد النبي ، الذي عادت روحه متوهجة مشرقة في " محمد البوعزيزي " .. نبي ثورة المسحوقين الجديدة المباركة ..



#وليد_مهدي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- إسرائيل في مواجهة الطوفان العربي : رؤية استراتيجية للمستقبل
- مذبحة الساحة الحمراء في البحرين والإعلام العربي
- اخرجوا المحتلين من بابل خائبين
- الجنس والأنثى والحضارة
- هذا الجيل : من الصحوة الإسلامية إلى ما بعد الحداثة
- التخاطر وسيكولوجيا الجماهير
- إغلاق قناة السويس : المرحلة الثانية من الثورة
- هذا الجيل : زلزالُ مصر وحاكمية الشعب
- وصايا للثورة في مصر***
- ميدان التحرير : رمزُ ثورةِ هذا الجيل وميزان رؤيته الجديدة
- مبارك يحزم حقائبه
- روبرت فيسك : الغربُ لا يريد ُ ديمقراطيةً في تونس ولا ايَ بلد ...
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -4-
- محمد حسنين هيكل يحكم بالإعدام شنقاً على انتفاضة الخبز والكرا ...
- الانتفاضة ُ التونسية و طريقُ الثورةِ الجديد : حاكمية الامة
- صفعة ُ جماهيرَ تونس : ردها إن استطعت يا بيت اميركا الابيض
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -3-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -2-
- كامل النجار : ملحدٌ تحت مجهر التفكيك -1-
- الجنسُ والتنوير : رؤية ٌماركسية -4-


المزيد.....




- النسخة الإليكترونية من جريدة النهج الديمقراطي العدد 583
- تشيليك: إسرائيل كانت تستثمر في حزب العمال الكردستاني وتعوّل ...
- في الذكرى الرابعة عشرة لاندلاع الثورة التونسية: ما أشبه اليو ...
- التصريح الصحفي للجبهة المغربية ضد قانوني الإضراب والتقاعد خل ...
- السلطات المحلية بأكادير تواصل تضييقها وحصارها على النهج الدي ...
- الصين.. تنفيذ حكم الإعدام بحق مسؤول رفيع سابق في الحزب الشيو ...
- بابا نويل الفقراء: مبادرة إنسانية في ضواحي بوينس آيرس
- محاولة لفرض التطبيع.. الأحزاب الشيوعية العربية تدين العدوان ...
- المحرر السياسي لطريق الشعب: توجهات مثيرة للقلق
- القتل الجماعي من أجل -حماية البيئة-: ما هي الفاشية البيئية؟ ...


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - وليد مهدي - ليبيا ... عروس ُ عروبتنا الحمراء