أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد














المزيد.....

أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد


بدرالدين حسن قربي

الحوار المتمدن-العدد: 3283 - 2011 / 2 / 20 - 11:09
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


ماسمعت مسؤولاً سورياً أياً كان، يتحدث في شأن عام أياً كان هذا الشأن محلياً أو إقليمياً أو دولياً، اجتماعياً أو اقتصادياً أو سياسياً ولو كان في حفلة عرس أو عن أزمة مرور، إلا وينتهي بكلام عن المقاومة والممانعة والمقاومين والاستسلام والخانعين وكامب ديفيد أيضاً، وكأنه عائد للتوّ من أرض المعركة لبعض الوقت ليرجع إليها من جديد. ولئن استغربتَ أن نهايات الكلام هي غيرها تماماً عن بداياته، فإن استغرابك يزول عندما تفهم منه أن هذه هي ثقافة المقاومة وفعلها عند المقاومين، وليذكّرك - بطريقة ما - بذلك الطالب صاحب الجَمَل المفتون بجمله، حيث مايلبث أن يبدأ كلامه إلا وينتقل إلى الحديث عنه أياً كانت بداية حديثه.
فإن كتب صاحب الجمل عن الربيع قال: هو فصل من أجمل فصول السنة، تكثر فيه المراعي الخضراء مما يتيح لجملنا أن يشبع، والجمل حيوان يصبر على الجوع والعطش أياماً، ويستطيع المشي على رمال الصحراء بكل يسرٍ وسهولة، من أجل ذلك لقبه العرب بسفينة الصحراء واستخدموه في نقل متاعهم وترحالهم، ثم يتابع والجمل ......الخ.
وإن هو كتب عن الصناعات والتقنية في اليابان قال: تشتهر اليابان بالعديد من الصناعات ومنها السيارات، ولذلك فهم لايستخدمون الجمال في تنقلاتهم علماً أن الجمل حيوان يصبر على الجوع والعطش أياما، ثم يكمل والجمل ......الخ.
ولئن كتب موضوعاً عن الكومبيوتر وفوائده قال: هو جهاز مفيد يكثر في المدن التي لايوجد فيها جِمال، وإن استقدم إلى المدينة فلغايات الحرب كما حصل في معركة الجمل المصرية في ميدان التحرير، لأن الجمل حيوان يصبر على الجوع والعطش أياماً، ثم يكمل بحديثه عن الجمل....الخ. وهكذا هو في كل مسألة يتحدث بها، ينتهي إلى الحديث عن الجمل، كما هو حديث مسؤولينا عندما ينتهي إلى المقاومة وإسرائيل والعلاقات معها وكامب ديفيد بمناسبة وغير مناسبة.
فكل أهل الأرض -إلا صاحب الجمل - يعلمون أن الانتفاضتين التونسية والمصرية كانتا احتجاجاً واضحاً على استبداد نظام الحكم وفساد جوقته، مما ترتب عليه انتشار فواحش القمع السياسي ونهب المال العام وجوع المعترين من العباد. وعليه، فكانت المطالبات واضحة أيضاً أمام الخلق أجمعين، برحيل النظام وتنحي الرئيس، وإجراء إصلاحات دستورية فاصلة تمنع الاستبداد وتوقف السرقة وتطلق الحريات وتحاسب المتجاوزين، وتلاحق لصوص الوطن وبلّاعيه، إلا صاحب الجمل ومستشاريه وأنصاره وحلفاءه فكان لهم مطالعاتهم بأن ماكان، إنما هو ثورة على كامب ديفيد، التي تقوضت بفعل هذه الانتفاضة. ومن ثمّ فطالما هم خارجها ولاعلاقات لهم مع إسرائيل، فهم بالتأكيد غير تونس وغير مصر، وهم في أمن المقاومة في حال من الاستقرار مكين، وفي أمان الممانعة في حصن منها حصين، ولا يجري عليهم ماجرى على الآخرين، من احتمال امتداد الاضطراب السياسي والاحتجاجات إليهم مهما ارتكبوا من فواحش الفساد وموبقات الاستبداد ونهب الثروات.
وعليه، ففيما يبدو أن الرؤية البراغماتية لأصحاب الجمل أن الفساد والإفقار والتجويع والنهب والاستبداد القابل للانتفاض عليه وهزيمته هو ماكان من النوع الخانع والمستسلم والمكشوف بعلاقات مع إسرائيل أو اتفاقيات من مثل كامب ديفيد كما حصل في مصر، أما أن تكون الانتفاضة عليهم، فسوف تنتهي بفشل متحقق بفعل المقاومة والمقاومين، فعزم هؤلاء غير عزم المستسلمين. قد يستغرب البعض مثل هذه البراغماتية، وإنما هذا مايريده لنا أصحاب المشروع الوطني والقومي المقاوم والممانع أنظمة وجماعات وأحزاباً على كل مذاهبهم وطوائفهم وأديانهم وقومياتهم أن نسكت على ديكتاتوريتهم وفضائح فسادهم، لأنهم ملتحفون بقدس القضية وطهرها رغم أنهم أثبت شأناً وأقدم عهداً في القمع والنهب والتوريث ممن انتفض الناس عليهم في تونس وأم الدنيا، فرحّلوهم ونحّوهم آخر نحنحة.
ياناس..!! ياعرب..!! يامسلمون..!! ( شـــوفوا ) لنا مشروع مقاوم وممانع خال من القمع والإرهاب والتجويع والقهر، إلا إذا كانت لازمة مشروعكم الوطني والقومي وضرورته دولة أمنية عصيّة ومستعصية على الإصلاح ممتهنة للكرامات، وفسادها ليس فيه ذرة من حياء، فإننا لانبتغي مشروعكم مهما كان اسمه، وخطابكم مردود عليكم أيّاً كانت عباءته. وسلام عليكم لانبتغي قوماً ممانعين نهّابين ولا مقاومين مستبدين. اعدلوها وأصلحوا أنفسكم قبل تنحّيكم أو تنحيتكم أو رحيلكم، فسواء كنّا مثل تونس ومصر أو لن نكون، فإن لكل واحد منّا ساعة حساب آتية لاريب، يوم تهتز أرضنا بالحياة وتربو، وتعلو عرائس الياسمين والورد جدرانَنا وتزهو، تزّين فجرنا الوليد الجديد ويحلو، وتغرّد بلابلنا ليومٍ عابق بالحرية وتحدو. ويل يومئذ للظالمين، وبهدلةٌ وشرشحة للفاسدين، وما أمر المفترين والحرامية البلّاعين عنكم ببعيد..! فهل من مدّكر..!!؟



