باقر الفضلي
الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 17:11
المحور:
الادب والفن
لا تُحجب الشمسُ إلا من مُحياها
لا تُحْجَبُ الشَمسُ إلا مِنْ مُحيّاها
ولا يَخيبُ المُنى شَوقاً للقـياها
فَضائُها الرَحبُ، ما رَدَّتْ لسائلِها ~
أمراً، ولا ضاقَ بالوِجدانِ مُعْطاها
تَفيضُ مِنْ نَبعاتِ الحُبِ، زاخرةٌ
رِحابُها، مِنْ شَغافِ القَلبِ مَسقاها
كأنها نَسَماتُ الصُبحِ إنْ خَطَرَتْ
تَسقي النفوسَ نَدىً، مِنْ فَيضِ مَرواها
مَبسوطةَ الحُـلْم يَزهو في شَمائِلها
وزادَ فيها سُمـواً حُسنُ مَبـناهـا
سارتْ مُعطَـرَةُ الأَنفاسِ زاهيةً
لو مَرَّ فيها الهَوى يَوماً لحاكاها
بقاؤُها، الموتُ ما أخْـفى مَعالِمَه
طَمساً، ولا غابَ في الأيامِ ذِكراها
****
يا ساحرَ الصَمتِ ما أ!دراكَ ما نَسَجَتْ
جَحافِـلُ العُهـرِ في صَمتٍ بملهاهـا
أسلَمتَ أمْرَكَ للحُسنى على أَمـلٍ
أَنْ يَرعَوي القَومُ للحُسنى ومُـثْلاها
ما كُنتَ تَبغي مِنَ العَـلياءِ مَغنَمَةً
ولا نَشِـدّتَ مِنَ الأَسماءِ فُضلاها
فعاجَلَتـكَ على غَـدرٍ كواتِمُها
وأَرخَصَتْـكَ دَماً مِنْ كَيدِ مَرماها
شاءت يُجَلجِلُها خِزيٌ وما رَبِحَتْ
إلا صَدى العارِ ما تُخفي ثَـناياها
***
يا ساحِـرَ الصَمتِ إذ وَدَّعتَ ملتَبِساً
ما تُعلِـنُ النَفسُ، ما تُخفي نَواياها
رَسَمتَ دَربَـكَ لَمْ يُثـنيكَ ذُو حَسَدٍ
يَوماً، ولَنْ يُرهِـبكَ بالإِذعانِ أشْقاها
حُـرٌّ وفيكَ بياضُ الكَفِ ذو سَجَـرٍ(1)
أطعَمْـتَ مِنْ بَحرهِ فَـيئاً لتَـقْواها
سلامةُ الظَنِ ما أَدريكَ ما نَصَبتْ
مِنَ الفِخاخِ وما حاكَتْ خَـفاياها
تَرنو اليكَ بعينِ الودِ مُشرِقَـةً
كالذِئبِ يَسرَحُ بالأغنامِ يَرعاها
***
شياعُ كُنتَ وَريثَ الحُلمِ في زَمَنٍ
ضاقَتْ نُفوسٌ به مِنْ جَورِ بَلواها
عانَيتَ منه وإن كان المُـنى أملاً
تَحدو بهِ النَفْسَ في شَوقٍ لِمَسراها
ألهَمتَ عَزمَـكَ ما تُدمى القُلوبُ بهِ
كَتْمُ الجِراحِ، وكانَ الصَمتُ مَغْزاها
إنْ كان فيها مِنَ الأَقدارِ ما رَسَمَتْ
عَـدلاً تَراهُ فأنتَ العَدلُ صُـنْواها
حَياكَ حَياكَ ما أَخْفى الثَرى جَبَلاً
حَـياً أَراكَ وحَـياً حينَ أَلقاها
***
***
***
23/8/2010
_________________________________________________________
(*) عامان على إغتيال الشهيد كامل شياع المستشار في وزارة الثقافة العراقية
(1) سجر: بمعنى الإمتلاء، ولها معان أخر، مثل سجر التنور، إحماءه
#باقر_الفضلي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