|
ملاحظات على رسالة المعارض الاردني ليث شبيلات للقصر..
خضر كنعان
الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 18:42
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
الجزيرة تنشر رسالة|نصيحة|وصية المناضل ليث شبيلات للقصر:
"الحديث طويل وقد مللت الكتابة! وأملي ضعيف في اﻻستجابة لوﻻ اﻷمل في أن اﻷحداث اﻹجتماعية اﻹقليمية الحالية قد تكون و ا ع ظ اً لمتعظ ! أما "نواطير المتنبي" النائمة فﻼ يوقظها إﻻ الجوع. وإن في ما كتبت وحذفت ثم كتبت وحذفت فيالساعات الستين الماضية ما يكفي لتوجيه بوصلة اﻹصﻼح الذي كاد يفوت وقته فهل من مستمع؟ وهل من مجيب؟ أمأنني قد أسمعت لو ناديت ح ي اً ! ولكن ﻻ حياة لمن تنادي!"
يصر ليث شبيلات ان الاصلاح يأتي من الاعلى بعد ان "استحال" في نظره من ان يأتي من الاسفل. ليس ذلك فقط بل هو يحذر "صاحب الشأن" من الطوفان القادم والذي يخيفه لآنه قد يودي بـ"العرش" الى السقوط. وسؤالي هو لماذا يقلق هذا المناضل من طوفان شعبي قادم؟ ولماذا كل هذا الحرص على مؤسسة العرش هذه والتي هي في محل الشبهة بحسب وصفة؟ وما هذا التغني بالوفاء لها كابرا عن كابر؟ برغم ما بدر من العرش ذاته واجهزته من اعراض عن نصائحه بل التنكيل به من قضية الى اخرى ومن حكم اعدام الى آخر وتحرشات متواصلة كان آخرها اعتداء بلطجية الامن العام عليه في المخبز اياه، فلماذا؟ ما المبرر اود لو يعلمنا؟ وها هو يداوم على ثقته وبرهنة حرصة المطلق على العرش ومصالحه العليا وتوجيه خطابه للقصر، بينما هو لا يثق بل مفزوع من الشارع والشعب والمعارضة ويحذر من طوفانهم القادم؟ برغم ان هؤلاء لم يغدروه ولم يسيؤوا له في شئ على حد علمي؟
فما هي حقيقة المخاوف التي يخفيها خطابه هذا؟ والتمسك غير المبرر بالقصر في محاولة لتنزيهه - محاولة غيرلموفقة وفاشلة سلفا وبعلمه - عن الفساد والفجور الحاصل في الاردن؟
انا مثل كثير من المواطنين اكن احتراما لليث شبيلات وجرأته. برغم ان موضوع التغيير الاجتماعي ليس بالضرورة موضوع جرأة شخصية ولا هو يقع في باب النصح، وإن كان فليس للقصر تحديدا. الا اذا كان الواحد منا يود ان يوهم نفسه انه يعيش في دولة عمر اومروان اوغيره من الخلفاء اوامارة ميكافيلي.. وان الامور مسطحة بدون هيكلية وامتيازات ومصالح طبقية واجتماعية يتشابك بها المحلي بالاقليمي بالدولي. ناهيك ان اردن اليوم ليس اردن الامس اي اردن الاربعينات والخمسينات والستينات الذي كنت دائم الرجوع اليه على نحو مثالي في خطابك - عبدالله الاول وفرحان شبيلات وحسين ... الخ، فلا اردن الامس بالاردن المثالي تحت قيادة هؤلاء ولا هو بالنموذج الذي قد يتوق له اي اردني اليوم؟
فاردن عبدالله وفرحان بالكاد تم افراز الاراضي فيها. لم يكن يرى المواطنون من الدولة بعد غير الجباية. بينما يسعى الجزء الآخر بالواسطات للخدمة في جيش كلوب البريطاني. الحكومة البريطانية كانت الداعم الاساس لميزانية الدولة، الدولة القائمة على الاعانة منذ تأسيسها وحتى هذه اللحطة. حيث يتكفل الامريكان الآن بهذه المهمة وزبائينهم من آل سعود وحكام النفط الآخرين.
ذاك الاردن ضم بـ"الوحدة" الضفة الغربية كاملة بعد حرب 1948. وكان قد عقد الملك عبدالله الاول مباحثات وتفاهمات سرية قبل الحرب وما بعدها من اجل هذا الغرض مع الصهيوني الغاصب لم يعرها هذا الاخير بالا. هذا بحسب كتاب آفي شليم الآخر - تأمر عبر الاردن - الكاتب والمؤرح الاسرائيلي المحبب للقصر.
بالطبع فالقضاء الاردني الحالي له مشاكله ليس اقلها المحاكم غير الدستورية والمرفوضة دوليا مثل محكمة امن الدولة. لكن على ماذا تغنيت في رسالتك بالقضاء الاردني في الخمسينات والستينات وهو الذي زج في السجون بمئات والاف المناضلين من مستقلين ويساريين وقوميين، واسلاميين احيانا، وباحكام لسنوات عديدة؟ فالاحزاب الشيوعية واليسارية كانت تحاكم بقانون سنه كلوب باشا. وما ذنبهم الا انهم كانوا المبادرين لطرح مشروع انهاء المعاهدة الاردنية - البريطانية وقتها. وسلخ الاردن عن الاحلاف الامبريالية المعادية لاستقلال شعوب المنطقة. على اي جانب كان فرحان وعبدالله وحسين وقتها ولا يزالوا؟ لاحظ قبل ان تجيب، انها قضايا مشابهة التي جرمت من اجلها في العشرين سنة الاخيرة وانت الصوفي "الاسلامي المستنير."
برغم انتقاداتي المقتضبة لهذه الى الخطاب، الا ان ليث بذل فيه ما يستحق ان يقرأ. وفيه تدوين لعناوين هامة في الفساد والاعتداء على مصالح الناس وقوتهم وثروات بلادنا الوطنية التي استمرأ الحكم والطبقات الاجتماعية المستفيدة في البلد والهجوم المتواصل على ثروات البلد وقوت ابناءها ومستقبلهم.
هجوم فيه الاستهتار في الشعب بقدر ما فيه الخوف منه عنوانه الاعم السياسة النيوليبرالية التي فرضت ليست على الاردن فقط، بل فرضتها دوائر راسمال المنتصر وقتها والتواق لتعميق هامش ربحه، فرضها على مواطني الدول الغربية ذاتها اولا مع تاتشر وفي ذات الوقت في محتبرها المفضل في التشيلي تحت بسطار بنوتشيه. ثم جرى تعميمها عالميا مع ريجان وازمة المديونية العالمية. هذا الهجوم الواسع من قبل راسمال واجبار الدول الصغيرة على التخاصية واجراءات هيكلية تخفيض الضرائب على الاعنياء والجباية من ذوي الدخل المحدود. وانسحاب الدولة من اي استثمارات للمصلحة سواء صناعية اوتعليمية اوصحية .. هذه الهجمة بالضرورة احدثت اختلالات اجتماعية وسياسية متباينة من دولة الى اخرى. وفي غياب اواندحار الخطاب والمشروع اليساري العمالي المناهض، علت صيحات المواجهة لهذه الهجمة اواثارها من قبل خنادق ايديولوجية متناقضة على محاور جهوية اوصراع الهويات ومنها احتدام دعاوى العودة للاسلام والانكفاء لماضي مثالي ما. بهذا ومثله تم مواجهة ما يجلبه هذا الهجوم الرأسمالي من فرض للسوق وقيم الربح والاستغلال والفردية الفجة بما فيها من تفتيت لعلاقات اجتماعية واجتماعية-اقتصادية قائمة - اين صارت صلة الرحم - لذا كانت ادوات المواجهة اعلاه متناقضة في مفاعيلها في صد هذه الهجمة على نحو تقدمي. ففي الاردن ركب على هذه المواجهة فيما ركب مما ادعى مواجهتها خطاب اقليمي يدعي اشياعه المنافحة عن هوية شرق اردنيه ما مثل خطاب الممسوس ناهض حتر وعويدي العبادي وآخرين. هذا الاخير ادعى الانطلاق من منطلقات "يسارية" فبركها للدفاع عن امتيازات هوية "شرق اردنية" هي امتيازات جناح من البرجوازية واذيالها من البرجوازية الصغيرة العاملة في اجهزة الدولة ووظائفها. وانهى به الامر ان مؤسسة العرش هي بالضرورة الضمانة الوحيدة لهذه الامتيازات. هي الخندق الاخير في مواجهة الرأسمالية والنيوليبرالية والوطن البديل .. الخ، يعني باختصار شديد: "مطرح ما خري شنقوه"