#بدرالدين_حسن_قربي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من سِيدي عامود سورية إلى سِيدي بوزيد تونس، وصَلنا نداؤكم
- حقيقة الاحتجاجات والمطالبات التونسية والمصرية
- التنحنح والتنحي والتناحة ومابينهما
- التميمة أو التعويذة السورية
- من تونس إلى دمشق إلا أن سورية متميّزة
- بيان كريم، ودعوة إنسانية كريمة
- صندوق الطماطم الفاسد تونسياً وعربياً
- الأنظمة الفاسدة وصاعقة الأخذ الأليم
- لكل طاغية يوم
- الرئيس القذافي مطلوب للقضاء اللبناني
- القيل والقال في تنظيم أشقائنا للمونديال
- أزمة الطماطم الشرق أوسطية..!!
- عن ذاكرة المعتقَلات السياسيّات
- البطاقة الثالثة في اليوم العالمي للمفقودين 3/3
- البطاقة الثانية في اليوم العالمي للمفقودين 2/3
- في اليوم العالمي للمفقودين 1/3
- حيتان وهوامير أم مطمورة ومطامير..!؟
- المحامي السوري والسائق الياباني
- كاسك ياوطن
- في ذكرى مجزرة تدمر هل إلى فك الحصار عن مَوتانا من سبيل..؟


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - بدرالدين حسن قربي - أصحاب الجمل ولازمة الفساد والاستبداد