محمد عبد الله دالي
الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 11:24
المحور:
الادب والفن
رغبة في البكاء قصة قصيرة
محمد عبد الله دالي
لا ادري ، اهو قدري أو قدر الآخرين مثلي ... قالت أُمي ذات يوم عندما رأتني مهموما ، ولي رغبة شديدة في البكاء .
ــ هذا ليس ذنبك يا بني .
ــ قلتُ ذنبُ مَنْ ؟
ــ ذنب القابلة ، التي قامت على ولادتكَ .
ــ كيف ؟
ــ جئتَ .. إلى الدنيا ،بدون ألم ، ونزلتَ صامتاً ،وهادئاً ،وبدون صراخ . استقبلوك بالتهليل والتكبير ،والفرحة ،لكن القابلة ،قالت ،هذا لايجوز ، أن يكون صامتاً ،خطرُ عليه ، وعلى جهازه التنفسي ،فعلقتكَ من قدميك ،وضربتك عدة ضربات على مقعدك ، ثمَ بدأتَ ،بالصراخ والبكاء ..قالت :ــ
ــ الآنَ ، أصبحتً رجلاً . ومن حينها ،وأنت تبكي ... قلتُ لوالدتي
ـــ هل لك عداوة معها ؟ أومأت لي بالنفي .
ــ قلتُ ( نعم الله عليها ) وجزاها ألف خير .
ــ قالت .. أليس هذا ما يقوله الطب ؟
ــ هل فُرِضً عليٌ البكاء ،ولا ادري ما تضمر لي السنون .وتوالت السنون ، وأنا أبكي .. إلا من فترات الصحو ، التي مرت علينا ،كان الضحك ، فاصلا رائعاً في حياتنا ،فكان زهواً مر على الوطن ،سألت نفسي كيف يعود؟ ونحن بين الحلال والحرام ،ضحكت أمي .. قائلةً دعنا نخلق فرصة للابتسامة .. رنً الهاتف النقال ، نظرتُ إلى الرقم بإمعان .. ما إن سمعت الصوت حتى تغيرت ملامح وجهي .. نظرتْ لي أمي :ـ
ــ هل لكَ رغبةُ في البكاء .. فأغلقتُ الهاتف ....!!
محمد عبد الله دالي [email protected] ( mil)
#محمد_عبد_الله_دالي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