أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - حتى لا تَسقطُ مصر فى الدائرةُ الجُهنميةُ














المزيد.....

حتى لا تَسقطُ مصر فى الدائرةُ الجُهنميةُ


حسام محمود فهمى

الحوار المتمدن-العدد: 3277 - 2011 / 2 / 14 - 00:15
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


أعلنَ الرئيسُ حسنى مبارك تنحيَه فى السابعة من مساء يوم الجمعة الموافق 11 فبراير 2011، صفحةٌ طُوِيَت وفُتِحَت أخرى جديدة تماماً، نظامٌ سَقَطَ ونظامٌ جديدٌ يُرتَجى من الغيبِ. الأملُ كلُ الأملِ أن تقومَ مصرٌ جديدةٌ قويةٌ صامدةٌ بنظامِها عبر مستقبلٍ لا مكانَ فيه للضعفاءِ المُنقَسمين والمُتكارهين، لا بُدَ من مصرٍ تَعرِفُ الاختلافَ فى الدين والمذهبِ والجنسِ والرأىِ، يختلطُ الجميعُ فيها دون أن يتصارعوا ويتنابذوا.

مصرُ المأمولةُ لا مكانَ فيها للديكتاتوريةِ، ديكتاتوريةُ حُكمِ الفردِ وأسرتِه، ديكتاتوريةُ الحكمِ باسمِ الدين، ديكتاتوريةِ الحكمِ بالشعاراتِ الملتهبةِ، ديكتاتورياتٌ تحملُ أسبابَ سقوطِها وقتُ قيامِها، ديكتاتورياتٌ تخطاها الزمنُ وحلَت مكانَها ديمقراطياتٌ حديثةٌ تضمنُ تداولَ السلطةِ بعد انتخاباتٍ حرةٍ نزيهةٍ، الحكمُ فيها غيرُ مُنزَهٍ عن المحاسبةِ، مُحَدَدُ السُلطةِ، مَحدودُ المُدةِ، المجالسُ النيابيةُ تمثلُ الشعبَ حقاً، تتحدثُ باسمِه لا باسمِ الحاكمِ.

مصرُ المَرجوةُ لا تقوم على الطبقيةِ، الاستثناءاتُ من القانونِ تحت مُسمَى الحصانةِ، أيةُ حصانةٍ، لا يُقبلُ فى مجتمعٍ سَوى ألا يتمكنُ مواطنٌ من الحصولِ على حقِه لحصانةٍ تحمى من يُواجِهُه، لا يُرتَجى لمجتمعٍ سَوىٍ مستقبلٌ إذا حُبِسَ مواطنٌ إثرَ حادثةِ طريقٍ مع صاحبِ حصانةٍ، أياً كانت. الحضانةُ المانعةُ من المساواةِ أمامَ القانونِ مظهرٌ لا مكانَ له فى الدولِ التى تُصانُ فيها حقوقُ الإنسانِ، طَبقيةٌ ولى زمانُها ويجبُ أن تُمحى من مصر الجديدةِ.

فى مصرِ الغدِ الفسادُ ممنوعٌ، مُحاسَبٌ عليه، الارتزاقُ على حسابِ الوطنِ جريمةٌ لا تهاونَ فى مواجهتِها ولا مُدارةَ على مُرتَكبيها، لا لفسادِ المحلياتِ، لا لاستغلالِ السلطةِ، لا للترَبُحِ من الوظيفةِ العامةِ، لا للرشوةِ، لا للواسطةِ. كما أن الوطنَ مسؤؤليةُ الحاكمِ فهو ايضاً أمانةٌ فى عُنُقِ المحكومِ، عليه أن يحترمَ أيضاً القوانينَ، لا للعشوائياتِ، لا للتعدى على أراضى الدولةِ، لا لمُخالفاتِ البناءِ، لا للوقوفِ فى الممنوعِ، لا للتباطؤ فى العملِ والتكاسلُ فيه، بالعملِ وحدِه سوف تَعلو مصر.

فى مصرِ المستقبلِ الوظيفةُ العامةُ تَكليفٌ، ليست لمن يَرَونها وسيلةَ تعالٍ أجوفٍ وطريقاً للثراءِ، هى مسؤؤليةٌ بالعطاءِ والإنجازِ، قبل توليها لا بدَ أن تكونَ الاستقالةُ مكتوبةٌ جاهزةٌ فى حالةِ العجزِ عن الاستمرارِ وفى حالةِ عدمِ الاقتناعِ بالسياساتِ. الوظيفةُ العامةُ فكرٌ ورؤيةٌ وشجاعةٌ أدبيةٌ، ليست انقياداً وإلغاءً للعقلِ.

فى مصرِ الأملِ الإعلامُ هو الحقيقةُ، ليس بغبغاءً لنظامِ الحكمِ، سياساتُه وأشخاصُه، هو الذى يُوَضِحُ ويُوَجِه ويُبَصرُ، يَكشفُ العيوبَ ولا يُبرِرُ الأخطاءَ، ليس إعلاماً مُتطرفاً يَحُضُ على الفُرقَةِ وكُرهِ الآخرِ، مُتَنوِعٌ، للجميعِ حقٌ متساو فيه، بكلِ ألوانِهم الفكريةِ، لا مَنعَ فيه ولا إقصاءً.

فى مصرِ التَقَدُمِ العلمُ قيمةٌ، الجامعاتُ تقودُ وتبحثُ وتُعلمُ، أساتذةُ الجامعاتِ قادةٌ للفكرِ والنَهجِ، لا يُحَارَبون أو يُهَمَشون، لا يَجمَعون مع العملِ فى جامعاتِهم وظيفةً وأكثر، لا يُصَنَفون أعداءً يَجِبُ تَحجيمُهم وإفقارُهم؛ بلا جامعاتٍ لا مكانةَ فى عالمٍ حديثٍ لا يَرحَمُ مُتَطفِلاً على الإنسانيةِ، جاهلاً وفقيراً وديكتاتورياً ومُنتهِكاً لحقوقِ الإنسانِ.

تداولُ السلطةِ أساسُ الحُكمِ، مفتاحُ الاستقرارِ، طولُ البقاءِ على الكرسى مَفَسدةٌ، مصرُ عَرِفَت استقراراً وهمياً لثلاثين عاماً، مع اِنعدامِ مُقَوِماتِ الدولةِ الحديثةِ اِنهارَت، خَسِرَت كثيراً، بشراً وأموالاً وثرواتٍ من أراضٍ بُوِرِت وأثارٍ نُهِبَت. يَستَحيلُ تكرارُ الدائرةِ الجهنميةِ من استقرارٍ زائفٍ ثم اِنهيارٍ بعد فترةٍ طالُت أو قَصُرَت، لا بدَ من وضعِ أساسٍ لمصرِ الجديدةِ بدستورٍ حديثٍ وقوانينٍ تُطَبقُ على الجميعِ، بلا استثناءاتٍ ولا حَصاناتٍ، باحترامٍ للإنسانِ وللأخلاقِ وللعلمِ وللعملِ وللسلوكياتِ.

الإنترنت غيرَت مصرَ بعد صبرٍ طالَ، لا عودةَ للوراءِ، أدواتُ المُستقبلِ لن تتوقفُ، تخترقُ الأسوارَ. حفِظَ الله مصرَ من أيةِ ديكتاتوريةٍ، تحت أى مسمى، كَفى تخلفاً وانقساماً وتراجعاً،،

مدونتى: ع البحرى
www.albahary.blogspot.com



#حسام_محمود_فهمى (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين
حوار مع الكاتبة السودانية شادية عبد المنعم حول الصراع المسلح في السودان وتاثيراته على حياة الجماهير، اجرت الحوار: بيان بدل


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- مصر الجديدة ...
- كلُنا عملاءٌ ...
- لا تَكسِروا أُنوفَهم ...
- كل من هَبَ ودَبَ يا مصر!!
- آوان التعقل ...
- المُكابرةُ ...
- ماذا جري للأسكندرية؟!
- وطنٌ قبل أن نبكى عليه
- لنحافظ على الأقباط حتى تسلم مصر
- شارعُ المكعباتِ وميدانُ امنحُتُب ...
- نفقاتُ الجودةِ ...
- أنهم يجلدون المرأة ...
- عودةُ القرشِ الندلِ ...
- إن لم تستح فاصنع ما شئت ...
- لو كنت خواجة ...
- عندما تنهارُ الثوابتُ ...
- ... وإنهم لمُتحَرِشون
- الحرس الجامعي ... كارت أحمر؟!
- دكتوراة من السعودية...
- أنا وأنا ثم أنا...


المزيد.....




- قوات كييف تستهدف منطقة بتروفسكي في دونيتسك بـ 5 قذائف خلال 1 ...
- المحرومون من تناول بعض أنواع الخضروات
- شاهد.. سيارات تتطاير في الهواء جراء إعصار ضرب فرنسا
- بايدن يتشبث بحملته الانتخابية في وجه الضغوط
- -أ ف ب- عن قيادي في حماس: الحركة وافقت على إطلاق مفاوضات لإط ...
- الشرطة الإسرائيلية تعتقل محتجين مطالبين بإطلاق سراح الرهائن ...
- مخيم النصيرات.. مجزرة إسرائيلية جديدة
- ستارمر: دعمنا للناتو وكييف لا يتزعزع
- حزب الله: دمرنا أجزاء من قاعدة ميرون
- مصر تدين مجزرة النصيرات الجديدة


المزيد.....

- فكرة تدخل الدولة في السوق عند (جون رولز) و(روبرت نوزيك) (درا ... / نجم الدين فارس
- The Unseen Flames: How World War III Has Already Begun / سامي القسيمي
- تأملات في كتاب (راتب شعبو): قصة حزب العمل الشيوعي في سوريا 1 ... / نصار يحيى
- الكتاب الأول / مقاربات ورؤى / في عرين البوتقة // في مسار الت ... / عيسى بن ضيف الله حداد
- هواجس ثقافية 188 / آرام كربيت
- قبو الثلاثين / السماح عبد الله
- والتر رودني: السلطة للشعب لا للديكتاتور / وليد الخشاب
- ورقات من دفاتر ناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- ورقات من دفترناظم العربي - الكتاب الأول / بشير الحامدي
- الفصل الثالث: في باطن الأرض من كتاب “الذاكرة المصادرة، محنة ... / ماري سيغارا


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - حسام محمود فهمى - حتى لا تَسقطُ مصر فى الدائرةُ الجُهنميةُ