أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابتسام يوسف الطاهر - الأكراد..ومأساة كركوك















المزيد.....

الأكراد..ومأساة كركوك


ابتسام يوسف الطاهر

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 00:11
المحور: القضية الكردية
    


هزت التفجيرات الأخيرة مدينة كركوك التي مازال نصيبها من التفجيرات مماثلا لأختها بغداد (العاصمة) فمازال الوضع الأمني متدهورا، ومازالت أجهزة الأمن دون المستوى المطلوب ، مما تسهل على العناصر الإرهابية استغلال الوضع لتنفيذ جرائمها ضد العراق!
فكركوك التي يعرف عنها أنها أغنى مدن العراق نفطيا! لكنها أكثر محافظات العراق خرابا وحرمانا وإهمالا، ربما ينافسها بذلك محافظات الجنوب. بالرغم من تنافس اكثر من طرف على الاستحواذ على تلك المدينة العراقية، وبالرغم من تخصيص كل طرف قوات امن تابعة له لحمايتها!؟ ربما هو هذا السبب ، كل طرف يريد ان تكون الكلمة والثروة له وحده، مع هذا لا يريد ان يرهق نفسه بحماية كنز قد يكون لغيره، فهم غير واثقين من نجاحهم في مسعاهم الأناني الغير مسئول!. لكن العراق لكل العراقيين والمدن العراقية مهما كانت نسبة تلك الطائفة او هذه القومية في هذه او تلك كلها لكل العراقيين على اختلاف لغاتهم وقومياتهم ودياناتهم.
حين استنكر أو اعترض الكثيرون من عراقيين وعرب على انتخاب فخامة السيد جلال الطالباني لرئاسة الجمهورية في الانتخابات، مبررين اعتراضهم لعلاقته بحزب البعث سابقا، ومنهم من ذكرنا بمأساة الأنصار من الشيوعيين في الثمانينات من القرن الماضي. ومنهم من أعاد قضية صراع قواته الدامي مع قوات مسعود البرزاني في بداية التسعينات من تلك المرحلة، وعمليات النهب والسلب ضد القرى الكردية.. أو من أشار لمساعدته للأتراك ضد أكراد تركيا! تصدى لهم البعض من العراقيين الحالمين وأنا منهم "لا يهم من يرأس العراق، كرديا كان أو عربيا مسلما أو مسيحيا أو صابئيا..المهم أن يكون محبا للعراق ويخلص له بعيدا عن القومية الشوفينية والطائفية" فنحن نحلم بوضع حد لمأساة الشعب العراقي وذلك لا يتم إلا بفتح صفحات نقية مسطرة بحبر المحبة والتسامح. ولابد لنا من طي صفحات الماضي الداكنة ونلتفت للحاضر. فرد البعض ساخرا "أن غدا لناظره قريب!"
في زيارة قصيرة لمحافظات الشمال عفوا اقصد كردستان العراق..ولو بعض (الأخوة) الأكراد لا يريدون الحاق اسم العراق بكردستان.. دخلنا اربيل بعد معاناة وانتظار ساعات على حدود المحافظة للحصول على الفيزا !!
لاحظت مظاهر الأعمار في كل من اربيل ودهوك بشكل ملفت للنظر ومثير للإعجاب، من تكاثر الأسواق المركزية على الطراز الأوربي، والشوارع النظيفة والمشجرة، والمجمعات السكينة والعمارات.. ذلك كله خلال بضع سنوات من استلامهم منصب رئاسة الجمهورية! بالرغم من شكوى بعض الأكراد ممن التقيت معهم، على حجم السرقات والفساد الإداري هناك! فقلت المهم أن هناك استغلال نسبة من الأموال للأعمار..
