ميس اومازيغ
الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 21:18
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
من الأقوال التي اكتسبت صبغة البديهيات تلكم التي تصف الأنسان على انه ابن بيئته.
وهي مقولة لا تفرق بين متعلم وجاهل, ولا بين وزير وغفير, وبالتالي اعتبارا لكون موضوع المقالة يهدف الى توظيح موقف المثقف العربي ومن يسبح في نفس الفلك من الموقف الغربي عامة من الأنفجارات الشعبية التي عرفتها وتعرفها منطقة شمال افريقيا والشرق الأوسط ’فانه يتعين الأشارة الى ان تلكم المقولة انما تنطبق فعليا على المثقف المذكور والذي اضحى مبرزا ومبينا بصفة جلية انه حقا ابن بيئته. بحيث انه لم يتمكن من التخلص مما سبق وشحن به عن طريق وسائل النضام المدير لشؤونه ,المعتمدة اساسا لأستمالته واستقطابه للصف الذي يعتقد انه الجالب لخير الأمة .فترى المثقف المذكور الا من رحم عقله لا يكف عن الزعم بان الموقف الغربي المومأ اليه انما كان عموما محايدا او سلبيا في تدعيم الشباب الثائر ضد النضام. بل ان بعظهم بلغ به الأمر الى اعتقاد ان الغرب ساند ان بصفة مباشرة او غير مباشرة رموز النضام بعدم مطالبتهم بشكل واظح بالتنحي نزولا عند رغبة الثوار. والراي هذا في اعتقادي نابع اساسا من رواسب ما لقنه اياه النضام على مدى عدة سنوات, مستعملا كل الوسائل المتاحة للتبرير. فنظرية المؤامرة ما تزال محور كتابات واراء عديد من المثقفين المذكورين, كما ان فكرة عداء الغرب للعربان والمسلمين كانت وما تزال محور كتابات وخطب عديد منهم ايضا. ان المثقف العربي الذي عاش على الهامش وذلكم المدجن من قبل اولياء امره. لم يستطع الخروج من هذه البوثقة التي رسمت له اورسمها لنفسه مكرها .واضحى لا تترائ له من الواقع سوى تلكم الظلال في كهف افلاطون. البيئة التي نشأفيها هذا المثقف غرست بداخله ما انتج مواقف هي في الحقيقة غير مطابقة للواقع .هذه البيئة التي تعلم داخلها السلطة الأبوية داخل البيت والسلطة الفردية الرآسية داخل الدولة والمجتمع هي المعيار الذي يعتمده عند كل استنتاج له بشان واقعة ما. لذا تراه يؤاخذ على الغرب عدم افصاحه عن موقف معين في الوقت الذي لولا تاثير التربية البيئية المحركة له لفهم ببساطة ان الغربي قد افصح ما من مرة عن موقفه ,وان هذا الموقف انما كان دائما الى جانب الشعب الثائر. فبالرجوع الى ما صدر من تصريحات عن الرئيس الأمريكي و وزيرة خارجية دولته كما التصريحات الأوروبية لا يحق لأي عاقل ادعاء انها كانت في غير صالح الشعب الثائراو داعمة لبقاء رموز النضام, لسبب بسيط هو ان الأنضمة الغربية ابتعدت كل البعد عن سلطة الأمر والنهي التي لرؤسائنا وملوكنا الذين لا يستحيون من ادعاء اكتسابها كحق من السماء. فألأنضمة الغربية انضمة مؤسسات مسؤولة لا انضمة اشخاص. وبالتالي فان أي تصريح بشان واقعة ما لا يصدر عن المكلف الا بعد تدارسه من قبل لجان مختصة تحيط بكل جوانبه ونتائجه المتوقعة على مراحله ومداه الثلاثي القريب المتوسط والبعيد. ان الفرق الشاسع بين الفكر الغربي والمشرقي العربي يسهل اسجلاؤه من مجرد ما اشير اليه. ان مثقفنا العربي كما الف الأمر والنهي ألأبوي والرآسي ومن ثم ألأستجابة الفورية له هو ما اراده هذا المثقف من المسؤول الغربي بشان موقفه من الثورات الشعبية ضد انضمتها في اقطارنا.اذ انه كان ينتضرصدور اوامر غير قابلة للمناقشة تحت طائلة استعمال الوسائل التي من شانها حمل المامور على الأنصياع. في حين ان الحكيم الغربي والأسرائيلي للفرق الشاسع بين نضرتنا ونضرتهما للأمور ارتأيا التدرج في ابداء الرأئي وألأفصاح عن الموقف بالأعتماد على الواقع وصانعه الذي هو الشعب .