شالوم (13) שלום

ثائر الناشف
كاتب وروائي
(Thaer Alsalmou Alnashef)

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 20:34
المحور: الادب والفن
    

( قيادة الجبهة )
يجلس شاؤول في مكتب قائد الجبهة الشمالية
قائد الجبهة ( يشير بقلمه نحو شاؤول ): أمتأكد من أقوالك ؟ .
شاؤول : سيدي القائد ، لست متأكداً وحسب ، بل إنني على يقين تام من صحة المعطيات التي قدمتها لسيادتك حول تجاوزات الضابط شالوم بن عزرا .
قائد الجبهة : لكنك لم تقدم شيئاً ملموساً حتى الآن ، كل ما قمت بتقديمه مجرد أقاويل لا تستند إلى أي منطق أو برهان .
شاؤول ( يمد يده إلى جيب سترته ، يخرج صورتان ويقدمهما للقائد ) : تفضل سيدي القائد ، الصورة أبلغ من الكلام .
قائد الجبهة ( ساهماً في الصورتين )
شاؤول ( بزهو ):هاتان الصورتان تقطعان حالة الشك باليقين التام .
قائد الجبهة ( مستغرباً) : تكاد عيني لا تصدق ما تراه .. كيف يحصل هذا اللقاء العابث بين شالوم وإحدى فتيات بلدة المجدل ؟ كيف يجرؤ بعض الضباط على استغلال قرارات قيادتهم بإهدار إجازتهم ووقتهم الثمن لصالح مآربهم الشخصية ؟.
شاؤول ( بدهاء ) : عذراً سيدي القائد ، الجيش ليس للطائشين ولا للمستهترين بأمن الدولة .
قائد الجبهة ( يومئ برأسه ) : بلى .. بلى ( يحدق بشاؤول ) شاؤول .
شاؤول : ما الأمر سيدي ؟.
قائد الجبهة (متجهماً) : كيف استطاعت الحصول على هذه الصور .
شاؤول ( مرتبكاً ) : بالصدفة .. بالصدفة سيدي .
قائد الجبهة ( مستنكراً ) : بالصدفة إذن .
شاؤول : أجل سيدي ، كثير من الحوادث تحصل بمحض الصدفة .
قائد الجبهة : لا أثق بكلامك هذا ، ومع ذلك ، لن أدقق كثيراً حول مصدر الصور ( ينادي بأعلى صوته ) أيها الحاجب .
( يدخل الحاجب )
الحاجب ( يحيي قائد الجبهة ) أمرك سيدي .
قائد الجبهة : احضر شالوم بن عزرا .
الحاجب : حالاً سيدي .
( يخرج الحاجب )
شاؤول ( يقف ) : أيأذن سيدي القائد بالانصراف .
قائد الجهة ( متجهماً ) : أجلس ، لن تنصرف الآن .
( يدخل شالوم بزيه العسكري )
شالوم ( يحيي القائد ) : عمت مساء سيدي .
قائد الجبهة ( يحدق بشالوم وشاؤول ) : أجلسا .
شالوم : ما الأمر سيدي ؟.
قائد الجبهة : شالوم ( يصمت برهة ) ماذا كنت تفعل في بستان المجدل قبل أسبوع ؟.
شالوم ( مستغرباً ) : ماذا كنت أفعل ، كنت أقضي إجازتي ؟.
قائد الجبهة : ولماذا لم تقضيها مع ذويك في أورشليم ؟.
شالوم : سيدي القائد ، القانون يسمح بقضاء إجازتي في أي مكان داخل الدولة ، وأنا رأيت أن أقضيها في مجدل شمس .
قائد الجبهة : لم أقصد هذا في سؤالي ، ما قصدته مع مَن كنت تتحدث في البستان ؟.
شالوم ( يرمق شاؤول بحدة ) : كنت أتحدث مع نفسي ، بل مع خيالي .
قائد الجبهة ( محتداً ) : شالوم ، لا تغير مجرى السؤال ، بالحديث عن أشياء تافهة .
شالوم : سيدي القائد ، قبل قدومي إلى هنا ، بلغني أنك تطلبني للحديث في أمر يخص قيادتنا العسكرية ، وإذا بي أجد نفسي أمام تحقيق عسكري .
قائد الجبهة ( يحمل الصورتان ويضعهما أمام شالوم ) : أجبني عن فحوى ما تراه في هاتين الصورتين .
شالوم ( يطرق برأسه على الأرض )
شاؤول ( بزهو ) : بماذا سيجيب سيدي القائد ؟.
قائد الجبهة ( يحدق بشاؤول ) : لم أطلب منك الحديث .
شالوم ( بهدوء ) : إنها فعلاً صورتي ، أثناء مروري بأحد بساتين المجدل ، تحدثت حديثاً عادياً مع الفتاة صاحبة الصورة .
قائد الجبهة : ألست على علاقة عاطفية مع تلك الفتاة ؟.
شالوم ( يقف محتداً ) : سيدي القائد ، لقد تعلمنا في هذه الدولة ، أنه ليس من حق أي مسئول كان أن يتدخل في حياة الآخرين وحرياتهم الفردية ( يحدق بشاؤول ) ثم مَن الذي أعطى الحق لنفسه ليسمح في تعقبي وتصويري بغتة ؟.
شاؤول : مَن تقصد بكلامك هذا ؟.
قائد الجبهة ( بصوت مرتفع ) : كفى .. كفى .
( يحدقون ببعضهم البعض .. صمت قصير )
قائد الجبهة ( بهدوء ) : شالوم بن عزرا ، إن لقاءك مع تلك الفتاة العربية بشكل متعمد يعني أنك خالفت قوانين الجيش ، ولهذا سأحيل ملفك الكامل إلى المحكمة العسكرية لتقرر ما تشاء .
شالوم ( متعجباً ) : يا إلهي ! أي ذنب ارتكبت .. أي ذنب ؟ .
قائد الجبهة : يبدو أنك قد تصرفت بأصلك العربي ولم تتصرف بأصلك العسكري .
شالوم ( مستغرباً ) : بأصلي العربي ..عذراً سيدي ، بأي أصل تتصرف أنت ؟.
قائد الجبهة : كفى ثرثرة .. هيا انصرف .
( يخرج شالوم ، يعقبه شاؤول )
* * *
إظلام

#ثائر_الناشف (هاشتاغ)       Thaer_Alsalmou_Alnashef#          

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات