|
الحرب والعقيد سعيد المصلاوي 2 للكاتب سمير بشير النعيمي
سمير بشير محمود النعيمي
الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 16:00
المحور:
الادب والفن
كثيرا ما يستغل العقيد سعيد الوضع المأساوي للحرب فيهدد العسكرين معيته بانه سينقلهم للجبهة اذا جاءت طلبية تنقلات وما اكثرها بايام الحرب مع انه كان مجرد مدير شعبة !! ...هذا العقيد الذي يهدد الشرفاء والطيبين نراه اجبن من الجبن نفسه مع أي عسكري يعمل بالتوجيه السياسي او الامن والاستخبارات ..فهو يرتجف رعبا وجبنا من نائب ضابط التوجيه السياسي باسم ويترجاه ان ينزل الى اهله لهذا اليوم ولا يشغل باله من التعداد المسائي لان اليوم مبيته بينما لا يوافق على نزول شخص اخر حتى لو عنده وفاة !! وحدتنا العسكرية كبيرة وفيها شعب عديدة ومدراءها يحترمون انفسهم ويتصرفون بكل حكمة واحترام وطيبة مع الاخرين وتصرفاتهم وصفاتهم وشخصياتهم جديرة بالاحترام والتقدير ويساعدون جماعتهم بالعدل والمساواة وتشيع بين منتسبي شعبهم روح الاخوة والمحبة ونكران الذات . عدا العقيد سعيد فقد حمل من الصفاة السيئة والاخلاق المنحطة الكريهة مما يدل على ان اصله ومنبعه غير طاهر لان تصرفاته واعماله تشير الى اصله الوضيع فلم اسمع عنه يوما طيلة وجودي بهذه الوحدة العسكرية و لعدة سنوات انه عمل عملا شجاعا او شريفا مع أي انسان . يحاول الكثير من العسكرين الانتقال من شعبة السيطرة التي مديرها العقيد سعيد و التوسط للتخلص منه و من شعبته الى شعب اخرى داخل نفس الوحدة ولكنهم يفأجئون بوقوف العقيد حجر عثرة في طريق نقلهم ويسعى بكل الطرق لالغاء نقل أي منتسب من شعبته متعللا بنقص كادره وخوفه من توقف العمل بشعبته !! لانه يعرف ان نقل اى ضابط او نائب ضابط او جندي من شعبته سيفتح الباب على مصراعيه لخلو شعبته من العناصر الكفؤءة لان الجميع لا يودون العمل معه ... العمل في هذه الوحدة العسكرية تتطلب دورات وتخصصات بالمخازن والمستودعات فأغلب العاملين في( العينة المركزية ) هم من ذوي الشهادات والتخصصات حتى الجنود ونواب الضباط ... عدا عدد من جنود الشغل الغير مسلحين او جنود الحراسات ...... في احد الايام جاء نقل الى وحدتنا حديثا نائب ضابط حاتم علي من وحدة مجاورة لوحدتنا ... .. شخص مستقيم وخلوق ومثقف ويكره المشاكل رجل مسالم طيب ومن عائلة طيبة وسؤء حظه العاثر جعله في شعبة هذا العقيد( الخنيث الخبيث) ...فاخذ العقيد سعيد يدقق في اوراق نقله ويبحث عن زلة او هفوة في المعلومات الحزبية ليذله من خلالها ويستغله وان كانت درجته الحزبية كبيرة ياخذ الحذر منه ويتحاشى اذيته ويحاول كسبه اليه للاستفادة منه . وبعد ان تاكد من اوراق نقل حاتم واقتنع بعدم تاثيره وانه شخص عادي وغير مهم لانه عنصر بسيط بالحزب.... حسب الكليشة المتبعة لغير المهمين (سائر في خط الثورة) ...... اخذ يحاربه ويراقبه في وقت نزوله في اجازته الدورية ووقت عودته للوحدة العسكرية و يتدخل حتى في مكان سرير نومه ويسأل عليه ليل نهار وكثيرا مابحث عنه في ساعات متاخرة من الليل ويرسل من يتجسس عليه في حله وترحاله وبمجرد حصوله على معلومة صغيرة من احد المنافقين بعدم وجوده ....