أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - الثوار والمعارضة وآخر الدواء.. السلاح














المزيد.....

الثوار والمعارضة وآخر الدواء.. السلاح


عصام سحمراني
(Essam Sahmarani)


الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 20:04
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


بعد أربعين عاماً من تربع العرش فوقه، وجد الشعب أخيراً الشجاعة الكافية واللحظة الفريدة لاغتنام فرصته وتسجيل موقفه.

- وقف بمواجهة الحاكم وقال له، بشكل نصيحة أخوية: إرحل..
فلم يسمعه.
- رفع صوته وقال: إرحل.. إرحل..
فتجاهله.

- غضب واحتبس الدم في جبينه، وتيبست عروقه وصرخ بأعلى صوت: إرحل.. إرحل.. إرحل..
فابتسم في وجهه.

- غضب أكثر.. واحتدّ وقرر الإعتصام بشكل دائم في وجهه، يلاحقه بصوته ونظراته وكلماته، ويجيّش كلّ أنواع الصحافة وجمعيات حقوق الإنسان العالمية عليه.
فأعطاه بضع فتات من زاد كي يترك ما هو فيه ويمضي في سبيله.

وما هي إلاّ أيّام حتى اقترب أكثر من العرش، وحاول أن يكسر إحدى رجليه، فما كان من الحاكم هذه المرّة إلاّ أن هبّ وانتفض وأدخل كلّ براثنه في عنقه، على مرأى من كلّ من يتأمل تغييراً أو تبديلاً أو أيّاماً مختلفة. ولسان حاله يقول بزهو من يمكنه أن يزيحني عن عريني!!؟

لكن... هنالك طريق آخر دائماً وهو ما لا يفقهه زعماء الدول العربية وحواشيهم، لكنّها لحظة فريدة حين قرر الشعب للمرة الأولى أن يقوم بفعلته. لحظة لا تكاد تتصل بمنطق معارضة أزلية لا تقدّم أو تؤخّر في معارضتها وتبقى كما هي دائماً معارضة في معارضة، تقتات الفتات وتلتذ بالعظام يرميها ذاك النظام وغيره على شكل وزراء وبرلمانيين ورؤساء وأعضاء مجالس بلدية ومحلية، ومسؤولين قطاعيين وإداريين.

تلك هي عادة المعارضة التي التزمت التسمية أبدية وصارت تساوم على المصطلح عند كلّ مفترق، وتسلك فيه، حين يركن لها، نهج الإلتزام الكلّي، فلا تسعى ولا تعمل على سلخ صفة المعارضة عنها نهائياً، والوصول إلى الحكم عسى أن تنشأ معارضة جديدة تشكلها الطبقة الحاكمة وقد غدت سابقة.

فهل هي المعارضة التقليدية من يستحق نياشين البطولة وأقواس النصر؟ لا شكّ بأنّ ذلك سيكون استغلالاً، لا غير، لجهود جبارة قام بها شباب لا يعرفون من المعارضة إلاّ ما ينتهجونه إسقاطاً لزعيم أو رئيس أو حاكم أزلي. وهم شباب لا ينتظر نياشين بطولة ولا أقواس نصر واهية، أو مناصب إدارية وسياسية، ومشاركة في عمليات بقاء الحال على ما هو عليه؛ بتبدّل الجلود التي لطالما تبدّلت.

أما المعارضات التقليدية فهي كانت خلال ثمانين عاماً في بلدين عربيين، وستين عاماً في بلد آخر، وأربعين عاماً في بلد ثالث ورابع، وثلاثين عاماً في بلدين آخرين، فماذا حققت؟ وهل انتهجت طريق الثورة الحقيقية تجاه النظام الديكتاتوري "المتأمرك العميل" كما نعلم وكما تقول هي دوماً في أدبياتها عنه؟ لم تفعل.. وإذا فعلت يوماً ما، فقد استكانت ورضخت لكلّ أشكال الديكتاتورية دون أن تهبّ مجدداً وتستمدّ قوتها وقدرتها من قضاياها الحقيقية؛ من القتلى والمفقودين والمعتقلين المرميين في سجون النظام أبد الدهر.. من قمع الحريات، وحلّ الأحزاب وإلغاء الجمعيات، والتفرّد في الحكم، والفساد الذي يضرب أوصال الدولة.. من المعاهدات مع الصهاينة والأميركيين، ومن بيع الأراضي وتصدير النفط والغاز، وتجويع المواطنين، وإفقارهم، وتهميشهم إلى أقصى الحدود.

