|
مابعد الموت
منصور الريكان
الحوار المتمدن-العدد: 980 - 2004 / 10 / 8 - 09:49
المحور:
الادب والفن
(1) ربّي ……. أنقذني من مأزقْ يتدحرجُ مصلوباً أعمى وعلى وجهي حمى النارْ ظلّي الخوفُ ، شاخصتي من تعبٍ مرّْ تضنيني لحظةَ إنكارْ وهجٌ أصفرَ يتقيأني ينفيني نحو الأسرارْ أستلُ دبوساً ، أغرزهُ في قفصي الصدري قدري أبقى منقوعاً بالوهن وأهربُ نحو ثنايا حزنٍ قاتمْ فاقَ مساحاتٍ من جمرِ وعلى جذرِ خطوطِ الصبرِ أبني مملكةً تائهةً ، وأغوصُ بندبي لا أدري من أيِّ الحكمةِ قد نشري ؟ فجراحاتي دفقُ نزيفٍ ستفجَّر بركانَ العمرِ قدري أبكي ……… فوقَ ذراعِ المثوى وحدي صلبتني آلهةَ الشعرِ سأحاكيها، وأكلّمُ كلَّ الأحياءْ وأناغيها ، وأظلُّ رهيفَ الأشياءْ الحزنُ صديقي ……….. ……….الليلُ رفيقي وتواشيحُ الرهبةِ نزعتْ خوفي الصاعدُ من مأساةٍ ، صادرها وهمي في قبري
(2)
من يوقف نزفُ جراحاتي ؟ فأنا تعبٌ رفَّ حفيفاً فوقَ غصونِ الشجرِ المائلْ وبين ضلوعِ البشرِ الماثلْ أقعى كالسيد من طينْ فجراحاتي …….. صادرها كلُّ التكوينْ من بدءِ الخلقِ أغازلهمْ وعلى جسدي ……… روحٌ صادرها التأبينْ …..
(3)
تتيهُ عيوني …… بين مريدي ظاهرةَ النارِ وخاتمتي طفحٌ جلديٌ مسكونْ نحنُ عرايا ………. تصلبنا ظاهرة الخوفِ من المجهولْ وعلى جرحيَ ، مئذنةٌ عائمةٌ تبكي ريحُ بداوتنا أنْ تأتي تنهي حقدَ بريقِ القهرِ وتسدلُ كلّ خطايا النارْ ربّي أنقذني … خلّصني أدخلَ رحمتكَ العاطفةَ ، في أعماقي فأنا تائهُ في أحداقي
(4) وعلى الصراطِ المستقيمْ ……. تتصاعدُ الأصواتُ ما بينَ الشمالِ واليمينْ فعلى اليمينْ ……….. أشجارُ عاليةٌ ، وبحرٌ من حليبْ حوريةُ البحرِ ، الطيورُ ملوناتٌ ، عندليبْ ……….. غنّى وجمعٌ راقصونْ الرجالُ يمرحونْ تتمازجُ الأصواتُ في لغةِ السكونْ حمل الصليبَ الراهبونْ …………. والمؤمنونْ ……. حملوا كتابَ اللهِ ، بعضٌ واقفينْ بخشوعهمْ يتوسلونْ - فليرحمه حوريةٌ تتنفسَّ الأصداء بين ضفافِ دمعتها التي وارت خطوط توهج الأهداب غارقة هوتْ وبلمحة أرداها حب عاصف عاث الخرابْ ونزيفها خوف يشق مسام وجهي عابثٌ ظلَّ الطريقْ ………….. وفي ردائها …… هاجسٌ أدمى جدارَ الريحِ ، بين توقدِّ اللغةِ الجريحةِ والبكاءْ يا ويحها …….. إني أراها بين ظل الواقفينْ حملتْ زهورَ الياسمينْ ملأ الشغافِ على مآقيها الدموعْ وتضرعتْ ….. - هذا حبيبي أيها الربّ الرحيمْ - أنقذه من هفواتهِ إنـّي غافرةْ كــــلّ الذنـــوبْ …...... لكنّ في قلبي اعترافُ خطيئةٍ ، وتفتقتْ كلّ الندوبْ ….
