أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بلابوش ديمقراطية














المزيد.....

بلابوش ديمقراطية


عبد الله السكوتي

الحوار المتمدن-العدد: 3281 - 2011 / 2 / 18 - 00:34
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


هواء في شبك
( بلابوش ديمقراطية )

عبد الله السكوتي
في رباعية الكبير شمران الياسري وفي (بلابوش دنيا) تدأب أحدى شخصياتها (حسين) على أخذ الخيرة الأربعينية للتنبؤ بمستقبل الحرب التي يسميها (صخونة تطحن عظام الناس سكتاوي).
أمسك مسبحته وشرع الآخرون بذكر أبيات (الأبوذية) يقول الواحد منهم اسم البيت وعند وقوع (الخرزة) الأخيرة يطلب من صاحب البيت أن يتلوه ، فكان أن وقعت (الخرزة) الأربعين على أحدهم فتلا هذا البيت :

(أمدهلي وأرد أضربك بيس وكراك
وأعلمنّك اللبس البدن وكراك
بعزم الله أوكّر فوك وكراك
وأهلس ريش جنحانك بديّه)
و(البيس) دوسة (الكرك) وهو أداة للحفر معروفة لدى العراقيين ، فيتساءل الآخرون : المن نويت؟ فيجيبهم حسين : لهتلر ، علّق خلف بحماس : ( أي والله الانكريزي صارله سنين لابس كرك الرياسة) والجدير بالذكر ان الكرك فرمان يصدر من اسطنبول بتنصيب احد الرجال شيخا ورئيسا على الناس وهذا كان من أولويات السيطرة على الفلاحين وظلمهم وخلق طبقة الإقطاع ، وبدأ خلف يتندر على الانكليز وان هتلر سيهلس ريشهم ، (بلابوش دنيا).
ثم عاد حسين الى الخيرة ثانية فصادف أن تلا بيت الأبوذية :
( شسوّي للبخت لو مال والحظ
يجيب الصاحبه وين الرديه )
والبيت يحتاج الى شطرين آخرين ، ولا ادري لم اراد أبو كَاطع أن يورده على هذا النحو ، ربما لأن الشطرين الأولين لا يناسبان مقتضى الحال ، وهنا نوى حسين الخراب وتمنى الهزيمة للإنكليز ، وحين رأى ولده ملا نعمة متحمسا للجيش السوفييتي وزهوه بانتصاراته قال له : (اسمع بويه آنة بيني وبين الانكريز عداوة ، عداوة وكسر عظم ، كلمن ايحارب الانكريز آنة أفرح له ، لا تكلي هذولة الروس حكومة عمال وفلاليح عساهم حكومة ملايكة ، هاي ما افتهمتها، آنة ضد الانكريز وكل اليعاديهم صاحبي).
ويعود أبو كاطع الى خلف الذي يرى للحرب مساوئ أحداها لم يغفرها لها حين تعذر الحصول على كفن لـ(غافل) الا بعد تقديم عريضة لدائرة التموين ولذا تأخر دفن الجثة يومين ، أجهش خلف بالبكاء وهو يقول : (ويلي يربي حتى جفن الميت بالتومين؟ يا ربي لو ماخذ أعمارنا من جان الخام جثير).
هذه العملية السياسية مع ديمقراطيتها السطحية التي تمر بنا اعادت ترجيح كفة من أفرزتهم الحرب لأن الحرب حمى كما يقول (حسين) وهي التي تأتي وتؤسس للبيروقراطية تأسيساً جيداً حتى تصبح البيروقراطية واحدة بين البنى الاجتماعية التي يصعب تحطيمها – كما يقول – ماكس فيبر عالم الاجتماع الألماني.
لقد مرّ العراق بمرحلة خطيرة جعلت الشعب يسلم نفسه لأي كان ، كي يخرج من هذه المرحلة حتى لو أدى الأمر الى خلق طبقات جديدة متنوعة من السياسيين والمنتفعين وأصحاب المصالح الضيقة ولذا كانت النتيجة كما نرى ونعيش ، اغتنى الكثيرون على أساس تعب العموم الأغلب من الشعب ، ما ادى الى ظهور نتائج الاختيارات السريعة وغير المحسوبة ، الكثير من التخلف والتراجع في مستويات عديدة.
نحن الآن لا نريد اصلاح الخطأ بخطأ كما تمنى (حسين) انتصار هتلر وانما نريد ان نحدد مسارنا الاجتماعي ومنهجنا الاقتصادي كي لا يضطر أحدهم العودة الى اربعينيات القرن الماضي وينتظر الكفن في البطاقة التموينية ، نحن مقبلون على مرحلة جديدة ربما ستفرز الكثير وستظهر المرحلة احتياجات أخرى وربما تصبح العودة الى الخلف منهجا للبحث عن الآثار المنقرضة في عقلية الجماهير ، ولذا علينا أن ننبه ونتمسك بوصية الفلاح الذي أدركه الموت فأخبر أولاده أن في الأرض كنزاً عليهم أن يبحثوا عنه ، وبدأ الأولاد عملية الحفر لكنهم لم يجدوا شيئاً وحين رأوا أن الآرض قد حرثت وأصبحت طيبة بدأوا زراعتها وجني خيرها الوفير.
على من يغادر الساحة أن يبقي للآخرين على الأقل منهجاً للبحث والاستمرار لا أن يعتبر الأمر هزيمة ويحاول أن يأخذ ما يأخذه المهزوم ويهرب ، وللاسف كان تفكير الغالبية العظمى من الذين انبروا لقيادة العملية السياسية في العراق ، هو مبدأ السفينة المحترقة والتي يتسابق الجميع على اخذ مافيها لانها الى الماء والحريق ، اما الان وبعد تسع سنوات افرزت ديمقراطيتنا الكثير من اللصوص المتنفذين ، وحرمت الشعب من ابسط مقومات الحياة ، فوقعت الطامة الكبرى وكان لتونس ومصر اليد الطولى في تحريك الشعوب ، وها هو الشعب العراقي يتحرك نحو التظاهر والاعتصام مطالبا بحقوقه ، فماذا سيفعل النواب وماذا ستفعل الحكومة ، اول شيء يجب ان تفعله هو التنازل عن المرتبات ذات الارقام الفلكية ومحاولة جعل الكفة متقاربة بين المواطن العادي والمسؤول ، حتى لانخرج بالتالي بخلق الطبقات العفنة ، من بيروقراطية وبرجوازية ، ونحاول ان نمد نسغ الحياة لهذه الطبقات عبر تسهيلات حكومية ، يجب ان يعرض المالكي اصلاحات عديدة كي لايكون مثل غيره ، فيجري عليه الماء .



