أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - بين فوضى الثورة وثورة الفوضى















المزيد.....


بين فوضى الثورة وثورة الفوضى


محمد نبيل صابر

الحوار المتمدن-العدد: 3282 - 2011 / 2 / 19 - 11:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


تألق شباب مصر كعادته حين يظن العالم كله انه لا جدوى من انتظار احفاد الفراعنة العظام وان هؤلاء الاحفاد وقفوا فقط بجوار ما ترك الاجداد يتغنون بمجد غابر تليد وعندما يستدير العالم ينتفض مارد عملاق من بين انقاض المعابد ومن تحت اتربه الاهرامات يتحدى العالم ويثبت ان "اللى خلف مامتشى" ليقف العالم كله فاغرا فمه وتملأ عينيه نظرات الانبهار والاعجاب بهذا المارد يحقق المستحيل

لم يحدث هذا فى ثورة 25 يناير فقط حدث هذا فى اوج عظمة الامبراطورية التى لا تغيب عنها الشمس فى ثورة 1919 وبعد انتصار رائع فى الحرب العالمية الاولى حدث هذا بعد حرب 1967 فى موقعة رأس العش وتدمير ايلات وفى حرب الاستنزاف التى كانت جديرة بلقب الحرب المستحيلة كما اطلق عليها الاستاذ محمود عوض فى اخر اعماله ولازال الانبهار والانفاس المخطوفة تحاصر حرب 1973
ولكن تبقى ثورة 25 يناير علامة فارقة فى تاريخ هذا المارد شباب من كل الطبقات وكل التوجهات يتحدى دولة بوليسية قمعت كل الطبقات وكل التوجهات يتحدى دولة تعدت ميزانية وزرة الداخليه فيها ما خصص لوزارة الدفاع دولة سيطر فيها الامن على كل القطاعات واصبحت له الكلمة العليا فى كل الانشطة والاتجاهات
نجحت الثورة وتنحى الرئيس مبارك عن حكم مصر مسلما ادارة البلاد الى الجيش ممثل فى المجلس العسكرى الاعلى. نجحت الثورة والعالم كله يتحدث كيف نجح المصريون فى صبغ الثورة بالصبغة المصرية فكانت اول ثورة تقوم بميعاد سابق وتعلن عن كل خطواتها قبل منها بأيام واول ثورة اليكترونية كاملة واول ثورة تنظف الشارع وتعيد تجميل ما تهدم بعد نجاحها

وكعادة كل الثورات العظيمة وكما يعلمنا التاريخ تعيش الثورة مرحلة فوضى ما بعد الثورة ففى الثورةا لفرنسية كان ما بعد الثورة هو عبارة عن فوضى مقيته وتلال من الجماجم امام المقاصل وفى الثورةا لبلشفية اندلعت المعارك بين الجيش الاحمر وفلول جيش القياصرة الابيض وتكررت المجازر بل وامتد الخلاف الى قيادات الثورة مثل خلاف لينين وتروتسكى الذى انتهى باغتيال الاخير فى المكسيك

الا انه حتى فى فوضى ما بعد الثورة صبغناه بالصبغة المصرية فعشنا فى اثناء الثورة وبعد الانسحاب المهين لقوات الشرطة بل وبعد سيطرة الجيش ما يمكن اعتباره جنة الاناركيين وعندما نجحت الثورة استعد الكل لمرحلة فوضى الثورة وكان الكل يتوقع فوضى كبرى لان تلك الثورة قامت بلا ايدولوجيات او قيادات او توجهات ففى ايام 25 يناير حتى 28 يناير كانت شعار الثورة يقترب من تحقيق حلم "تمهيد الطريق الثالث" الذى تحدثت عنه فى مقال سابق كان الشعار "حرية ...تغيير ...عدالة اجتماعية" ذلك الشعار الذى هز ارجاء مصر حتى اجبر الاخوان المسلمون على التماهى فى المجموع واخفاء صبغتهم الدينية ولكن فوجئنا بسيطرة الاخوان على مقدرات الثورة والتحركات قرب نهايتها وفوجئنا ان اغلب المتحدثين عنها هم من الاخوان فى كافة القنوات والفضائيات وفكر الكل فى تجاوز هذا طالما اتحد الهدف
ولكن يبقى التحذير الهام من تجاوز الحد الفاصل بين فوضى الثورة وان تنقلب الثورة الى فوضى فالسؤال الاساسى والهام ماذا بعد؟ لم يجب عنه منظرو الثورة ان كان لها منظرون من مجلس امناء الثورة الى ائتلاف الشباب الى مجلس قيادة الثورة كل هؤلاء يتحركون من منطلق مبدأ رد الفعل وليس الفعل بذاته وهذا فى حد ذاته نوع من ثورة للفوضى
فالكل يتحرك بناء على حساباته التى لا شك كلها وطنية من وجهة نظره وهذا فوضى
الكل تفرغ لتخليص الحساب القديم والجديد وهذا مطلوب ولكن ان يستغيث النائب العام من كم البلاغات التى تقدم بدون ادله فهذا فوضى
ان يتفرغ الكل لبناء جروبات على الفيس بوك من اجل ترشيح هذا وذاك فى ثانى يوم لرحيل الرئيس مبارك فهذا فوضى
ان تتكرر الاحتجاجات لفئوية رغم نداء الجيش فهذا فوضى
ان نظل نشكو من غياب الامن ونحن نرسخ فقدان الثقة يوميا بين الشعب والشرطة فهذا فوضى
اما اخطر علامات الفوضى فهو تحرك تيارات التأسلم السياسى من اخوان وجماعة اسلامية لتشكيل قوى ضغط من اجل القفز على الثورة الوليدة فهذا فوضى
ان تشغلنا نظريات المؤامرة حول بقايا الحزن الوطنى اللاديمقراطى ونترك من يعمل فى الظلام فعلا من اجل تدمير مصرنا فهذا فوضى
ان نتحدث عن عمل دستور جديد ويثور الجدل حول المادة الثانية ونترك اخوان يسيطرون على التعديلات الحالية فهذه فوضى
ان نطالب بحكومة تكنوقراط ويكون اعتراضنا فقط على الحكومة الحالية انها برئاسة الفريق شفيق اخر اختيارات مبارك دون ان ندرك انها فعلا حكومة تكنوقراط فهذه فوضى
ان يتحدث شخص مزدوج الجنسية متزوج من امريكية ان رئيس مصر القادم سيكون بالانتخاب من الفيس بوك فهذه فوضى
ان يخرج شيخ بلغ من العمر ارذله ليخطب فى ميدان التحرير دون ان يجد فى نفسه ذرة خجل من انه لم ينطق بكلمة حق فى وجه الدولة التى اعطته جنسيتها حول القواعد الامريكية بها وحول الاتصالات السرية مع اسرائيل فهذه فوضى
ان يغضب المتأسلمون من صورة الشهيدة سالى زهران التى استشهدت بدون حجاب فينشرون صور متعددة لها بالحجاب بدلا عنها فهذه فوضى
ان تجتمع الجماعة الاسلامية ومع احترامى لمراجعاتها ولكن اجندتها لا تخفى على احد وتتحرك السلفية التقليدية نحو ان تكون سلفية حركية ويتظاهر اهالى معتقلى تنظيم الجهاد مطالبين باطلاقهم هكذا دون مراجعة ونترك هذا كله ونتحدث عن مؤمرات بقايا النظام السابق فهذه فوضى

من اجل ثورة ناجحة علينا ان نحدد خريطة عمل بالاتفاق مع الجيش ان نتفرغ للبناء ان نمنح حكومة مليئة بالفعل بالخبراء والمحترمين الفرصة من اجل استقرار ولو جزئى يمنح الفرصة من اجل تحرك واسع لمشهد ديمقراطى فى انتخابات نزيهة رئاسية وبرلمانية وعلى هذا المجتمع الجديد ان يتحمل مسئؤلية عقده الجديد فى دستور جديد عندها سننظر للاعلى ونى ابتسامات الشهداء تطل علينا من السماء

من اجل الا يحصد ثمار الثورة الجبناء ومن اجل الا نبكى على اللبن المسكوب وهو هذه المرة دم شهداء حلموا بمصر الحرية ودولة مدنية للجميع علينا ان ننزل من ابراجنا العاجية ونواجه كل الطامعين الحالمين بدولة طالبانية الحالمين بكابوس الدولة الدينية على الكل ان يتحد يسارين وليبرالين وحالمين من اجل مصر مدنية تطبق شعار الدين لله والوطن للجميع



#محمد_نبيل_صابر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- اشكاليات التشريع والمسيحيين المصريين
- مبرووك لنا جميعا ولادارة الحوار المتمدن
- تمهيد الطريق الثالث
- ان نستحق الحرية
- البلد السايب
- فشل فاروق حسنى وملاحظات على الهامش
- ولكنه ضحك كالبكاء
- ماذا تريدون يا سادة؟ ... مصارحة الطرف الاخر
- الاخوان والخيانة واشياء اخرى
- نقد النظرية الوهابية 4 بين النظرية والتطبيق
- حماس وغباء اخوانى
- نقد النظرية الوهابية 3
- هل يستحقون الامامة؟
- نقد النظرية الوهابية 2
- كفاية حرام
- نقد النظرية الوهابية
- الدولة المدنية والميكالين
- دروس حمساوية وعبر اخوانية
- نحو فقه تحرير اسلامى (4)
- نحو فقه تحرير اسلامى (3)


المزيد.....




- مجلس الوزراء السعودي يوافق على -سلم رواتب الوظائف الهندسية-. ...
- إقلاع أول رحلة من مطار دمشق الدولي بعد سقوط نظام الأسد
- صيادون أمريكيون يصطادون دبا من أعلى شجرة ليسقط على أحدهم ويق ...
- الخارجية الروسية تؤكد طرح قضية الهجوم الإرهابي على كيريلوف ف ...
- سفير تركيا في مصر يرد على مشاركة بلاده في إسقاط بشار الأسد
- ماذا نعرف عن جزيرة مايوت التي رفضت الانضمام إلى الدول العربي ...
- مجلس الأمن يطالب بعملية سياسية -جامعة- في سوريا وروسيا أول ا ...
- أصول بمليارات الدولارات .. أين اختفت أموال عائلة الأسد؟
- كيف تحافظ على صحة دماغك وتقي نفسك من الخرف؟
- الجيش الإسرائيلي: إصابة سائق حافلة إسرائيلي برصاص فلسطينيين ...


المزيد.....

- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية / سعيد الوجاني
- ، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال ... / ياسر جابر الجمَّال


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد نبيل صابر - بين فوضى الثورة وثورة الفوضى