اذ هذا الواقع هوالذي سيتم اليه الأحتكام في الأخيرلأنه وبالرغم مما هو متوفر لهما من تقارير مخابراتية هوالذي سوف يعطي الدليل على صحتها او خطئها, ومن ثم استخلاص ما يمكن استخلاصه من دروس يبنى عليها الموقف. فالحكيم الغربي والأسرائيلي باعتمادهما نور العقل لا يستعجلان الأمورالا بقدر ما اعطي لها من جهد في الدراسة والتحليل, في المقابل فان مثقفينا وبحكم تاثيرات التربية البيئية غالبا ما يقترحون الحلول الغبية والوهمية لوقائع هي من التعقيد بمكان. وفي هذا الصدد حتى لا اذهب بالقارء بعيدا فان تبرير ما اشير اليه يكمن في الفرق بين موقف ألأب السلطوي المتمثل في العربان سيما في العاهل السعودي, الذي لم يخجل من نفسه بالتصريح العلني الواظح والجلي بدعمه لأبن علي ومبارك, بل ولوقاحته تقدم بمطالب للرئيس ألأمريكي بعدم اهانة مبارك واستعداده بتقديمه للنضام المصري تحت حكمه مبلغ مليار دولاركاعانة ضاربا بذلك مصلحة الشعب الثائر عرض الحائط وغير مبال اطلاقا بحكم الواقع على الأرض. انه سلطة الأمر والنهي الأبوية المنغرسة في اعماق الكائن العربي والتي تجووزت ومنذ زمان في العالم الغربي. هذه السلطة الخفية هي التي تقف خلف معظم مواقف مثقفينا.حقا ان لكل من العربان والغرب مصالح يتعين حمايتها.غير ان الحكيم الغربي الى جانب تمسكه بمصالحه فانه لم يتجرأ على الغاء الحق الشعبي الدافع للثورة .وانما انصت لمطالبه بألأذن والقلب بخلاف الحاكم العربي الذي لا يفرق بين ما يعتبره مصالح الشعب ومصالحه الشخصية , فهذه الأخيرة هي الهدف ولا غيرها. فالحكيم الغربي عندما كان يطالب رموز النظامين الديكتاتورين التونسي و المصري بوجوب القيام بالأصلاحات الضرورية بنائا على مطالب الشعب, انما كان يطالب بالأستجابة لمطالب هذا ألأخير والتي على رأسها تنحية الرئيس, وما تصريحهما علانية بان الرئيس هو من الحلفاء الموثوق بهم والمعتمد عليهم انما الغاية منه اضافة الزيت على النار,وهما بذلك يدعمان الشعب الثائر وبذكاء لم يخطر على بال أي من مثقفينا.اذ العاقل لابد سيتسائل هل بهذا التصريح سيتوقف الشعب عن الأحتجاج حبا في عيون اسرائيل وامريكا ما دام ان الرئيس من خدامهما ام ان الشعب ستثور ثائرته ويشتد اصراره واحاحه على اسقاط النضام.؟ان الحكيمين الغربي والأسرائيلي لم يهدأ لهما بال الا بعد ان حركا جيدا عش الدبابير وتبين لهما ان لا خوف على مصالحهما سيما بعد ان سمعا تصريحات الخرافيين الدينين التي يزعمون بمقتضاها وجوب اعادة النضر في كل الأتفاقيات المبرمة من قبل نضام مبارك واسرائيل,لا سيما بعد ان انبطحوا واستسلموا لدعوة النضام لهم للتفاوظ والحوار.علما انهم ليسوا المبادرين الى اشعال الثورة وانما لم يشاركوا الشباب الا بعد ان اتظح لهم ان هؤلاء لابد على الطريق المختار سائرون.اتظح اذن للحكيمين المذكورين ان الشعب المصري لابد بالغ الهدف المتمثل في تحقيق الديموقراطية وهذه كانت الأداة المفكر فيها من قبلهما لتكون بديلا عن الحرب على الأرهاب التي لم يجنيا منها ما كان متوفعا من نتائجاالا طفيفها .فكانت فكرة الفوظى الخلاقة التي بواسطتها تظهر على السطح كل المكبوتات ويصطف كل ذي مصلحة في صف جماعته ليتم بعد ذلك الدفع بمجموعها الى قبول الأخر تحت يافطة المواطنة, وهي التي لن يرضى عنها أي صف بديلا.انه لمن الغباء والبلادة الزعم بان الحكيمين يوليان كل اهتمامهما الى رئيس الدولة واستمالته ليكون خادما مطيعاذلك انهما يملكان من وسائل وطرق حماية مصالحهما ما لم ولن يفكر فيه أي من مثقفينا لشساعة الفرق بين طرق تحليل الواقع بين الطرفين فالعالم الغربي قوي في كل المجالات ولا ينكر ذلك الا غبي وجاهل. ولكي يفهم بعظنا البعض يتعين عدم نسيان ما يفوق 1430سنة من عيشنا مكبلين بالخرافة والأصاطيرحتى اننا راينا صورة لملك لنا على وجه القمر بل آمنا بان آرمسترونغ سمع ألأذان على سطحه.ان الأقرب الىفهم العقلية الغربية هم شباب اقطارنا والذين اوظحوا ذلك بجلاء عندما هبوا فرادا وجماعات من اجل انتزاع حقهم في الحرية والكرامة والديموقراطية ضاربين عرض الحائط بكل برامج وادبيات الأحزاب والهيآت السياسية لتجاوزهم لها واعتبارها تغرد خارج السرب ولا تتقن غيرممارسة السياسة السياسوية والأستمناء السياسي.ان الديموقراطية يا ناس هي سلوك قبل ان تكون اداة لتصريف الأدارة والتسييرالنضاميين وهذا السلوك لابد لأكتسابه من التخلص من رواسب الماضي العالقة باذهان العامة كما النخبة
#ميس_اومازيغ (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