أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نسرين طرابلسي - حدوتة حب مصريّة














المزيد.....

حدوتة حب مصريّة


نسرين طرابلسي

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 03:43
المحور: الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية
    




- إنتَ من مصر، كيف النيل وسهر الليل؟
- بغاية الشوق وبيسلّموا ما تزورينا يا ستي ح نفرشلك رمش العين. وحياتك وحياتك.
- شي يوم يا بابيروس
(حوار الملكة شاكيلا مع التاجر المصري من مسرحية بترا للأخوين رحباني)

بهذا المستوى من الاختزال المكثف تبدو مصر جميلة وعظيمة وودودة في أجندة قلبي وعروبتي. حبها محبوك بنسيج عاطفتي منذ دندنة الحب الأولى على شفتي أمي ست الحبايب، اللي زمانها جايّة بلعب وحاجات، إلى أن سلّمني حبيبي، بعد أن عزّ اللقاء، عهدَ الآمال الأبدية المتوقدة بأن تجمعنا أقدارُنا ذات يوم.
مصر التي تفرد أمومتها على امتداد الدنيا في خاطري ودمي. تضع مفتاح النيل في بوابة التاريخ وتفرش الدرب بالحضارات، من وادي الملوك إلى حيث تركت هيباتا بصماتها على مدارات الكواكب، وضرّجت بدمائها جدران مكتبة الإسكندرية. تغني أهازيج العرب للسياح في سيناء ثم تحملهم على متن خلايا الدهشة عبر أوردة الحياة من نيلٍ إلى نيل. لا تحذفَ القبلة من مشهد النهاية، ولا تتوقف أبداً عن بذر النكات في أرض المرارة، ليعشب الحزن في حقول القمح وتزهر الضحكات على وجه الرغيف.
تنجب من بطنٍ واحد نبياً وفرعونا يسبح كلاهما في بحرها، تتلقف أحدهما رحمة الله، ويلفظ غضبه جثة الآخر.
هي السهلةُ الممتنعة التي يتحدثها الجميع ولا تتقن إلا نفسها. القاسية الحنونة التي تأكل أولادها ونحتمي بها. التعويذةُ المعلقة على الصدور والشمعة المشتعلة في كل محراب والقربان المبارك على كل مذبح.
مصر التي حيرت أفعال التفضيل وملأت الكون بالناس والأرقام. مصر السلاسل والأجنحة، القضبان وشمُّ النسيم، المباراة والمعركة، الازدحام بين خنقة المترو وسماء ميدان التحرير، مصر العبور والحصار، مصر أطفال الشوارع وثورة الأحرار.
سيكون لعيد الحب هذا العام وجهٌ نضرٌ لشهداء مصريين، لهم أعمار الورد ولونه الأحمر وهالةٌ من القداسة في نهارٍ أبيض، وبشرى معجزةٍ ولدت خلف النوافذ، نداءً دؤوبا للقلوب الشجاعة لتملأ الميدانَ بالحبِّ والهتافِ والصلاة، هلالاً يحمي صليباً، وجيلاً يحنو على جيل، وزحفاً باتجاه نورٍ لا لبس فيه. ليجدد ثقة الشعوب بالعدل والسلام، بعد أن تحولت إلى فقاعاتٍ من كلام انفجرت في سماء اللاجدوى، واندثرت كأطلالٍ تحت الزّيف والغبار. لتتجدّد الثقة بالقيم والأخلاقيات والثورات والحشود، بالانتصار الحقيقي لثورة الإنسان، يمسحون عن أعيننا غشاوة اليأس واللامبالاة، ويُخرجون الصورة الأصلية للعربيّ الحرّ مزيناً بأكاليل الكرامة والكبرياء.
هي لحنٌ خالدٌ للعشاق، سرٌّ يستجيب له الكون، قلبٌ في صدر التاريخ وجسرٌ يخطو عليه الزمان. وأيُّ عيدٍ للحبِّ هذا العام، وشهداؤك أغلى ما نبت في تربة الأحلام، تركوا المستقبل يلوّح لهم بالعيد والحبّ ولهو الشباب حين رفعوكِ بنبلٍ وقدموكِ كالفرسان على الحياة. استشهدوا وردةً وردة ليفيض النيل ويرفرفَ النّسر على جبين العلم، ويزغرد اسم مصر على ألسنة النغم، فلتقرع أجراسُ المحبّة بعلوِّ الأذان، بعلوّ أصداء الهتاف وترتفعَ السماءُ بحبِّ الوطن.



#نسرين_طرابلسي (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- من كان منكم بريئاً
- الطب تحت الملاحظة
- استراتيجيات الإنسان الدفاعية.. وتحية لصمود الأشياء
- تلفزيون الواقع المرّ
- أنا أقبَلُكَ كما أنتَ، فهل تقبَلُنِي كما أنا؟؟


المزيد.....




- هولندا: اليمين المتطرف يدين مذكرتي المحكمة الجنائية لاعتقال ...
- الاتحاد الأوروبي بين مطرقة نقص العمالة وسندان اليمين المتطرف ...
- السيناتور بيرني ساندرز:اتهامات الجنائية الدولية لنتنياهو وغا ...
- بيرني ساندرز: اذا لم يحترم العالم القانون الدولي فسننحدر نحو ...
- حسن العبودي// دفاعا عن الجدال... دفاعا عن الجدل (ملحق الجزء ...
- الحراك الشعبي بفجيج ينير طريق المقاومة من أجل حق السكان في ا ...
- جورج عبد الله.. الماروني الذي لم يندم على 40 عاما في سجون فر ...
- بيان للمكتب السياسي لحزب التقدم والاشتراكية
- «الديمقراطية» ترحب بقرار الجنائية الدولية، وتدعو المجتمع الد ...
- الوزير يفتتح «المونوريل» بدماء «عمال المطرية»


المزيد.....

- سلام عادل- سيرة مناضل - الجزء الاول / ثمينة ناجي يوسف & نزار خالد
- سلام عادل -سیرة مناضل- / ثمینة یوسف
- سلام عادل- سيرة مناضل / ثمينة ناجي يوسف
- قناديل مندائية / فائز الحيدر
- قناديل شيوعية عراقية / الجزءالثاني / خالد حسين سلطان
- الحرب الأهلية الإسبانية والمصير الغامض للمتطوعين الفلسطينيين ... / نعيم ناصر
- حياة شرارة الثائرة الصامتة / خالد حسين سلطان
- ملف صور الشهداء الجزء الاول 250 صورة لشهداء الحركة اليساري ... / خالد حسين سلطان
- قناديل شيوعية عراقية / الجزء الاول / خالد حسين سلطان
- نظرات حول مفهوم مابعد الامبريالية - هارى ماكدوف / سعيد العليمى


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الشهداء والمضحين من اجل التحرر والاشتراكية - نسرين طرابلسي - حدوتة حب مصريّة