أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الشبيبة العراقية تنفض الغبار عن نفسها... تتنفض ...














المزيد.....

الشبيبة العراقية تنفض الغبار عن نفسها... تتنفض ...


كاظم حبيب
(Kadhim Habib)


الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 03:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


الشبيبة والشعب على موعد مع الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراير 2011 في ساحة التحرير ببغداد. الشبيبة العراقية المحرومة والمغيبة والمطعونة من ظهرها تنفض الغبار عن نفسها.. تتحرك .. تنتفض .. ترفض الصمت, فقد أمضها الوجع اليومي, أمضها الجوع والبطالة والحرمان والفراغ القاتل, أمضها الصراع الطائفي المحتدم بين الحكام وأحزابهم الإسلامية السياسية, والقتل اليومي غير المنقطع للناس الأبرياء.. أوجعها أن تسلب أموال الشعب وعقاراته ودوره ويُهجَّر بالجملة داخل وخارج البلاد بهذه الطريقة الهمجية على أيدي إرهابيين وفاسدين يملأون أجهزة الدولة.
تجربة النضال السلمي للشبيبة والشعب في كل من تونس ومصر برهنت بما لا يقبل الشك بأن الشبيبة والشعب عموماً قادران على انتزاع حقوهما بالنضال السلمي ودون عنف وإراقة دماء من جانبها, وإذا ما استخدمت السلطة أجهزتها القمعية ونزف الدم, فأن انتفاضة الشعب تكون عارمة وتبقى سلمية لأنه الطريق الضامن لانتزاع الحقوق والحصول على تاييد الشعب كل الشعب وكذلك دعم وتأييد الشعوب الأخرى والمجتمع الدولي.
إن استخدام العنف والحرائق ليس من صنع الإنسان المتحضر رغم جوعه وحرمانه وعطالته, بل هي من أساليب المليشيات الطائفية المسلحة وقوى البعث الصدامية والبلطجية وفزى الإرهاب الأخرى التي يمكن أن تدفع بطائفة منهم الحكومات لتشويه المظاهرات والاحتجاجات السلمية, كما حصل في القاهرة وفي غيرها أثناء الانتفاضة الشعبية, أو كما حصل في واسط الذي كما يبدو أن هناك بعض المندسين الذي تسببوا في إشعار الحرائق والتدمير والسلب لكي يعطوا الذريعة لفوى الحكم مهاجمة المتظاهرين وتشويه سمعة المحتجين.
إن المطالب العادلة لكل فئات الشعب حين لا يستجاب لها من جانب الحكومات, عندها سيجد الحكام أنفسهم وجهاً لوجه أمام شعار : أرحل يا رئيس الوزراء كغاك تحكماً بكل الصلاحيات, إرحل أيها النظام المحاصصي الطائفي. وسوف لن تكف الجماهير عن النضال حتى الخلاص من النخبة الحاكمة التي لا تستجيب لإرادة الشعب وحاجاته.
يعبر السيد رئيس الوزراء عن جهل تام بعلمي السياسة والاقتصاد حين يقول بأن المطالب الشعبية ينبغي لها أن لا تسيَّس, وحين يتهم كل المحتجين بأن هناك قوى خارجية تحركهم أو قوى غريبة عن المجتمع العراقي. لقد نسى رئيس الوزراء أن السياسة والاقتصاد هما وجهان لعملة واحدة أحدهما يستكمل الآخر ويشترطه. السياسة والاقتصادية ليسا وجهان لعملة واحدة فحسب, بل ويعبران بوضوح كبير عن طبيعة السلطة القائمة وعن الأهداف التي تسعى إليها وعن القوى الطبقية التي تعمل من أجلها.
وحين يعاني الشعب من الجوع والحرمان والبطالة, وحين يعرف رئيس الوزراء أن جمهرة ممن هم حوله وحول الآخرين يمارسون شتى اشكال الفساد المالي واإداري والشهادات ولا يعاقبهم, بل يصدر قانوناً بالعفو عن مزوري الشهادات, فلا يكفي أن يتنازل رئيس الورزاء عن نصف راتبه ومن ثم عن 5 ملايين دينار عراقي, في حين أن المشكلة في مكان آخر اساساً في الموقف من الثروة الوطنية كلها, من السياسة الاقتصادية والعملية الاقتصادية ومن فئات الشعب التي يزيد تعدادها عن 90 % من السكان. هل يعتقد إن هؤلاء الناس أطفال يمكن خداعهم بتنازله عن جزء من راتبه في حين أن راتب رئيس الوزراء لا يشكل سوى جزء صغير من المخصصات التي تدفع له.
إن يوم 25/2/ 2011 هو البداية الفعلية لحركة شبابية وشعبية جماهيرية تتسع أسبوعاً بعد آخر, وسيرتفع سقف أهدافها كلما ماطلت الحكومة في الاستجابة لها أو إذا ما تعرضت لها بالحديد والنار بذريعة أن المظاهرة لم تحصل على إجازة من الحكومة.
إن المظاهرة سلمية وستبقة سلمية وحضارية لأنها تطالب بحقوق الشعب المشروعة بحقوق الفقراء والعاطلين عن العمل والمعوزين, بحقوق الإنسان, بالحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية, بوقف العمليات الإرهابية التي تقتل يومياً عشرات الناس من بنات وأبناء الشعب من جانب قوى إجرامية عديدة لم تستطع الحكومة "الموقرة" إنقاذ الشعب منها, ولا يدري الإنسان من هم هؤلاء الرعاع الذين يقتلون البشر ومن يجميهم في الداخل ويوفر لهم الغطاء لهم؟
لنجعل من يوم الخامس والعشرين من شهر شباط/فبراي 2011 يوماً مشهوداً في حياة الشعب العراقي والحكومة القائمة على أساس المحاصصة الطائفية المقيتة والمفرقة للصف الوطني, ليكون يوم الحراك الشعبي ويلقن الحكام درساً لا ينسى في القدرة على ممارسة المظاهرات السلمية القادرة على فرض نفسها وانتزاع مطالبها من الحكام الذين صعدوا إلى دست الحكم على ظهور الناس ثم ركلوهم وتنكروا لتلك الفئات الفقيرة والكادحة, لأن جيوبهم وبطونهم امتلأت بالأموال والكثير منهم بالمال الحرام, ولأن الكراسي التي يتربعون عليها أصبحت وثيرة ودافئة لا يريدون تركها. ولكن لنتذكر مصير صدام حسين وبن علي وحسني مبارك. فمن يسير على درب هؤلاء ستكون نتيجته كهؤلاء دون أدنى ريب.