ولكن تساءلت لماذا لا يكون هذا الاهتمام بكل العراق مادام (مام جلال) رئيسا للعراق كله وليس لكردستان!؟ بل لماذا هذا الجمال الطبيعي يُحرم على أبناء المحافظات الأخرى؟ فالعربي العراقي يصعب عليه شراء قطعة ارض في شمال بلاده واذا حصل فلابد من الواسطات وغيرها! بل حتى الزيارة للترويح عن النفس صارت بطلاع الروح! فقلت لقد حَرمنا الاستعمار من البحر، فهل يريدون حرماننا من الجبال أيضا!!؟ واسمع البعض يتساءل اذا كان مام جلال رئيسا للعراق! لماذا لم تحظى اي من مدن الجنوب بزيارة تفقدية مثل تلك التي يقوم بها للسليمانية واربيل وغيرها! ولماذا لا يكون مقره في بغداد عاصمة العراق؟. فنسمع كثيرا ان (الأخوة) الأكراد حريصون حقا على وحدة العراق كما يدعون، حين يطالبون بالخارجية ورئاسة الجمهورية!. ولكن بعد ضمان المناصب، تتغير النغمة العنصرية.
قبل أن أجد تبريرات لإهمال بغداد العاصمة واستغلال الأموال بمشاريع وهمية بالمدن الأخرى..فوجئت وأنا أشاهد (كركوك) حين مرت فيها السيارة في طريق العودة لبغداد. المباني متداعية والشوارع خربة متربة على جانبيها بائعي النفط ببراميلهم وأوانيهم البلاستيكية التي عبئوا فيها النفط بطريقة ما ليبيعوها على السواق بطريقة بدائية لا تختلف عن ما هو عليه على بوابات المحافظات المتعبة الأخرى.
كركوك المنطقة المتنازع عليها.. الغنية بذهبها الأسود، لكنها مثل العروس التي الكل يدعي انه يحبها وهي له ،لكنهم انشغلوا كلهم بالمعارك من اجلها! وتركوها عرضة للجوع والذل والخوف. حالها حال العراق في الزمن البعثي، حيث أهملت المصانع والمعامل والشوارع والمباني التي تآكلت وصارت آيلة للسقوط في كل العراق وفي بغداد العاصمة! لأنهم كل الوقت يتوقعون أن أيامهم معدودة (ثلاثون سنة وهم على رحيل!) استكثروا على الشعب أن يتركوا له إرثا طيبا أو ذكرى تجعل الناس تترحم عليهم، فقد جعلوا من الحروب حجة لتبذير الأموال وتهريبها، ومن الحصار حجة لإهمال كل مناحي الحياة والتفرغ لبناء القصور التي لا ندري ماذا حل بها !؟ فالبلد بالنسبة لهم كما لو هو قطعة أثاث استولوا عليها لكنهم لم يصونوها أو يرمموها خوف أن تكون لغيرهم!؟ فاختفاء البساتين واندثارها ومأساة شارع الرشيد وساحة الرصافي، وغيرها من المباني التراثية المتداعية خير دليل على ذلك.
كركوك تواجه نفس المنطق التراجيدي يمارسه الأكراد الذين شبه مستولين على المدينة التي يستخدمها الجميع ورقة سياسية لابتزاز الآخر! تاركين المدينة عرضة لهجمات القاعدة وغيرهم من المجرمين واللصوص. فلم يفكر أي منهم لعمل ما يفيد المدينة وناسها، على الأقل حين يكون هناك استفتاء سيختار الناس من هو انفع لهم ويفكر بمصلحتهم!.
وهذا يجعلنا نتساءل مرة أخرى ، أين حرص الأكراد على وحدة الشعب العراقي؟ من موضوع مطالبتهم بضم كركوك لإقليم الشمال؟ أين صارت دعاواهم عن وحدة ارض العراق وأنهم جزء من الشعب العراقي، أم ذلك يكون فقط حين يتعرضون لهجوم ما من دول الجوار؟ أو حين تقسم كعكة الوزارات حسب البدعة الأمريكية!؟
فقد حكت إحدى الجارات عن مأساة احد أبناء كركوك التركماني الذي توفاه الأجل خارج كركوك، فأوصى بدفنه في كركوك، لكن (الأخوة) الأكراد منعوا دفنه هناك! إضافة لمحاولات من التي كانوا يستنكروها، منها دفعهم للنساء الحوامل من محافظات الشمال الأخرى للسفر لكركوك للولادة في مستشفياتها لتسجيل الولادة هناك، هذا لزيادة عدد الأكراد اسميا من اجل الفوز بالاستفتاء فيما لو حصل ولو على الطريقة (البعثية).

