بلا ولا شي: يسار نعام و يسار نام

محمد أبوزينة

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 12:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

بلا ولا شي: يسار نعام و يسار نام

اليسار في بلد الكومونه الأولى في تاريخ أوروبا (ولا أقول في تاريخ العالم إذ لا يعقل أن ننسى ثورة القرامطة في التاريخ العربي الإسلامي ) كاليسار في أوروبا عموما وفي طبعته الاشتراكوية الديموقراطية خصوصا، يشبه حاله اليوم حال طائر النعام الذي بالرغم من طول رقبته وارتفاع قامته إلا أنك تجده في كثير من الأحيان قصير النظر لا يبصر أبعد من البظر، يدس رأسه بالرمال الساكنة لا من أجل استشعار ديالكتيك حركة انتقال الذبذبات والأصوات الكامنة في الطبقات والتي ينتشر صداها في الأرض طولا وعرضا آتية من مسافات قريبة وبعيدة، والتي تنتقل أيضا بشكل أسرع عبر المواد الصلبة الغير فانية منها عبر الهواء وعوالم انعكاسات صور الأفكار.

ولكن يفعل ذلك من اجل التميز النظري للاتجاه الذي تأتي من ناحيته تلك الأصوات، فتكون بذلك حافز له ودليل عمل للهرب في الاتجاه والاتجاه المعاكس فقط الذي يضمن سلامته، وسلامة شعوب وطبقات الأرض والعوض بسلامتكم ...... لذلك أقترح نعته بيسار نعام وشعاره شعوب وطبقات في اتحاد ووئام ويلا روح نام....

أما اليسار في مشرق الوطن العربي ومغربه (وبجميع طبعاته المنسوخة وطبقاته المسلوخة: الاشتراكية الطوباوية الحالمة، الستالينية السوفيتية الأممية، الكاوتسكية التحريفية الطفيلية، التروتسكية الأممية الرابعية، الماوية الصينية الفلاحية، الجيفارية الغوارية الثورية، الفلاحية الخميرية الأغرارية، الفوضية البرودونية الانيركية، والشعبوية الاصلاحية البراغماتية، وأخيرا وليس آخرا في طبعتة الأكثر تنقيحا وتلقيحا، الطبعة الأنجي ـ أوزيَة العابرة للبروبوزلات) فهو يسار كان قد نام وغط في سبات وخلد الى وئام وهو يسار بلا ولا شي.... ولا شي... ولا شي,,,,, حتى انبعاث يسار عروبي قرمطي بفضاء كوموني جذموري،

لا يشبه من الطيور لا النعام ولا أل ـ ان ـ جاءـ وزززز. يسار لا يشبه من الطيور إلا الفينق الذي ينبعث من طبقات الأرض السفلى من ركامها ورمادها، يسار جذموري بنبعث من البواطن يسبر أغوار كل المكامن، كنبات الجذمور ينمو في جميع الاتجاهات، بلا جذر وساق، بلا بداية ولا نهاية، كل نقطة فيه تتفرع في كل المسارات، وتمتد متشعبة في كل الاتجاهات غير متشدقة بالنهايات والكليات الأحاديات، بل بالصيرورات المتناقضات والثورات المستمرات،،،

ولم يعد ممكنا القبول بأقل من هذا للسير يسارا، وإلاَ لن يحلق في فضاء التاريخ غير البومة والغراب، أما الطريق الى جنات اليمين فهي ليست معبدة ولا حتى بالنوايا الحسنة.

،،،،،،،،،

#محمد_أبوزينة (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين	حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات