أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الجباري - زمن يحتضر .. زمن يولد














المزيد.....

زمن يحتضر .. زمن يولد


كامل الجباري

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 22:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تنشط التحليلات السياسية و يدلي الكل بدلوه ، في حوار غير مسبوق، بعد أن انطلق تسونامي الثورة و التغيير بشكل جارف لم تنفع معه كل سدود العالم القديم التي لا تصمد كثيرا حتى تبدأ بالانهيار ، ليجتاح النظام الرسمي العربي ، حيث ابتدأ العقل الجماهيري الجمعي يتشكل بممارسة عملية نقدية اتجاه النظام القديم المتآكل و المتقيح . و حتما انه سيجد تعبيراته الفكرية و القيمية و التنظيمية مع الحراك السريع المتجدد كما هو منطق التاريخ.
ابتدءا علينا أن نؤكد أن الآم الولادة والمخاض ليست سهلة بل عسيرة، في حالة التغييرات الكبرى ، و أن قوى المجتمع القديم لن تخلي الساحة بسهولة. كما ان الكثير من جهات الهيمنة الخارجية دولية و إقليمية ستحاول التسلل لاستثمار ما يجري و حرفه عن أفقه و بذلك نغلق الجدل غير المفيد الذي يحاول نقل اتجاهات الصراع من وقائعه الحقيقية إلى وهم حقائق افتراضية تحرف الأذهان و الأفعال إلى مسارب أخرى.
بعد أن فشلت الأنظمة التقليدية القروسطية ، و كذلك أنظمة العسكر المتداخلة مع أحزاب و أنماط تفكير و سلوك اقرب إلى النمط الفاشستي التي قادت ما سمي بحركات التحرر الوطني التي فشلت في بناء اقتصاد متطور يخرج بلداننا من حالة التبعية الاقتصادية –السياسية للمراكز الرأسمالية المتطورة ليتحول حكامها إلى حكام فاشست يحكمون مدى الحياة. بعد إن فشلت كل هذه الأنظمة ساد التخلف و الفقر و نهبت ثروات هذه البلدان بين طبقات طفيلية محلية و نهب خارجي منظم ، علما إن ثروات هذه البلدان ، الطبيعية و البشرية الهائلة تجعل من هذه الدول في مصاف الدول الكبرى المتقدمة. لو كان هنالك أنظمة وطنية ديمقراطية حداثوية .
بعد كل هذا الإذلال و الجوع و القمع و تحول الكثير من القادة و الأحزاب و الحكام إلى أنصاف آلهة و عصابات سياسية مافيوية انتفضت الجماهير لتثأر و لتكنس أسباب و مسببي بؤسها بعد أن كسر الشعب التونسي حاجز الخوف و كشف هزال و كارتونية هذه الأنظمة و عجزها لتفوح الرائحة النتنة لفضائحها لتتحول هذه الانتفاضات إلى ثورات كبرى .(و هذا ما يبدوا جلياً في حالة ثورة مصر حيث اصطدمت مبكراً برأس النظام لتطيح به و لم تهدأ مطالباتها بعد ذلك إلا بإسقاط النظام بكل رموزه و مؤسساته).
ومن خلال ثورتي تونس و مصر ترى أن الزمن الجديد قد ابتدأت ملامحه ترتسم كثورة جماهيرية سلمية متحضرة تربط بين قيم المواطنة و الحداثة و الحرية و العدالة الاجتماعية ورفض القائد الضرورة أو الأحزاب الضرورة لتقطع صلاتها بقيم النظام القديم الزائفة عن الأبطال المنقذين . لقد استطاعت هاتان الثورتان عزل و تطويق كل أساليب الأنظمة الانحطاطية و أعمال (البلطجة) و التخريب ليحموا المؤسسات و المدن و الأحياء من شرور تخريب الأنظمة و الفئات المنحطة .الطبقة السائدة بكل قيمها التخريبية تقابلها قيم الثورة بمحافظتها على مصالح و أمن الشعب و لا بأس أن تذكر حماية المتحف المصري من قبل المحتجين . الدرس المهم الذي أفرزته الثورتان هو و حده الهدف و الشعارات مما و حد الجماهير و وحد احتجاجاتهم لتثمر و تحقق النصر و لم تسمح للفئويين و أصحاب الأجندات المختلفة من ركوب موجة الثورة بل حجمتهم و جعلتهم مصدر قوة للثورة لا مصدر ضعف و بذلك قطعت الطريق على الاختلافات الضارة التي قد تمزق الثورة .
لقد كانت الشعارات واضحة و محددة، الحرية و الكرامة و العمل و العدالة الاجتماعية، و بذلك اصطدمت بالجوهر ، بأنظمة الطبقات الكومبرادورية الطفيلية و مشاريع اللبرالية الجديدة التي تسعى إلى إطلاق قوى السوق العمياء و خلق طبقات حاكمة من سراق المال العام و وكلاء الشركات الأجنبية الذين يسعون إلى الثراء الفاحش السريع على حساب الشعب الذي يعيش في فقر مدقع و كبت للحريات و إلغاء لوجود الإنسان و حقوقه مقابل توفير الشروط اللازمة لنهب ثروات الشعوب و إعادة تدوير رأس المال ليصب في جيوب الاحتكارات الكبرى للدول المهيمنة.
بعد النجاح الذي حققته ثورتا تونس و مصر و اندلاع الثورة في العديد من دول المنطقة تحاول القوى الحاكمة المحلية و قوى مراكز الهيمنة العالمية أن تقطع الطريق على انتشار هذه الثورات بمحاولات مشبوهة لدمج أساليب الفوضى الخلاقة بأساليب الثورة الخلاقة لتخريبها و خلق الأجواء للقوى الفاشية و الظلامية لتصدر هذه الثورات و تخريبها و أقامت حكومات استبدادية فاشية بتغليب قوى الفوضى الخلاقة على قوى الثورة الخلاقة لخلط الأوراق من جديد.
يشهد العراق، كغيره من الشعوب المضطهدة ، احتجاجات جماهيرية واسعة حيث يبدو المشهد العراقي أكثر تعقيدا و خطورة لوجود الهيمنة الأجنبية المباشرة – الاحتلال – إضافة إلى وضع سياسي و اجتماعي و اقتصادي و امني هش تخترقه التدخلات الخارجية ، و كذلك هيمنة طبقة سياسية فاشلة تتصارع على النفوذ و المغانم مما يتطلب الانتباه الشديد للأجندات الخارجية و الداخلية المشبوهة التي لا تخدم المصالح العراقية و الحذر من استغلال البعض من أطراف هذه الطبقة السياسية لتجيير هذه الاحتجاجات لمصالحها الحزبية الضيقة.



#كامل_الجباري (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الأيام الأخيرة
- الثورة الخلاقة ضد الفوضى الخلاقة
- تونس – مصر
- ثورة تونس - قراءة أولية
- ثورة تونس وخطر الالتفاف
- عندما يفهم السيد الرئيس !
- الانسان واساطيره-2-
- ليس شتما سيدي النقيب
- واقع الطبقة العاملة العراقية
- أبناء الاجواد
- الارهابي
- الرفيق بوش والراسماليون الجدد
- شجرة الصفصاف
- الإنسان وأساطيره
- هلوكوست غزة
- إشكالية كركوك
- شاهد من الزمن الجديد-4-
- مشاهد من ‘‘الزمن الجديد’’ -1-
- الإشكال اللبناني
- قصص قصيرة جدا -الحكاية الرابعة عشر لهلكان العريان


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كامل الجباري - زمن يحتضر .. زمن يولد