ثائر زكي الزعزوع
الحوار المتمدن-العدد: 3270 - 2011 / 2 / 7 - 18:37
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
مبارك يخيف أميركا وإسرائيل بالدولة الإسلامية، التي ستقوم على أنقاض نظامه العلماني الليبرالي التقدمي الديمقراطي الاشتراكي.. إلخ.
موقع ويكليكس يكشف أن عمر سليمان أيضاً حذّر أمريكا من قيام دولة إسلامية في مصر، على غرار ما حدث في إيران بعد الإطاحة بالشاه.
وبعض مستشاري أوباما لا يريدون أن يقعوا في الخطأ الذي وقع فيه بريجنسكي أيام الثورة الإيرانية، وقد حذر بريجنسكي نفسه من تكرار هذا الخطأ، لأن ضياع مصر كحليف، كما يرى، لا يقل ضرراً بالنسبة لمصالح واشنطن في المنطقة عن خسارة إيران قبل ثلاثين عاماً ونيف. ولذلك فإن واشنطن ما زالت تمسك العصا من المنتصف، وتقف بين بين.
الأخوان المسلمون كانوا أول الواصلين إلى طاولة الحوار التي دعاهم إليها سليمان، وكأنهم لم يصدقوا أن يعترف بهم سيد المخابرات الذي لطالما أرهبهم، وزجّهم في سجونه المظلمة، ولذلك فقد اعتبروا دعوته إنجازاً مهماً حققته الثورة التي لم يكونوا طرفاً فيها، بل شأنهم شأن سواهم تحلقوا حول شبابها، وركضوا خلف مراسلي القنوات التلفزيونية والإذاعات ومواقع الانترنت، وصاروا يطلقون التصريحات والتأكيدات والتعليمات كي يقطفوا الثمار.
يقول نعوم تشومسكي في مقال نشرته الغارديان البريطانية (04/02/2011) إن الولايات المتحدة لا تخشى قيام دولة إسلامية في مصر، لكنها تخشى قيام دولة "مستقلة".
الاستقلالية التي يتحدث عنها تشومسكي، هي الديمقراطية التي قد تدفع إلى الواجهة تياراًً متحرراً من قبضة أميركا، وهذا احتمال وارد، ما يشكل خطراً لا على علاقة الولايات المتحدة بمصر فقط، ولكنه قد يغيّر شكل الشرق الأوسط بأسره، طبعاً لما تمثله مصر من قوة اجتماعية ومعرفية وثقافية في محيطيها العربي والأفريقي، وهي التي شكلت وعلى مدى سنوات طويلة صمام أمان، وقاعدة انطلاق لتنفيذ أية أجندة تخص واشنطن أو تل أبيب، وللطرفة فإن ابتسامة مبارك أمام عدسات المصورين خلال استقباله لأي مسؤول أميركي أو إسرائيلي كانت تشكل استفزازاً حقيقياً للكثيرين.
ما تخشاه واشنطن وتل أبيب هو أن تعود مصر إلى الواجهة، لتلعب دولها كدولة كبيرة، بعد أن انزوت خلال العقد الأخير لتصبح دولة صغيرة.
#ثائر_زكي_الزعزوع (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