سعد تركي
الحوار المتمدن-العدد: 3276 - 2011 / 2 / 13 - 11:21
المحور:
الإستعمار وتجارب التحرّر الوطني
كنتُ أخشى أن يهن ويفت من عضد ثورتكم المندسون و»البلطجية» والإعلام الذي يصوركم كمجموعة من الأوباش والخارجين عن القانون والنظام.. كنت أخشى أن تصدقوا إن الاستقرار و»أمن الخراف» خير من الحرية.. كنت أخشى أن تصدقوا إن القادة ـ وان كانوا طغاة ـ فهم حيطان وسقف.. كنت أخشى أن تعودوا إلى السجن خوفا من التبلل بمطر الحرية ورياحها وأخطارها.
شعرت بيد باردة تعتصر قلبي وأنا استمع إلى الناطق باسم المجلس الأعلى للقوات المسلحة المصرية يتلو البيان رقم «1».. عادت ذاكرتي إلى جميع البيانات التي تحمل ذات الرقم وهي تدشن حكما دكتاتوريا جديدا، تسبغ بيانات لاحقة على (بطل المغامرة) لقب أمل الأمة، والقائد الضرورة وبطل التحرير والملهم.. خشيت على ثورة الغضب أن تصادرها «بيرية» العسكر.
بدد خشيتي إنكم تزدادون إصرارا مع كل يوم يمر.. تزدادون عددا برغم كل الرصاص الذي توجه إلى صدوركم العارية إلا من حب الوطن وعشق الحرية.. تتضح صورتكم وتزداد جلاء ونقاء وطهراً اثر كل حيلة وألعوبة حاول أن يستدرجكم إليها نظام تعفن في ظلام وحدته.
بعد أن أزحتم آخر فرعون تشبث بالسلطة بيديه وأسنانه، صار سواء عندي إن كان استقبالكم ـ منذ البدء ـ لدبابات العسكر بالتهليل والعناق والقبل ينم عن ذكاء وعبقرية أم غريزة وفطرة وعاطفة، ذلك أن النتيجة في كلتا الحالتين واحدة: العسكر وقف على مسافة واحدة بين تطلعاتكم ورغبة القائد العام للقوات المسلحة.. صار الأمر سواء إن كان البيان رقم «ثلاثة» جاء عن قناعة العسكر بواجبه الدستوري بصفته حامياً لحدود الوطن وكرامة المواطنين أم أن صوتك الهادر فرضها عليه فالنتيجة الوحيدة إقرار العسكر ـ مقتنعاً أو مرغماً ـ انه ليس بديلا عن شرعية الشعب.
تحية، ألف تحية لكم، إخوتنا المصريين، فقد هدمتم أسوار السجن الكبير وتنشقتم ملء رئتكم هواء الحرية. وللعسكر الذي تمترس بواجبه ولم ينصع لأوامر قائده العام.. للرجال الذين كانت قلوبهم مع أهليهم ومواطنيهم: تعظيم سلام!
#سعد_تركي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