#عبد_الله_السكوتي (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- فلو ترك القطا لغفا وناما
- من سرق ذاكرة العراق
- حب في زمن الديكتاتورية
- صكر بيت افيلح
- هايشة بيت ادويغر
- كضوا جويسم وعوفوا مردونه
- بشر امك صارت بديانه
- سروال جامن
- اقنع الحمار
- شهادة الحمير
- يناطح بكرون من طين
- برسي صوت وعندي خطبه ومايخلوني حسافه
- عد دك الكبه صيحوا قرندل
- لاداعي ولامندعي
- عنزة وان طارت
- يجتفنه فصوع ويهدنه فصيعان
- يارب اخذ امانتك
- هواء في شبك
- من حفر البحر
- سولفونّه بسالفة الثور


المزيد.....




- وزير دفاع السعودية يوصل رسالة من الملك سلمان لخامنئي.. وهذا ...
- نقل أربعة أشخاص على الأقل إلى المستشفى عقب إطلاق نار في جامع ...
- لص بريطاني منحوس حاول سرقة ساعة فاخرة
- إغلاق المدارس في المغرب تنديدا بمقتل معلمة على يد طالبها
- بوتين وأمير قطر في موسكو: توافق على دعم سيادة سوريا ووحدة أر ...
- غزة البعيدة عن كندا بآلاف الأميال في قلب مناظرة انتخابية بين ...
- عراقجي يكشف أبرز مضامين رسالة خامنئي لبوتين
- بعد عقدين- روسيا تزيل طالبان من قائمة الجماعات الإرهابية
- روسيا تطلب مشاورات مغلقة لمجلس الأمن الدولي بشأن -هدنة الطاق ...
- اختتام تدريبات بحرية مصرية روسية في البحر المتوسط (صور)


المزيد.....

- فهم حضارة العالم المعاصر / د. لبيب سلطان
- حَرب سِرِّيَة بَين المَلَكِيّات وَالجُمهوريّات 1/3 / عبد الرحمان النوضة
- سلطة غير شرعية مواجهة تحديات عصرنا- / نعوم تشومسكي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - عبد الله السكوتي - بلابوش ديمقراطية