منار مهدي
كاتب فلسطيني
(Manar Mahdy)
الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 12:17
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
إن الفيتو الأمريكي يأتي في سياق التعناط المتجددة لمشروع السلام بين الفلسطينيين والإسرائيليين, ومع العلم إن الإدارة الأمريكية تعلم تماماً حجم الانتهاكات والتجاوزات والجرائم ضد الإنسانية التي ارتكبتها دولة الإحتلال الإسرائيلي وتَنَكرها للقوانين والمواثيق الدولية، ولكنها وفي الوقت نفسه تتعمَد وتعجز عن إتخاذ موقف عملي وإجرائي ضد إسرائيل ، بل عرقلة التحرك في مجلس الأمن ووقفت ضد أي إجراء أممي يضع حداً لجرائم وانتهاكات دولة الإحتلال الإسرائيلي ، مما يجعل هذه الدولة فوق القانون الدولي مستقوية بالموقف الأمريكي.
فإن شعوب المنطقة التي تلقت بترحيب دعم الإدارة الأمريكية لرغبات الشعوب في رفع الظلم والتسلط المفروض عليها من بعض الأنظمة ، ترى اليوم أن المعيار الحقيقي لمصداقية الدعوات الأمريكية للديمقراطية هو إجراءات وقرارات عملية في المحافل الدولية تؤيد الحقوق الفلسطينية ، أما غير ذلك فإن المواطن المسلم والعربي والفلسطيني يعتبر ما تروجه الإدارة الأمريكية مجرد إعادة رسم لمواقعها بالمنطقة، وليس صحوة ضمير للإدارة الأمريكية التي تروج بأنها تنحاز الآن للشعوب أكثر من الأنظمة.
إذ إن الموقف الأمريكي المؤيد لدولة وحكومة الإحتلال الإستيطاني الإسرائيلي يعني بالنسبة لنا كعرب وفلسطينيين وحتى مسلمين موافقة ضمنية على سياسة التمييز العنصري والظلم والاضطهاد بحق الشعب الفلسطيني، وهو ما يُعَد تناقضاً وفجوة كبيرة بين الدعوة الأمريكية لنشر الحرية والديمقراطية في منطقة الشرق الأوسط، وعدم الإعتراف بالحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني التي أَقرتها وتَبنتها قرارات الأمم المتحدة وتَحُث عليها المواثيق والأعراف الدولية.
ومن البديهي أن يكون واضحاً تباين نبرة اللغة في وجوب الإستجابة لرغبة الجماهير، وهو ما لُوحِظَ في شدة التعامل وارتفاع نبرة اللغة مع نظام الرئيس السابق (مبارك) ؟؟ وخُفُوتها إتجاه نظام أحمدي نجاد في إيران ، إلا أن هذه السياسة الأمريكية التي تعتمد على التبشير بالديمقراطية تتناقض تماماً مع سياستها إتجاه القضية العربية المركزية.
وأتسائل هل أصبحت الإدارة الأمريكية أكثر حرصاً على حرية وديمقراطية الشعوب العربية؟؟ ولماذا لا تحرص على تنفيذ حل الدولتين؟؟ ولماذا لا تدعم حرية وديمقراطية الشعب الإيراني والسوري؟؟
#منار_مهدي (هاشتاغ)
Manar_Mahdy#
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