أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوزينة - بلا ولا شي: الكتابة فعل إجتراح














المزيد.....


بلا ولا شي: الكتابة فعل إجتراح


محمد أبوزينة

الحوار المتمدن-العدد: 3273 - 2011 / 2 / 10 - 01:09
المحور: الادب والفن
    


بلا ولا شي: الكتابة فعل إجتراح، كتابة جذمورية هائمة في رائحة العنبر
بقلم: د. محمد أبو زينة
إهداء: إلى الشاعر الكبير والصديق الرفيق إبراهيم وهبة والى الصحفية الصاعدة والقلم الواعد ميساء السناء الأحمد
على الإزاحات التي تحدثها أقلامهم في سطورنا الفارغة من معاني الكلام،،،

كانت تحتسي نبيذاً وردي وتنتظر الأزمنة القادمة على أرصفة العابرين بالكلام نحو اللامكان. تأتي مسرعةً، تقف مثقلةً، تفرغ حمولةً، وتلتهمُ أخرى، وتمضي إلى حد الوريدِ في رحلةٍ البحثٍ عن الجديدِ في اللغاتِ القديمةِ، في عيونِ الكلامِ و بصائر المعاني والمفاهيم المتشكلة في فضاء الكلام،،. تشعل جمرةً أخرى، وتذهبُ عميقاً بقدرٍ ارتحالاتٍ اللغة في صحارى تتنامى مأهولة أكثر فأكثر بالمعاني، تحدقٌ بقدرِ بصائر العيون، بقدرٍ انتظارات العمر المسكون، بقدر اللهو حد الجنون، وبكل أقدار العشق الأزلي لشاعرية المرور عبر السديم ,,,

نظرتني بعيونِ محدقةٍ باتساعٍ المدى، رطبةِ بقطراتٍ الندى، وكلمتني ببنتِ شفةٍ خفيفةٍ ولكنها مرتجفة، فخرج الكلام على شكل مفردات منثورات بتثاقل مجتمعات من ثغرٍِ رطبٍ يشبهٌ كهوفَ التكهن الأولى. إنها التأتأة في اللسانِ اللغة، إنها الحَشْرَجَةُ في تَرَدُّدُ أصوات النَّفَس الصدى، إنها الغَرْغَرَةُ في الصدرٍ المثقلِ بشجونِ الكلامِ بقدرِِ عمرِِِ السنون، إنها شكل الحروف في عيونِ الكلامِ المائجِ، في انتظاراتِ الحسامِ الهائجِ، وفي انتظاراتِ الصحواتِ من سكراتِ موتِ اللغات القديمة على أرصفةِ الانتظار و ازدحام المعاني لحظة صمت اللغة العتيدة أمام رغائبية البوح الكلام

علت أصوات متهدجة راغبة بتجاذبِ أطرافِ أحاديث غير معلنة. بلسانٍ مُتأتئ غريب عن لساننا، تَمتمَت، "اللغات القديمة لا يمكن لها أن تحمل المعاني ـ المفاهيم الجديدة". فَقلتُ مُتأتئأ ً "ما اللغات إلاّ حوامل المعاني/المفاهيم المتشكلة عبر صيرورات وعي تاريخي لعوالم وأزمنة متحركة، اما المعاني فهي شاعرية المرور عبر السديم ، والتأتأة هي حالة انقطاع و اعادة تركيب مع اللغة ـ اللسان لا يخلو من التردد والاضطراب في إعادة تشكيل المعاني ـ صور العالم - بلسان غريب ولكنه رطب بالمعاني.

أن يكونَ المُحدِت (بكسر الدال) والمحدَّث (بفتح الدال) تمتام لغة حداثة غريبة عن الدال والمدلول، هو أن يكونا كغريبين في لسانهم، أو كغريمين في لغة لسانهم حين تقف صامتة عن البوح ـ الكلام وحين تقعد عاجزة عن إجتراح منسرب جديد أو خطوط التحام وهروب وقت انتصاب الانتكاس.

