ثورة شباب مصر -4

محمود حافظ

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 20:39
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ميدان التحرير بوسط القاهرة والتى إندلعت منه ثورة الشباب هو أشبه الآن بخلية نحل لم يعد الشباب فقط ساكنيه لا تقذفوا حجرا على أحد ولكن إذا قذفوكم فردوا عليهم هذه هى تعليمات بهية الأم المسالمة والذى كل طموحها فى بل أصبح ساكنيه أباء وأمهات الشباب بكافة تنوعهم الطبقى فمنهم الآباء والأمهات الذين ينتمون إلى الطبقات الكادحة ومنهم الأباء والأمهات الذين ينتمون إلى النخبة المثقفة أى إلى الطبقة الفوق متوسطة منهم العامل والفلاح ومنهم أساذ الجامعة ومذيعة التلفزيون المصرى والفنان والأديب هؤلاء هم أطياف النسيج المصرى بالطبع دون الفئة الكومبرادورية المتحالفة بالضرورة مع الفئة الحاكمة المستبدة فلم يعد الشباب وحدهم بل كل أطياف المجتمع المصرى تسكن ميدان التحرير فالإبنة تستدعى أخيها ثم تذهب الأم لمحاولة الإطمئنان على بنيها ثم يذهب الأب إما لمحاولة البحث عن الأسرة وأما لطلب المساعدة منه وفى كل الأحوال من تطئ قدمه الميدان لايبرحه فما هى قوة السر الجاذب لأبناء هذه الأمة فى الميدان ؟
كلمة السر الجاذبة هى مصر فإذا ذهبت إلى الميدان وجدت مصر إنها بهية كما مثلت فى الشعر بهية التى تحتضن أبنائها وتحميهم قدر إستطاعتها بهية هذه الأم الرقيقة ذات العيون البراقة رغم كثرة بكائها من الحزن على بعض أبنائها الخارجين عن طاعتها والمتوعدين بالإنتقام منها بهية بكل هذه السماحة التى أبدتها تجاه من يتوعدوها بالسحل والتعذيب بهية بعيونها الصافية رغم الهموم البراقة رغم الإنكسار الصامدة رغم الدموع هذه هى بهية التى تفتح زراعيها رغم ما يقطر منها من دماء لتحضن بهما كل إبن آت إليها من ربوعها هذا هو سر الميدان سر بهية أمنا مصر الحبيبة التى جلست وتربعت فى الميدان لتلم شمل الأسرة المصرية حولها أسرة بهية الوفية تتحدى بهم كافة الأشرار من ذويها الخارجين عن طاعتها .
ولكن بهية من كثرة الحشود الآتية إليها من ربوعها صلبت عودها ووقفت لتسحب بيدها طرحتها كما وقفت أبية فى تمثال نهضة مصر وإذا ما بيدها زيها الملون بالأبيض والأحمر والأسمر وقفت تتأمل صفحة النيل البيضاء لتنعكس صورتها أكثر بهاء وصمودا لتقول لأبنائها سيروا فى روافد بيتى ( ميدان التحرير ) إسعوا فى مناكب هذا البيت إعلنوا عن أنفسكم ليرى الآخرون مدى قوتكم فأنتم من رضع لبن بهية تحدوا العالم بقوتكم السلمية مرادها فى الحياة أن ترى أولادها يعترفون بها ويعترف كل منهم بالآخر وأن يتعاونوا معا على إدارة وابور الطحين بل على أن يتعاونوا معا على إنتاج الطحين وصنع عشرات وبواير الطحين مصر يامه يا بهية .
الشارد من أبناء بهية يهددها بالإنقضاض عليها والإنقلاب عليها وعدم الإعتراف بها وتوعدوها بالموت ولكن بهية لن تعيرهم إهتماما فبهية أزاحت القناع وأصبحت سافرة الوجه الذى يزداد بهاء وإشراقا كلما خرجت الكلمات من حنجرتها كلمات التحدى والصمود كلمات كلما نطقت عن حق إزدادت إشراقا وخرج الصوت جبارا من حناجر بنيها نعم قبلنا التحدى هذه هى مصر بهية التى نهضت ووقفت فوقف الخلق يتطلعون على وقفتها ويرون كيف قبلت بهية بالتحدى فالكل يعرف بهية عندما تحتضن بنيها ليستزيدوا من دفئها ثم تفتح زراعيها لتقول لهم إنتلقوا فأنتم الطلقاء أبناء بهية لاتحركهم إلا بهية ولا يسمعون صوتا غير صوت بهية ولاينظرون الآن بعيدا عن ربوع بهية لقد تربوا بين أحضان بهية وشربوا من نيل بهية ولا يعرفون مزاقا إلا مزاق لبن بهية .
وبهية من عاد إلى حضنها أصبح آمنا من كل شرور الإنشقاق فأبناء بهية وإن إختلفت صورهم وإتجاهتهم هم فى النهاية لايعرفون ملاذا إلا حضن بهية فجميعهم تواطنوا فى حضن بهية .

#محمود_حافظ (هاشتاغ)      

---

---

الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات