أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!














المزيد.....

الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!


باتر محمد علي وردم

الحوار المتمدن-العدد: 981 - 2004 / 10 / 9 - 15:16
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


لو تسبب سوء حظ أحد سكان كوكب المريخ في جعله يلتقط البث الفضائي لمجموعة من القنوات الفضائية العربية ويسهر عليها ليلة واحدة فقط فإنه سيخرج بواحدة من نتيجتين. إما أن الأمة العربية قد قطعت شوطا كبيرا في الحضارة والتقدم الثقافي والعلمي والتكنولوجي والاقتصادي والسياسي والاجتماعي وسادت فيها الحريات والعمل والإنتاج والنظام وبالتالي وجدت أخيرا الوقت الكافي للترفيه والترف، وإما أن هذه الأمة في أدنى مستويات العقل والمنطق والفهم، وأنها أمة يسودها الجهل وتغمرها السخافة وتقع فريسة "الطاعون" الإعلامي السخيف الذي يحتل عقولنا يوميا.
وباعتبار أن الكائن المريخي يمتلك نسبة عالية من الذكاء، فإنه سيتخذ فورا قرارين أولهما منع التقاط هذا البث السخيف، وثانيهما دراسة الواقع الفعلي للأمة العربية وعندها سيكتشف أن النتيجة الثانية هي الأكثر دقة وأن الأمة العربية لا زالت بعيدة عن الحضارة ولكنها غارقة في تلوث وسائل الإعلام المرئية.
في الواقع أنه لو اجتمعت لجنة سرية عالمية بهدف إعداد وتنفيذ استراتيجة لنشر الجهل والسخافة وقلة الأدب في العالم العربي لما فعلت ما هو أفضل مما تقوم به غالبية القنوات الفضائية العربية هذه الأيام. فهذا الطاعون الذي يحتل عقول الناس في البيوت والمقاهي وغيرها من المواقع لا يمكن الهرب منه، وحتى في شهر رمضان الفضيل حيث سنرى في الشهر القادم كيف سحبت هذه القنوات جزءا كبيرا جدا من روح رمضان الدينية التقية والاجتماعية العائلية، ويبقى الناس جميعا متسمرين أمام الشاشات الفضائية يمزيج من الكسل والبله والشره والشبق.
سباق مجنون بين مسلسلات سخيفة وسطحية من بطولة مجموعات من الراقصات اللواتي تحولن إلى ممثلات يوزعن المواعظ على المشاهدين ومسابقات تسرق الأموال من جيوب الناس مقابل وهم تافه، ولقاءات مثيرة للغثيان مع ممثلين سطحيين وغانيات يسمين أنفسهن "فنانات" يتحدثون عن الشؤون العامة بشكل مقزز وسخيف.
نانسي عجرم تفوز بجائزة إسمها "الأسد الذهبي" ولما لا فهي تستحق ذلك لأنها نجمة هذه الزمن السخيف، وفي الوقت الذي لا يجد فيه المثقف والباحث العلمي قوت يومه وعائلته ولا يمكن أن يحلم بجائزة "الجرذ الذهبي". وفي الوقت الذي لا يهتم أحد بإنجاز باحث علمي أو تكنولوجي فإن هيفاء وهبي هي النجمة الأولى التي تفوز بكل الاهتمام وتحصل على كل الملايين، فلا يحتاج الأمر للنجاح في هذه الأوقات إلا أنوثة مكشوفة وقلة عقل وأدب معا.
ولا تقتصر استراتيجة السخافة على القنوات الفضائية، فكل وسائل الإعلام شريكة في ذلك، كما أن الرقص والطعج والغنج ليست وسائل السخافة والجهل الوحيدة، بل أيضا كل هذه السلع الاستهلاكية الهائلة التي تجتاح مجتمعنا بطواحين دعائية تأكل الأخضر واليابس. وتجعل الناس يركضون يوميا ليشتروا سلع ومنتجات ليسوا بحاجة لها بأسعار غالية جدا نتيجة أغراء الإعلانات والدعايات والسلوك الاستهلاكي الذي يستنزف الموارد المالية الشحيحة، ولا يقتصر على الطبقات الغنية فقط بل على كل الطبقات التي تسعى جاهدة للتشبه بالأثرياء من ناحية السلع الكمالية.
الثقافة الرصينة، والعلم والمعرفة عناصر هامشية في مجتمعنا مقابل سطوة السخافات التجارية الإعلامية، والقراءة أصبحت عادة شاذة للعرب وإذا ما مارس العرب القراءة يقرأون أخبار النجوم والشخصيات المثيرة للخيال مثل أليسا ونانسي عجرم وعمرو دياب وعمرو خالد وأسامة بن لادن وميشو وديفيد بيكهام وشاكيرا ولكنهم لا يعرفون شيئا عن أحمد زويل ومحمد أركون وفاروق الباز وراشد الغنوشي ومارسيل خليفة وغيرهم ممن يصنعون الثقافة والفكر والمعرفة في العالم العربي ولا يعتبرون أن هؤلاء مثالا يمكن الاقتداء بهم.
وفي الوقت الذي تنتشر فيه مجانا برامج السخافات وقنوات الرقص والخلاعة والمجون وتنتشر قنوات ورموز التطرف المذهبي والعرقي ودعوات الانقسام والتفرقة فإن قنوات علمية ومفيدة مثل ناشيونال جيوغرافيك وديسكفري والتي تقدم أحدث ما توصلت إليه العلوم والتكنولوجيا والمعرفة في العالم لا يمكن استقبالها في العالم العربي إلا ضمن باقة مشفرة باهظة الثمن على المواطن العادي، فالتطرف والمجون والسخافة كلها مجانية أما العلم فيكلف المال
هذه جريمة كبرى في حق الفكر والثقافة والعلم في العالم العربي، ولا أريد أن أكون من المتجهمين واطالب بأن لا تبث الفضائيات إلا أخبار السياسة والاحتلال ولكن لماذا لا يقوم الفضائيات ببث برامج عن مبدعين حقيقيين من الشباب العربي من الناجحين في حياتهم وجعلهم نماذج لمشاهدين الشباب، وبث برامج خاصة عن العلم والمعرفة والثقافة واستضافة الشعراء والكتاب والعلماء والفنانين الشباب الحقيقيين بدلا من هذه الجوقة من البلهاء وثقيلي الدم التي أصبح كل الشباب العربي يعرفها عن ظهر قلب وأقصى طموحاته أن يتواجد مكانها في ستار أكاديمي وسوبر ستار وغيرها..