تأتأت من جديد وبسلاسة رطبة أنشأت: "ولكن النصوص الأبدع هي التي تكتب بلغة خاصة داخل اللغة نفسها، كأنها لغة غريبة عن لغتها الأم، هي ضروب من ارتحاليات اللغة في صحارى تتنامى مأهولة أكثر فأكثر بالمعاني والفرائق، هي أنساق الانحراف باللغة والانحياز بها إلى الغريب عنها والناقص فيها، فكل كتابة هي معنى غريب ناقص لا يكتمل إلا بالقراءات المتتعددة".

تمتمتٌ متأتأً: "تبقى اللغة ـ الكتابة الأجمل هي تلك المتكونة في الهوامش، الصاعدة من أسفل الصفحات، المهموسة في الزوايا، لغة التأتأة، لغة الأقلية، المتمردة على لغة القاعد السائد والمهيمن، لغة الممنوع والمحرم، لغة الازدواج والترميز المضاعف،

تلك المحتفية المنتشية بالمتنكر والمنبثق والمشتق والمنفعل والمقصي من قواعد علم الكلام, تلك التي تلفظ كل ميته، كل حشو ونفاية وسكون، تلك التي تعبر الأفكار برسم حروفِ الجرَ ولا تشكل تأويلا مهيمنا للمعاني، تجترح داخل لغتها لغة ـ وداخل معناها معنى، وما يميزها هو كونها بلا وصفات جاهزة، تسبق الكتابة فلا تقولبها ولا تحتكر المعاني فيها، هي ممارسة الكتابة كتفكير بين اثنين، هي ممارسة تعدد وتيه وسيلان رغبة, هي بداية إزاحة السطور لتنظيف خامات الكتابة من صدأ الحبر، هي بداية إجتراح الفعل المتعدد والمتعدي على كل مألوف يغلفنا كقشرة.

لحظة صمت،
تأتأة،
تمتمه،
انسراب المائع،
تشكل نص جديد في الاختلاف والتجاوز
لحالة ثنائية من البوح والكتمان.



#محمد_أبوزينة (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ترحالية في نصوص غائبة وكتابة جذمورية هائمة في رائحة العنبر
- جدلية الصفر الكلي المطلق في معادلة الفكر الأحادي
- أزمنة انتصار الهزائم والأزمنة الباقية في انتظار نصر
- مساهمة في نقد مفهوم الثورة
- لماذا يطالب العمل بالتقاعد (والتقاعد المبكر) بينما لا يتقاعد ...


المزيد.....




- مصر.. انتحار موظف في دار الأوبرا ورسالة غامضة عن -ظالمه- تثي ...
- تمشريط تقليد معزز للتكافل يحافظ عليه الشباب في القرى الجزائر ...
- تعقيدات الملكية الفكرية.. وريثا -تانتان- يحتجان على إتاحتها ...
- مخرج فرنسي إيراني يُحرم من تصوير فيلم في فرنسا بسبب رفض تأشي ...
- السعودية.. الحزن يعم الوسط الفني على رحيل الفنان القدير محم ...
- إلغاء حفلة فنية للفنانين الراحلين الشاب عقيل والشاب حسني بال ...
- اللغة الأم لا تضر بالاندماج، وفقا لتحقيق حكومي
- عبد الله تايه: ما حدث في غزة أكبر من وصفه بأية لغة
- موسكو تحتضن المهرجان الدولي الثالث للأفلام الوثائقية -RT زمن ...
- زيادة الإقبال على تعلم اللغة العربية في أفغانستان


المزيد.....

- مختارات من الشعر العربي المعاصر كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- نظرات نقدية في تجربة السيد حافظ الإبداعية 111 / مصطفى رمضاني
- جحيم المعتقلات في العراق كتاب كامل / كاظم حسن سعيد
- رضاب سام / سجاد حسن عواد
- اللغة الشعرية في رواية كابتشينو ل السيد حافظ - 110 / وردة عطابي - إشراق عماري
- تجربة الميج 21 الأولي لفاطمة ياسين / محمد دوير
- مذكرات -آل پاتشينو- عن -العرّاب- / جلال نعيم
- التجريب والتأسيس في مسرح السيد حافظ / عبد الكريم برشيد
- مداخل أوليّة إلى عوالم السيد حافظ السرديّة / د. أمل درويش
- التلاحم الدلالي والبلاغي في معلقة امريء القيس والأرض اليباب ... / حسين علوان حسين


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - الادب والفن - محمد أبوزينة - بلا ولا شي: الكتابة فعل إجتراح