أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - حذاري من تأطير واحتواء ثورة الشباب














المزيد.....


حذاري من تأطير واحتواء ثورة الشباب


سامي الاخرس

الحوار المتمدن-العدد: 3279 - 2011 / 2 / 16 - 08:53
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


حذراي من تأطير وإحتواء ثورات الشباب
شكلت ثورات الشباب العربي الأخيرة في تونس ومصر إنموذج من النجاحات الباهرة التي لم يتوقعها أحد، سواء في التنظيم أم الإنطلاق أم النتائج السريعة التي حققتها بإسقاط أصنام الحكم التي تكبرت وتجبرت على شعوبها، وإستكبرت في الأرض فساداً وإفساداً فسقطت هذه الصنام وكشفت عوراتها أمام حركة الشباب العفوية الثورية، وهذه العفوية التلقائية هي أهم عامل من عوامل النجاح الذي حققه الشباب وثوراتهم، لأن هذه العفوية هي التي استثمرت الجهد والعمل كرجل واحد، وبصوت واحد دون القدرة من هذه الأنظمة وأجهزتها الأمنية والمالية من اختراق دائرة محددة تؤثر على مسار حركة وقرار الشباب الذين انصهروا جميعاً في فريق واحد وكلمة واحدة دون رأس أو كريزما قيادية يمكن الضغط عليها، أو استمالتها واحتوائها تحت أي وسيلة مادية أو معنوية، يمكن من خلالها حرف مسار مركز الجماهير.
ولو نظرنا بتأمل وقارنا بين حركة الشباب في تونس ومصر وباقي حركات شبابنا وبخاصة بالجزائر وغيرها من البلدان لأدركنا الفارق الجوهري بين الحركتين، فالأولي حركة عفوية غير تقليدية بلا رأس محدد حققت نتائج سريعه وفاعلة ومؤثرة لأن أنظمة الظلم لم تجد من تستميلة أو تحتوية أو تغريه بمال وجاه وسلطان وإرهاب، بينما الثانية فإنها تتحرك بفعل قوى المعارضة التقليدية التي تم احتوائها واستمالتها منذ زمن طويل حتى أنها أصبحت أداة إشهار وتشريع للنظام، وعليه فإنها تتحرك وفق أجندتها ومصالحها وهو ما يتضح من فعلها التقليدي في الشارع وعجزها عن قيادة الجماهير أو تحقيق أي نتائج، بل سرعان ما تذوب وتتلاشي بعيداً عن المواجهة، وتغادر لصومعتها وأبراجها العاجية التي تصب في مصب الأنظمة.
هذه المقارنة والمفارقة فطن لها بعض دعاة التسلط المتسترون خلف الشباب والثورة، وارتدوا الأقنعة لدعوة شباب مصر بتشكيل حزب شبابي، أو تشكيل قيادة شبابية منظمة ومحددة يمكن من خلالها التسلل للثورة الشبابية واحتوائها بوسائل وأدوات مختلفة ومتعددة، يمكن أن تحرف مساراها وحركتها وأهدافها، وخنقها في دائرة معينة ثم الإنقضاض عليها بتهم العمل لأجندة خارجية أو تهم الإنقلاب والتمرد مما يمثل خيانة عظمي للوطن مثلما مورس منذ قرن مع كل قوى المعارضة السياسية والشعبية.
وهو ما يلاحظ الأن لحركة الفعل الرسمية والإعلامية في مصر فالمتأمل لهذه الحركة يدرك خفايا ومخططات هؤلاء، وعلى وجه الخصوص الإعلام الرسمي الذي تحول بقدرة قادر بين ليلة وعشاها إلى إعلام ثوري مناهض للنظام، رغم أن شخوصه وقياداته ورواده كلهم من أدوات النظام وحجاج القصور الرئاسية، وللأأمس كانت تُحرض وتتهم الشباب وثورتهم بالمأجورة والمتأمرة على الوطن، وأنها ثورة الكنتاكي والخمسين جنيه، أليس كذلك؟ وماذا تغير؟
نعم إن التنظيم مطلوب وجوهري ولكن الشباب العربي استطاع إيجاد صيغة تنظيمية تتوافق وطبيعة حركته ومتطلباته، تمكن من خلالها من حشد وقيادة ثورة هي ألأعظم منذ بدايات القرن الماضي، دون أن يكون لهذا التنظيم إطار محدد أو جسد محدد، أو رأس قيادي ينحصر فيه القرار والتخطيط يمكن أن تصيبه فايروسات الإغراء والإحتواء، أو يحقن بفايروس العدوى التي حقنت به القوى المعارضة العربية منذ قديم الزمن وحولتها لأدوات بأيدي أصنام السلطة وعبدة النفاق للقصور الرئاسية، والأجهزة الإمنية والإعلامية التابعة لجبروت الطغاة.
إنها دعوة تحذير للشباب العربي من محاولات البعض للتسلل إلى ثورتهم الشعبية والجماهيرية الطاهرة والعفوية والمباركة التي دعمتها الجماهير وساندتها بلا خوف أو رعب، لأنها ثورة فعلية بلا أجندة حزبية، أو محرضات سياسية، بل هي ثورة شعب لأجل الشعب قوة دفعها حريات شرعية ومطالب اجتماعية من أجل الحياة وليس من أجل السلطة أو الحكم أو التسلق للمناصب وواجهة القيادة.
حذاري من محاولات سرق الثورة العفوية، وحذاري من عمليات التلميع لبعض الشباب كقيادات وزعامات وهذا ما يتضح من خلال تسليط الإعلام عليهم، وإظهارهم بالأبطال وربطات العنق وهي خطوة أولى في إطار الاحتواء والتأطير في بؤر الإفساد التي تم إنتهاجها مع الأجيال السابقة، وقوى المعارضة العربية حتى أصبحت قوى سلطوية تقليدية تدور في رحى الأنظمة ومصالحها، وتحولت من قوى تحررية إلى قوى رسمية ضمن منظومة أصنام السلطة.
حذاري وثم حذاري يا شباب العرب من الإنجرار خلف الشعارات والإغراءات وتجريدكم من ثوراتكم العفوية الشرعية، وحذاري من الانجرار لقوى المعارضة التقليدية فدعوا حركتكم ومطالبكم دون أي إطار سياسي أو اجتماعي أو نقابي، وحذاري من قوى المعارضة التقليدية التي تتضح قدراتها الضعيفة والفاشلة في حركة الشارع الجزائري واليمني، فهذه القوى لن تستطيع التغيير وقيادة الجماهير لأنها قوى سلطة وجاه وليس قوى تغيير.
سامي الأخرس
15 فبراير 2011م