اليوم هو للشباب الثائر في كلّ بلد عربي، حتى تلك البلاد التي لم تتحرك بعد، وستتحرك في الأيام القادمة والمواجهات الآتية. اليوم هو للشباب العربي الثائر في وجه طغاتهم وطنيين كانوا أم أجانب؛ هو يوم ثورة الشباب التونسي على زين العابدين بن علي ويجب أن يكون يوم ثورة أبناء سبتة ومليلة المغاربة على محتليهم الإسبان، وهو يوم ثورة الشباب المصري على طاغيتهم مبارك، كما هو يوم ثورة الشباب العربي داخل الخط الأخضر على محتليهم الصهاينة، كي يصنعوا من يوم أرض يتيم له من العمر أكثر من ثلاثين عاماً في الجليل أيام أرض أخرى لا تكلّ ولا تملّ إلاّ بهزيمة الفاشيستي الصهيوني في كلّ فلسطين المحتلة.

هو اليوم يوم لشباب العرب، الذين قرفوا من أنظمة الحكم، ولاكوا حتى الملل خطابات المعارضة. أما المعارضة التقليدية فعليها أن تثبت اليوم أكثر من أيّ وقت مضى أنّها معارضة حقيقية بجدّ، ولا تسعى إلى اقتناص الفرص فحسب.

فالمعارضة اليوم وفي بلدان كثيرة نجدها ساكنة ساكتة عن نصرة الشباب. وهي فرصة عزيزة للغاية أن تتمكن المعارضات، في العديد من البلدان التي لا إمكانية منطقية لتمكن الشباب من التحرك فيها بحريتهم كما حصل في تونس ومصر، من خطّ طريق مختلف يؤدي بها للوصول إلى الحكم وخلع الملوك والرؤساء.

لكنّ تحرّك المعارضة هذه المرّة لا ينبغي أبداً أن يكون سلمياً كما الشباب الثائر، بل بالسلاح، كسلاح الجنود الذين أطلقوا رصاصهم في تونس والبحرين وليبيا وستأتي أدوار دول أخرى قريباً. والمواجهة كذلك يجب أن تكون قريبة وأعدّت عدّتها تماماً.



#عصام_سحمراني (هاشتاغ)       Essam_Sahmarani#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ثورة بقية الدول العربية بين الإجتماعي السياسي والطائفي
- مجد الثورة المصرية.. إنتصار لفّ الدنيا بأسرها
- أحذية لخطاب مبارك!
- الجماهير المصرية تقول كلمتها.. وحدها!
- ثروة مبارك ولقمة عيش المواطن
- النظام المصري لا طائفي!!
- خلية حزب الله في مصر ترعب الصهاينة!
- ميدان التحرير يستفز قناة العربية!
- -مين اللي سمعك يا مبارك!؟-
- آه يا عمّي يا شيخ الأزهر!
- الثورة الشعبية
- 2010 عام غباء تدريبي وتحكيمي... وإزعاج جماهيري أهدى إسبانيا ...
- ويكيليكس العم سام
- إستقلال لبناني منجز للغاية!!
- إستقلال رسمي لا شعبي في لبنان
- رادار غبي غباء المسؤولين في لبنان
- حلم ونحس... وبركات من السماء
- سطح مالح وعمق مالح للغاية
- كوضوح حذاء يتجه إلى رأس بوش
- المدّ السابع بعد الجزر- قصص قصيرة جداً


المزيد.....




- إنجاز هندسي.. الصين تستعد لافتتاح الجسر الأكثر ارتفاعًا في ا ...
- لمحة عن سياسات ترامب الجمركية المطبقة وتلك التي قد تدخل حيز ...
- لحظات مرعبة لهجوم مقنع مسلح برذاذ الفلفل على رجال الشرطة في ...
- بعد تجميد المنح.. إدارة ترامب تهدد بحرمان جامعة هارفارد من ق ...
- برونو روتايو: يجب على الجزائر احترام الاتفاقيات بين البلدين ...
- الأردن يعتقل شبكة مسلحة تلقت تدريبها في لبنان: أي تأثير على ...
- قتيل وثلاثة جرحى في غارة روسية على على مدينة خيرسون الأوكران ...
- تقرير: ترامب رفض دعم خطة إسرائيلية لضرب المنشآت النووية الإي ...
- ارتفاع عدد ضحايا الحركة الأسيرة في السجون الإسرائيلية
- -فاينانشال تايمز-: الاتحاد الأوروبي يعقد آماله على لقاء ميلو ...


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عصام سحمراني - الثوار والمعارضة وآخر الدواء.. السلاح