أنه بالفعل طاعون ينشر الجهل والسخف في طول وعرض العالم العربي، ولكن الناس يقبلون بنهم على هذا الطاعون ويسمحون له بتدمير أدمغتهم بكل سعادة ورضا



#باتر_محمد_علي_وردم (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الإرهاب ومستقبل العرب والمسلمين في الغرب
- الفقر برئ من الإرهاب!
- -قراءة في نظرية -إبحث عن المستفيد
- الثاني عشر من أيلول 2004: لا نزال ندافع ولكننا نخسر
- كيف يتعامل الضمير العربي والإسلامي مع الجرائم بحق الآخرين؟
- إختطاف أطفال: هل وصلنا قمة الإنحدار الأخلاقي؟
- الصحوة ضد -خطف الأبرياء-: ما الفرق بين الفرنسيين والنيباليين ...
- رفض أي دور أمني أردني في فلسطين!
- عندما يصبح الإصلاح وهما عربيا!
- صفقة إدانة قتل المدنيين الإسرائيليين مقابل تخفيف ضغوطات الإص ...
- ماذا بعد رفض -الإصلاح- من الخارج؟
- -القاعدة- هي التي تقود أخطر حملة على الإسلام!
- مشروع الشرق الأوسط الكبير
- غزة وبغداد...جرائم متماثلة ولو اختلف الفاعلون!
- لا يرغبون بنا...فلماذا نسافر إليهم؟
- هل هناك مجتمع معلومات في العالم العربي؟
- تعقيبا على -الاتجاه المعاكس-: المثقف الذي يقبل رشاوى الأنظمة ...
- الإصلاح العربي...من دافوس!
- قائمة كوبونات النفط تسبب صدمة أخلاقية في الأردن!
- متى تطالب الدول النامية -بالمديونية البيئية- من الدول الصناع ...


المزيد.....




- ترامب يعلن نيته الإبقاء على -أوباما كير- إذا أصبح رئيسا.. وي ...
- العقيد ماتفيتشوك يتحدث عن المعارك في منطقة كورسك
- حماس ترفض المشاركة في مفاوضات مع إسرائيل
- قتيلان جراء اصطدام طائرتين عسكريتين فرنسيتين
- مصر.. إيقاف لاعب قطري معروف بأمر -الإنتربول-
- خطوات أساسية في تناول الطعام لحرق السعرات الحرارية
- إسبانيا.. ظهور أول خروف معدل وراثيا!
- فوائد الجبن ومخاطر الإكثار منه
- إسرائيل متخوفة من فتح جبهة الأردن
- سلالة -إلهة الشمس-.. قصة صعود وسقوط -الإمبراطور الإله- في ال ...


المزيد.....

- الخطاب السياسي في مسرحية "بوابةالميناء" للسيد حافظ / ليندة زهير
- لا تُعارضْ / ياسر يونس
- التجربة المغربية في بناء الحزب الثوري / عبد السلام أديب
- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - باتر محمد علي وردم - الاستراتيجية العربية الموحدة للسخافة الإعلامية!