#سامي_الاخرس (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)

الكاتب-ة لايسمح بالتعليق على هذا الموضوع


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- رؤية وافدة لليمن
- مشاعري بين الإنسان والسياسي أمام مصر
- المشهد المصري الحالي ما بين الثورة والأزمة
- مصر انتصارات لن تنتهي
- هل تتحول تونس لنموذج للشعوب العربية؟!
- هل تصبح تونس نموذجاً للشعوب العربية؟!
- ثورة(الكفره) في تونس
- ازدواجية الوظائف في الجامعات الفلسطينية لمصلحة من؟
- في غزة الحكومتان وشركة الطاقة تنهبان الموظف
- غرفة عمليات أم مهرجان فضائي يا مقاومة غزة
- الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وتجميد العضوية ب م ت ف
- عشرون اثنان وعشرون مونديال عربي
- المقاومة الفلسطينية وحالة الاغتراب
- الحرية لمن للأرض أم للإنسان؟
- الشقيري وجدلية م ت ف
- وجهة نطر. المقاومة الشعبية وأسطول الحرية
- أسطول الموت وهزيمة الذات
- الحالة الفلسطينية ما بين السلطة والمعارضة
- الاول من آيار والعمال والأحزاب العمالية
- مكالمة محلية من جهنم لغزة


المزيد.....




- العقل المدبر وراء -ديب سيك-: من هو ليانج وينفينج؟
- بانتظار قرارات القضاء.. البحرية الإيطالية تنقل إلى ألبانيا 4 ...
- احتجاجات حاشدة في دالاس ضد سياسات ترامب للهجرة وترحيل الأسر ...
- العراق.. الأمين العام لمنظمة -بدر- يعلق على إقالة رئيس هيئة ...
- رويترز: صور تظهر تشييد الصين منشأة كبيرة للأبحاث النووية
- مجلس الشيوخ الأمريكي يعرقل مشروع قانون لفرض عقوبات على الجنا ...
- انفجار في سفينة حاويات في البحر الأحمر
- إعلام إسرائيلي يكشف عن وعد -حماس- لأسرتي البرغوثي وسعدات
- رئيسة الحكومة الإيطالية تخضع للتحقيق القضائي بعد قرار الإفرا ...
- مصر.. الجامعات تحسم مصير طلاب المنح الأمريكية بعد تعليق إدار ...


المزيد.....

- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي
- لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي / غسان مكارم
- إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي- ... / محمد حسن خليل
- المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024 / غازي الصوراني
- المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021 / غازي الصوراني
- المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020 / غازي الصوراني
- المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و ... / غازي الصوراني
- دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد ... / غازي الصوراني
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - سامي الاخرس - حذاري من تأطير واحتواء ثورة الشباب