(5)
وعلى اليسارْ أنهارُ نارْ ……… إحتراقٌ ، إنفجارْ أشخاصُ وهميونَ همّوا بالخروجْ شكل الزنوجْ ………. كلماتهم مطّت أغاني عاشقاتْ وموسيقى جازْ ….. الرقصُ فوق النارِ، شعرٌ مستعارْ أهدابُ عارية العيونْ الجلدُ منسلخٌ ، ومتّشحُ السوادْ النارُ تقدحً بارتدادْ قرفً الخطايا والذنوبْ أصواتهم خرجت - تعالْ أنت الذي ناديتَ للعشاقِ كيفَ يغازلون ؟ أنت الذي أدخلتنا ، بجحيمِ نارٍ لا يطاقْ - يا أيها الشعريُ .. أنزفَ فوقنا ألمُ القصيدةَ علَّنا ، ننسى العناقْ أنت الذي أبكيتنا ، وأسلتَ دمعُ الأشتياقْ - أنَسِيتنا ؟؟؟ - يا أيها الشعريُ ، دقّقْ في ملامحِ صوتنا - أنَسِيتنا ؟؟؟؟ وبقيتُ واجمَ فوقَ خيطٍ من سرابْ وسمعتُ صوتَ الربِّ [ - أعبرْ أيها الشعريُ ، إنَّ عذابَ اللهُ حقْ ] الخطوةُ الأولى ، أنتزعتُ طفولتي كلّ الصبايا اللاهثينْ …… الخطوةُ الأخرى ، الشبابُ الزيفُ فيهِ والمجونْ ….. فترنحّتْ خطواتيَ التعبى يسارْ وسكنتُ في ذاكَ القرارْ (6)
أدخلُ بينَ ظلالِ زنوجْ ….. أشعرُ بالدفءِ الممزوجْ واحةُ خوفي ………. أعبرُ فوقَ صراطِ النارْ أتدحرجُ مصلوباً أعمى فوقَ جدارٍ من أسرارْ في أقبيةٍ ودهاليزْ …. وهجٌ ساطعْ ، وبداخلنا شكلُ أزيزْ يتفرقعُ عن وجعٍ عابرْ دمرَّ شكلي ، أحالَ خطايَ ، وئيداً أحبو مثلَ الخدّجْ أشواكُ الصبّيرِ بصدري أغفو ……… يتحملّني وهنُ القيدْ و(( البرزخُ )) في جسدي المرهقْ أطلقَ نارا وأضافيريْ …….. أقتعلتها آهاتُ القبرِ صورٌ تتداعى والندمُ هاجَ برأسي ذكّرني …… بالبحرِ الدافقْ ……… وحكاياتِ الجنياتْ ……… والوجهُ القمريُّ الخارجُ بينَ سماواتِ العينينْ
(7)
قابعةٌ تلتذُّ بخمرِ ((الفردوسِ)) رائحةُ العطرِ بفيها وأنا زنجيٌ مهزومْ تتقيأني كعذاباتي ، خارجةٌ من وحيِ الهمِّ وفوقَ بلاطِ الحزنِ صريرٌ وحشيٌ فقأَ عينينْ أدخلني بظلامٍ دامسْ أمسكُ خيطَ رمادِ الخوفِ أعبرُ كلَّ جذوعِ الشجرِ ، منخوراً أتطّايرُ من رقصِ النارْ منقوعاً ……برذاذِ الجسدِ بدونَ ضلوعْ أغوتني الريحَ العاصفةَ ، أن أتحاملْ غازلتُ الريحَ ….. فاطّربتْ حملتني كشظايا وهمٍ ، أتأرجحُ منقشعاُ أعمى فوقَ الخيطِ الفاصلَ كمداً لأرى وجه حبيبٍ عاشقْ تتمسدُّ شوقاً لللقيا … وبقايا الوهم المدفونْ أدخلني الجنيُّ خفايا أستدرجني …….. لبحر حليبٍ ، وجوارٍ بالقرميدِ الأزرقِ واللازوردْ حملوا عاشقتي للصلبِ ورمتها الأقدارُ بقربي تلمحني …….. وبعينيها تدفعني نحو المأساةْ تسألني ……… - سأكونَ بقربكَ ، عاشقةً بحر الأشعارْ - ننتنفسهُ ، عمق النارْ
من مجموعة انفعالات غير معلنة 2001
#منصور_الريكان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
مهرجان سري للغاية
-
( سيمفونيات استاتيكية )
-
حكاية الوطن المخملي - جزء 1
-
بوابة الشمس
-
هستريا النص الوردي
-
اظلاف المس
-
القشلة
-
الأميرة البابلية
-
بيوت القصب
-
مارواه الراس
-
المزمار
-
الوقت
-
مرثية عشق حربية
المزيد.....
-
-قصتنا من دون تشفير-.. رحلة رونالدو في فيلم وثائقي
-
مصر.. وفاة الفنان عادل الفار والكشف عن لحظات حياته الأخيرة
-
فيلم -سلمى- يوجه تحية للراحل عبداللطيف عبدالحميد من القاهرة
...
-
جيل -زد- والأدب.. كاتب مغربي يتحدث عن تجربته في تيك توك وفيس
...
-
أدبه ما زال حاضرا.. 51 عاما على رحيل تيسير السبول
-
طالبان تحظر هذه الأعمال الأدبية..وتلاحق صور الكائنات الحية
-
ظاهرة الدروس الخصوصية.. ترسيخ للفوارق الاجتماعية والثقافية ف
...
-
24ساعه افلام.. تردد روتانا سينما الجديد 2024 على النايل سات
...
-
معجب يفاجئ نجما مصريا بطلب غريب في الشارع (فيديو)
-
بيع لوحة -إمبراطورية الضوء- السريالية بمبلغ قياسي!
المزيد.....
-
مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة
/ د. أمل درويش
-
التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب
...
/ حسين علوان حسين
-
التجريب في الرواية والمسرح عند السيد حافظ في عيون كتاب ونقا
...
/ نواف يونس وآخرون
-
دلالة المفارقات الموضوعاتية في أعمال السيد حافظ الروائية - و
...
/ نادية سعدوني
-
المرأة بين التسلط والقهر في مسرح الطفل للسيد حافظ وآخرين
/ د. راندا حلمى السعيد
-
سراب مختلف ألوانه
/ خالد علي سليفاني
-
جماليات الكتابة المسرحية الموجهة للطفل في مسرحية سندس للسيد
...
/ أمال قندوز - فاطنة بوكركب
-
السيد حافظ أيقونة دراما الطفل
/ د. أحمد محمود أحمد سعيد
-
اللغة الشعرية فى مسرح الطفل عند السيد حافظ
/ صبرينة نصري نجود نصري
-
ببليوغرافيا الكاتب السيد الحافظ وأهم أعماله في المسرح والرو
...
/ السيد حافظ
المزيد.....
|