ما يتجاهلة هؤلاء ان حقوق غالبية ما يسمونهم بـ"الشرق اردنيين" لا تمر بدون حقوق متساوية وعادلة لكل المواطنين في الاردن. هذا ما قاله وعبر عنه كفاح عمال الموانئ والعديد من المواقع العمالية في الاردن. وان المحور الاساس للمطالبة بهذه الحقوق الديمقراطية بما فيها العدالة الاجتماعية هو محور الصراع الطبقي وليس الهويات الفئوية التفتيتية. وما تدعو له معارضة "بيان العشائر" مثلا اومجموعة "جينا" هو في جوهره من قبيل الحرد والرغبة في الدفاع عن امتيازات فئة على حساب فئة اخرى. وهي تضرب في المحصلة حراك المجتمع نحو الديمقراطية إذ هي تعمل على تحييد ان لم يكن ارهاب جزء هام وواسع وديناميكي منه بحجج اقليمية وعنصرية واهية. في الوقت الذي لا يتوانون عن المزايدة على الشعب الفلسطيني مدعبن ان اقليمتهم هي خط "الدفاع الامثل في الاردن ضد المخططات الصهيونية؟!" متى كانت الاقليمية والعنصرية خط امثل في معاداة الصهيونية؟ حتى حزب الكتائب اللبنانية لم يجرؤ على اطلاق مثل هذا العته.
#خضر_كنعان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
حكومة اخرى في الاردن
-
حول ردود الفعل في الأردن على اعدام صدام
-
قضية النواب الأربعة ومحاولة الحكومة تمرير قانون مكافحة الإره
...
-
الأردن: اطلالة أول أيار مع عام صاخب في النضالات العمّالية
-
جريدة شيحان والناطق الرسمي للحكومة وحرية التعبير في الأردن
-
الاردن : خطوة اخرى نحو تسريع سياسة التفريط الاقتصادية النيول
...
-
ملاحظات اولية على حكومة بدران الجديدة في الاردن
-
اعتقال الاستاذ فهد الريماوي و اطلاق سراحه!
-
تعليق على تعاطي الحكم الاردني مع العملية الارهابية الفاشلة ف
...
-
الحكم في الاردن: بعض الملاحظات على السلوك السياسي!
المزيد.....
-
هل يمكن أن يعتقل فعلا؟ غالانت يزور واشنطن بعد إصدار -الجنائي
...
-
هيت .. إحدى أقدم المدن المأهولة في العالم
-
ما هي حركة -حباد- التي قتل مبعوثها في الإمارات؟
-
محمد صلاح -محبط- بسبب عدم تلقي عرض من ليفربول ويعلن أن -الرح
...
-
إيران تنفي مسؤوليتها عن مقتل حاخام إسرائيلي في الإمارات
-
سيدة من بين 10 نساء تتعرض للعنف في بلجيكا
-
الدوري الإنكليزي: ثنائية محمد صلاح تبعد ليفربول في الصدارة
-
تجدد الغارات الإسرائيلية على ضاحية بيروت الجنوبية وقتال عنيف
...
-
هل باتت الحكومة الفرنسية على وشك السقوط؟
-
نتنياهو يوافق مبدئيا على وقف إطلاق النار مع لبنان.. هل تصعيد
...
المزيد.....
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
-
الجماعة السياسية- في بناء أو تأسيس جماعة سياسية
/ خالد فارس
-
دفاعاً عن النظرية الماركسية - الجزء الثاني
/ فلاح أمين الرهيمي
-
.سياسة الأزمة : حوارات وتأملات في سياسات تونسية .
/ فريد العليبي .
المزيد.....
|