يبدو انه غاب عن ذهن القيادات الكردية أن علاقاتهم مع الأمريكان هو زواج مسيار أو زواج مصلحة، والأمريكان حققوا أهدافهم وباشروا بالانسحاب. إضافة لذلك هم يعرفون جيدا أنهم ليس أكثر من ورقة يلعبها الغرب منذ عصور وعقود! ويستخدمها الأمريكان باللعب متى شاءوا..
فهل من المعقول أن لا يتساءلوا عن سبب ولع الغرب بقضيتهم مع أنهم أفضل حالا من أكراد إيران و سوريا وتركيا ! فهم الوحيدون الذين يدرسون اللغة الكردية ويجيدوها قراءة وكتابة، وهم الوحيدون من بين الأكراد الآخرين، حتى بالعصور المظلمة يمارسون طقوسهم ولغتهم بلا خوف ولا تردد على عكس الأكراد في الدول الأخرى!
وكيف لا يتساءلون عن سبب فسح المجال أمام تركيا لتضرب الأكراد وبقسوة حتى في ملاذهم في العراق! دون حرج ولا تردد من خرق السيادة العراقية برئاسة (مام جلال) الكردي؟ وهم يعرفون أيضا أن الأكراد في تركيا أكثر من (أربعة عشر مليون)، يعني أضعاف عددهم في العراق بثلاث مرات أو أكثر! بمعنى أن أكراد تركيا أولى بالاستقلال وتقرير المصير. لكنهم محرم عليهم حتى التحدث بلغتهم أو كشف هويتهم القومية بين الأتراك! بل حتى الذين لجئوا لأوربا لا تسمع أي منهم يقول أنا كردي..بل يعرفون أنفسهم كأتراك ولا تعرف أنهم أكراد الا في مظاهرة ما أو نشاط سياسي عام في أوربا!
إذن موضوع القومية لا وجود له في أجندة القيادات والمسئولين الأكراد أو أي من القوميين الآخرين أو الطائفيين، فالقومية والطائفية هي ورقة تستخدم للتلاعب بمشاعر الشعوب المغلوب على أمرها من قبل قيادات لا تختلف عن بيادق أو أحجار شطرنج تُحرّك بأيدي خفية وفق مصلحة اللاعب الأكبر! لم يع أي منهم الدرس أن اللاعب الأكبر سيطوي رقعة الشطرنج يوما فتختلط كل البيادق مع بعضها ولن يبق فضلا لملك ولا لوزير أو لقلعة، فحالهم لن يختلف عن حال اصغر بيدق.
لكن الظاهر أنها مأساة العصر، او مأساة العراق، الكل يأخذ الدرس بالمقلوب، فدرس ما جرى لحكام البعث الذين خاضوا الحروب بناءا على أوامر أمريكا أو غيرها، لم يتعلم منه البعض غير فقرة نهب أموال الشعب وتقريب ذوي القربى حتى لو كانوا متخلفين بلا خبرة ولا علم، ليهربوا قبل أن تنقلب رقعة الشطرنج عليهم . ودرس أكراد تركيا لم يستوعبه أكراد العراق الذين لا يعترفون بانتمائهم للعراق الا في حالة تهديدهم من قبل دول الجوار! حينها يرفعون ورقة الانتماء للعراق ليطالبوا الحكومة المركزية بحمايتهم! وبنفس الوقت يصرون على استخدام ورقة كركوك حتى المثقفون منهم، وهذا بناءا على أوامر اللاعب الأكبر.
كذلك إصرارهم على محاولة الغاء العربية! لغة البلد الذي ينتمون له والذي يصرون ان يكون رئيس جمهوريته منهم ووزير الخارجية منهم أيضا! فلا تجد قطعة واحدة باللغة العربية.. ولا اسم شارع أو محل أو مؤسسة كلها باللغة الكردية واذا أرادوا التساهل مع الزائر أضافوا لها ترجمة للانكليزية!؟ حتى العلم العراقي لا تجد له أثرا على أي مؤسسة حكومية!.. فما الذي يدفع الحكومة العراقية والشعب العراقي بعد كل ذلك، لتختار وزير الخارجية الذي يمثل العراق (كرديا) ؟ ولماذا الإصرار على اختيار رئيس الجمهورية من الطائفة الكردية!؟



#ابتسام_يوسف_الطاهر (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- الثورة الخضراء
- الوزارات العراقية بين التخصص والأداء
- العراق يصيح (أدير العين ما عندي حبايب)
- فارس يرحل وتبقى الكلمة
- زمننا المترهل وزمانهم..!
- حماية الدين بفصله عن الدولة
- بن لادن وتيري جونز
- ثورة الكهرباء
- على ضفاف المونديال
- البرلمان المعلق!
- من فشل في الانتخابات العراقية؟
- حسافة (الحبر) ما غزّر
- العيب الكبير
- لا يحتمل التأجيل
- الديمقراطية مثل السباحة لا يتعلمها الإنسان إلا بالممارسة
- احذروا غضبة الحليم
- في حضرة الانتخابات
- اعترضوا ..ولكن ما هو الحل؟
- أي الأجندات سننتخب؟
- وحدة ما يغلبها غلاب!


المزيد.....




- كاميرا العالم ترصد خلوّ مخازن وكالة الأونروا من الإمدادات!
- اعتقال عضو مشتبه به في حزب الله في ألمانيا
- السودان.. قوات الدعم السريع تقصف مخيما يأوي نازحين وتتفشى في ...
- ألمانيا: اعتقال لبناني للاشتباه في انتمائه إلى حزب الله
- السوداني لأردوغان: العراق لن يقف متفرجا على التداعيات الخطير ...
- غوتيريش: سوء التغذية تفشى والمجاعة وشيكة وفي الاثناء إنهار ا ...
- شبكة حقوقية: 196 حالة احتجاز تعسفي بسوريا في شهر
- هيئة الأسرى: أوضاع مزرية للأسرى الفلسطينيين في معتقل ريمون و ...
- ممثل حقوق الإنسان الأممي يتهرب من التعليق على الطبيعة الإرها ...
- العراق.. ناشطون من الناصرية بين الترغيب بالمكاسب والترهيب با ...


المزيد.....

- سعید بارودو. حیاتي الحزبیة / ابو داستان
- العنصرية في النظرية والممارسة أو حملات مذابح الأنفال في كردس ... / كاظم حبيب
- *الحياة الحزبية السرية في كوردستان – سوريا * *1898- 2008 * / حواس محمود
- افيستا _ الكتاب المقدس للزرداشتيين_ / د. خليل عبدالرحمن
- عفرين نجمة في سماء كردستان - الجزء الأول / بير رستم
- كردستان مستعمرة أم مستعبدة دولية؟ / بير رستم
- الكرد وخارطة الصراعات الإقليمية / بير رستم
- الأحزاب الكردية والصراعات القبلية / بير رستم
- المسألة الكردية ومشروع الأمة الديمقراطية / بير رستم
- الكرد في المعادلات السياسية / بير رستم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - القضية الكردية - ابتسام يوسف الطاهر - الأكراد..ومأساة كركوك