عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3278 - 2011 / 2 / 15 - 14:10
المحور:
الادب والفن
ذيــــــــــول
نص تهويمي
عبد الفتاح المطلبي
(1)
كدأب زرقة السماء
تنظر من عليائها للمساكين
لا تفعل شيئا يرد لهم الإعتبار
تتلهى بالضحك على آلام تبدو كالذيول
يجرجرها فقراء مبتسمون
(2)
كدأب الدكتاتور إذا هرم
ينجب دكتاتورا آخر
بذيل أطول أو أقصر
لكنه ذيل دكتاتور
(3)
كدأب ساحات الإحتجاج
تفتح ذراعيها
لشبان عُزّل
و لرصاص أعزل
تسيل دماء عزلاء كذيول
خلف رصاصة راكضة، لها ذيل،
ذيل من نار
(4)كدأب الجماهير المغلوبة
في سباق الرغيف
تصبح ذيلا لحكامها
ذوي الرؤوس الصغيرة
فيبدو المنظر مضحكا
رأس صغير و ذيل بحجم هائل
(5)
كدأب الشارع في دولة فاسدين
تمطر السماء فيصنع ذيولا
من مياه المراحيض
وذيولا من طين
تلتفّ على أقدام المارة
فيهرعون الى بيوتهم يلعنون المطر
(6)
كدأب الديماغوجي
يحاول أن يقنعك
فيواجهك بمؤخرته
و يهرب منك بوجهه الصفيق
صانعا ذيلا طويلا من اللهاث
دون جدوى
(7 )
كدأب البطرياركي
لا يخرج الى الشارع
إلا مع دزينة من الذيول
طويلة وقصيرة
يجلد الواقع بها
يتدثر بها أحيانا
(8)
كدأب التاريخ
يمكر أحيانا
فيرينا ذيله الموغل في القدم
يقول لنا عليكم أن تفسحو حياتكم
لسنيني الغابرة
وعندما نرفض
يجلدنا بذيله
(9)
اليوم قال لي صديقي
الأمم حجزت أمكنتها في رأس القرن
وركبته حتى ذيله
أما نحن فقد عدنا خائبين
نتأمل قرنا آخر
وهذا القرن لم نجد مكانا حتى في ذيله
(10)
نسير في شوارعنا المحنطة
منذ اغتيال الزعيم
أنا و صديقي نثرثر
نتذكر الأيام الخوالي
نتجنب الحفر والحواجزالكونكريتية
والسيطرات الملونه
بشعارات مقلوبه
نطأطيء رؤسنا نحو الأرض
لأجل قرائتها
نقرأ ولا نفهم
لأن رؤوسنا في الأسفل
نعود الى البيت
على ذات الوقع نجرجر ذيول خيباتنا
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