#كاظم_حبيب (هاشتاغ)       Kadhim_Habib#          



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- موضوعات للمناقشة: هل من جديد في أوضاع العراق وإقليم كردستان ...
- كيف نساهم في تحقيق الانتصار لشعب إقليم كردستان العراق.. كيف ...
- ستخيب أوهامكم يا حكام الجزائر.. لا.. لن تستطيعوا اغتصاب إراد ...
- لقاء صحفي بين كاظم حبيب وجريدة روزنامة الكردستانية
- رسالة مفتوحة إلى شبيبة العراق
- نداء للتضامن: الاعتداء على اتحاد الأدباء.. اعتداء فظ على مثق ...
- ما النظام السياسي المطلوب للعراق الجديد؟
- تجربة مصر الثورية ... هل تقدم دروساً غنية للشبيبة العراقية؟
- ماذا يجري في العراق... لِمَ الحكام مستفزون؟
- ليتحرك شباب ميدان التحرير صوب القصر الجمهوري
- هل يعي حكام بغداد ما ينتظرهم ؟
- الشبيبة العراقية تستعيد عافيتها ودورها النضالي
- هل يسير نوري المالكي على نهج نوري السعيد القمعي والدموي؟
- تونس ومصر طلائع النهوض الديمقراطي للشباب في الشرق الأوسط
- الشعب العراقي مدعو للتضامن مع أهلنا في الديوانية!
- مظاهرة الديوانية ...هل هي بداية لتحرك شعبي عفوي معارض؟
- نحو نهوض شعبي متعاظم لكنس النظم الاستبدادية!
- هل المحكمة الاتحادية العراقية مستقلة في قراراتها؟
- هل من رياح منعشة وأخرى صفراء عاتية تهبُّ على العراق والدول ا ...
- هل صبركم صبر أيوب ايها الكرد الفيلية؟


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - كاظم حبيب - الشبيبة العراقية تنفض الغبار عن نفسها... تتنفض ...