يتصل فورا بالامر تلفونيا ويخبره بنزول احد النواب الضباط ( بدون أذن) ويطلب من رئيس عرفاء الوحدة الخفر بابلاغ الجنود وضباط الصف والنواب الضباط بالتجمع لاجراء التعداد الليلي...... وكثيرا مايبؤء بالفشل لان حاتم عسكري حريص ولا يترك المعسكر بدون اذن او امر ... يسكن حاتم العاصمة بغداد في مدينة الشعب..وله زملاء من نفس المنطقة جيرانه و عملهم في وحدتنا العسكرية ولكن في شعبة اخرى هي شعبة الصرفيات التي تبعد نصف كيلو متر تقريبا عن شعبتنا وقد اعتاد (ن.ض)حاتم بعد العشاء معنا ان يذهب يتسامر مع جيرانه واصدقائه في شعبتهم اذا كان الوضع هادئا ويشجع على التسامر ... وفي احد الايام تاخر حاتم كثيرا في سهره مع اصدقائه ويبدو ان اصدقائه حاولو ان يثيرو (شلة المنافقين) فلم يعلموهم عن مكانه وكانو يحاولون متقصدين اثارة فضولهم فعندما يحاول (المنافقين) سؤالهم عن حاتم يجيبهم زملاءه بغموض...اما..: لاندري ؟؟ او لا نعرف عنه شيئا ؟؟ ولم نشاهده منذ ساعات ؟؟؟ مما يثير ريبة المنافقين و يتصورون ان حاتم غير موجود و غائب من المعسكر فسرعان ماينقلون هذة المعلومة الى العقيد ويفرح العقيد بهذه الفرصة لأذية حاتم ويسرع بتبليغ ر.ع الوحدة لاجراء التعداد المسائي ولكن فرحته لن تدوم طويلا لان حاتم يعود من مسامرته لجيرانه بعد ابلاغه بالتعداد المسائي من قبل زملاءه ... ويصدم العقيد بالخبر ولا يصدق مايسمعه ويخرج بنفسه منفوش كالطأئوس ويسال بصوت عالي : نائب ضابط حاتم علي .. فيجيبه حاتم وعلى شفتيه ابتسامة استهزاء: نعم سيدي .... موجود... ويحاول ان يداري خجله وينظر الى ورقة التعداد بيده المرتجفة من العصبية ويقرأ أي اسم لتغطية فشله :_ نائب ضابط صائب مكي ..... وياتيه الجواب الاخر وبصورة اكثر استهزاء:_ نعم سيدي ....حاضر ....(ويضيف والابتسامة لا تفارق شفتيه) :_ سيدي وين اروح اني اهلي بديالى .... ويدير العقيد وجهه ناحية مقر الوحدة عائدا تجر اذياله الخيبة!!؟؟ وتصلنا اخبار تأنيب العقيد لشلة المنافقين لعدم ضبطهم نقل المعلومات بصورة صحيحة !!! مع ان درجة الانذار مشددة بدرجة ج ولكن العقيد يحاول التملص في ساعة متاخرة من الليل وفي اليوم الثاني وهي وجبة نزوله نشاهده من الصبح وقد تانق وقد ارتدى قيافة النزول وكأنه صار له فترة مفارق بيته بينما لم تمضي عليه ساعات قليلة منذ غادر بيته ... ــــــــــــ الى اللقاء مع الحلقة - 3
#سمير_بشير_محمود_النعيمي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
الحرب والعقيد سعيد المصلاوي ح1
-
ذكريات منصرمة في ذاكرة السنين |||قصة
-
نهنىء انفسنا لاننا منتمين للحوار المتمدن للفوز الرائع بجائزة
...
-
حول قانون التقاعد العسكري العراقي !!
-
الطبيب انسان قبل ان يكون جراح
-
الامة العربية والاسلامية كلمات خفت بريقهاغ
-
لكم دينكم ولي ديني
-
بناتي العزيزات مع خالص محبتي واعتزازي قصة قصيرة
-
الحجامة انفع دواء لكثير من الامراض
-
الحب والعشق قبل الزواج | بحث
-
الساعة الثانية بعد منصف الليل قصة قصيرة
-
حب تحت المطر قصة قصيرة
المزيد.....
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
-
بشعار -العالم في كتاب-.. انطلاق معرض الكويت الدولي للكتاب في
...
-
-الشتاء الأبدي- الروسي يعرض في القاهرة (فيديو)
-
حفل إطلاق كتاب -رَحِم العالم.. أمومة عابرة للحدود- للناقدة ش
...
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|