هل غاية الشعب هي تقليص رواتب المسؤولين ؟؟؟

عباس سعيد الاسدي

الحوار المتمدن-العدد: 3272 - 2011 / 2 / 9 - 14:00
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

ربما أصبح تداول موضوع تقليص وراتب ومخصصات الرئآسات الثلاث والدرجات الخاصة وكأنه هو الغاية النهائية للشعب . كلا وألف كلا .. فغاية الشعب هي توفير استحقاقاته من سبل العيش الكريم والخدمات الضرورية العامة بصفته شعبا ينتمي الى دولة غنية جداً ، الا ان تجاهل تلك المطالب الجماهيرية جعلت الشعب يدور في دوامة ويبحث هنا وهناك عن اسباب عدم توفير حقوقه المشروعة وراح يضع الاحتمالات تلو الاحتمالات باعتبارها هي ألاسباب التي تمنع وصول استحقاقاته او حقوقه اليه ومن ضمن ما وجده هو تلك الرواتب الضخمة وضن هذا الشعب بأن هذه هي من يمنع وصول الخدمات اليه وراح يحتج ويتظاهر ويعلن حملات لتأييد عدم اهدار المال العام .. الخ
ان الشعب العراقي لايهمه ان كانت رواتب المسؤولين اضعاف الرواتب الحالية التي يتقاضونها فيما لو كانت عجلة البناء والاعمار وتوفير الخدمات والاستحقاقات تسير كما مقدر لها ان تسير فيه . فالمواطنون ليسوا حساداً للمسؤولين ولا يهمهم كم قبض هذا المسؤول وذاك من رواتب .
ثم انه لو افترضنا ان (جميع المسؤولين ) قد قلصوا رواتبهم الى 50% او اكثر من ذلك . فهل ستتم المباشرة بالاعمار وتوفير الخدمات فوراً ، بمعنى هل ان هذه الرواتب هي ما يقف امام توفير الخدمات ؟ لا اعتقد ان هناك عاقل او متعقل سيجيب بالايجاب .
يا شعب العراق . يا مظلوم ، ان ما يقيد الانسان ويجعله يمشي على السكة المستقيمة في كل مجالات الحياة هي اخلاقه وما تربى عليه ، لان الاخلاق هي جوهر الحياة والاخلاق هي قاعدة كل تصرف سليم في الدنيا . ولدي قول او حكمة ( هي من عندي ولكني لا اقول بأنها من عندي أو من اختراعي بل انسبها احياناً الى احد المفكرين مثل تولستوي وغيره لان مغني الحي لا يطرب !!) الحكمة هي // الاخلاق كالعبقرية لاتوجد الاّ عند القليل من الناس //
فالاخلاق اذن هي المعيار ... ونتمنى ان يكون مسؤولينا جميعهم ممن يتحلى بهذه الاخلاق الكريمة لنكون بخير ونعيش بكرامة . . ولكن الخوف كل الخوف من مسؤول يصرح بأعلى صوته بأنه خفض راتبه ولكنه يذهب بعد ذلك ليعوضه ( من تحت العباءة) من درب الفساد المالي والاداري والتواطؤ مع اصحاب المقاولات والعقود والاستثمارات !!.
اللهم ازرع بضمائر (بعض) المسؤولين بذور الاخلاق لكي تتبرعم عندهم نبتات الخير سريعة النموّ ليأكل من فروعها هذا الشعب الصابر .

#عباس_سعيد_الاسدي (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات