أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل نجيب - عبثية الغضب والمعارضة الهزلية














المزيد.....

عبثية الغضب والمعارضة الهزلية


ميشيل نجيب
كاتب نقدى

(Michael Nagib)


الحوار المتمدن-العدد: 3269 - 2011 / 2 / 6 - 20:56
المحور: اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
    


الجميع أصبح واثقاً من فقدان حكم مبارك لشرعيته، وأن نظام مبارك قد أنتهى لكن هناك من يحاول إطالة وجوده لتحقيق مكتسبات خاصة، مصر الآن أصبحت محط عيون العالم كله، والأطماع فيها ليست قليلة.
مع مرور أكثر من عشرة أيام على ثورة الغضب الشعبى، بدأت أعتقد أن هناك عبثية لهذا الغضب، فى وجود تلك المعارضات الهزلية التى يحاول كل فريق الوصول إلى الحكم على حساب الآخرين، حتى ولو أنه لا يمتلك أية مؤهلات أو مقومات تجعل منه حاكم أو وزير أو مجرد مسئول فى بلد يريد التغيير والتعمير وتحرير حضارته من إفلاس نظام بالكامل.
المعارضة المصرية أصبحت فى عهد مبارك لا طعم ولا رائحة لها، والدليل أنهم بعد مرور تلك الأيام من ثورة الغضب لم تحقق تلك المعارضة أية تقدم يجعلهم يداً واحدة يتفقون على هدف واحد أو شخص واحد يقودن مسيرة المفاوضات أمام ممثلى السلطة المنهارة، معارضات شاركت فى عبثية النظام لأنهم يسيرون على نهج الحزب الوطنى الذين كانوا يقيمون معه تحالفات كثيرة، لا أريد أن أقول أنها معارضة عميلة للنظام ، لأنى لا أريد أن أضع الجميع فى سلة واحدة، كل جماعة من المعارضة كان لها دور مع نظام مبارك وقاموا بمفاوضات كثيرة حتى يسمح لهم الحزب الوطنى بشغل بعض الكراسى فى عضوية مجلس الشعب مقابل القضاء على جماعات معارضة أخرى فى دوائر معينة يهتم بها الحزب الوطنى، لذلك كانت المعارضة تمارس أدوار هزلية فى المجتمع المصرى، وتخدع المواطنين بأنهم كانوا يعارضون النظام وهم فى الحقيقة كانوا يخدمون مصالحهم الشخصية فقط.
كانت وظيفة المعارضة الحقيقية ، كشف سلبيات ما يرتكبه النظام من أخطاء ويعلن عنها أمام الجميع ، لكن الحقيقة التى كان تقوم بها المعارضة هى تزوير لصورة المجتمع المصرى، وإخفاء مشاكله الحقيقية والرضوخ لأهداف الحزب الحاكم ومشاركته فى الفساد العام والتستر عليه وهى خيانة كبرى ضد الشعب الذى أنتخبهم ليدافعوا عن حقوقه ومشاكله التى لا نهاية لها.
هزلية المعارضة تجعلها تنام وسط أحلامها بكرسى الحكم، لأنها لو كانت معارضة جادة ومعارضة وطنية، لكان لها أن تقف موقفاً حازماً مثلما يحدث الآن ، أى أن تنظم وتخرج فى مظاهرات مستمرة ليعرف الشعب أن هناك تزويراً كبيراً حدث فى الأنتخابات وعليهم الدفاع عن الشرعية الدستورية ضد وى الطغيان التى تملك السلطة وأرادت جعل التزوير أمراً شرعياً واقعياً.
الدجل الثقافى الذى يعانى منه المجتمع العربى، وأكبر أكذوبة وخدعة يقوم بها المدعوين مثقفى العرب أصحاب فكر القومية والعروبة باعوا فكرهم لقوى المعارضة التى وجدوا فيه فكر ثورى قادر أن يخدع عقول البسطاء من شعوب العرب ، مما أعطى الحكومات العربية فكر نموذجى تصادر به كل فكر معارض لنظام الحكم، ولم يقف الدجل الثقافى عند هذا الحد بل تعداه حيث أعلنوا بأن هناك غزو ثقافى تتعرض له الأمة العربية الإسلامية، وهى خدعة تستريح لها الآذان والمشاعر التى لا عقل لها، تلك المشاعر التى تهيج وتغضب دون أن تتعقل أو تتفكر فيما يحدث، جماهير تغضب وتثور وتجرى وراء من يطلقون مصطلحات الغزو، لأنها كلمات يقبل بها العقل المتخلف الذى يعيش فى عصور الإنسان البدائى.
أعمال النهب على مدار ثلاثين عاماً من أعوان وأقارب النظام وأعضاء الحزب الوطنى، أعمال البطش والعدوان على أبسط حقوق المواطن المصرى الذى يكدح ويتعب ليكسب قوت يومه لإطعام أسرته، كانت تحت سمع وبصر من كان فى المعارضة، لكنهم كانوا ينشغلون بقضايا لا تستحق أن نطلق عليها قضايا بل أمور سطحية يشغلون بها المجتمع ليظهروا أنفسهم بأنهم يحاربون ويصارعون ضد الظلم والفساد الذى يرتكبه أتباع الحكومة.
كان فى قدرة قوى المعارضة بمختلف أطيافها أن تستثمر هذه القوى الغاضبة والتى كان بمنتهى البساطة تحويلها إلى طوفان بشرى بالملايين المصرية التى كان من الواجب توجيهها حيث يسكن الرئيس ، وكان من الصعب على قوى الشرطة أو الجيش الوقوف أمام تلك الملايين الغاضبة التى تهدف إلى إسقاط مبارك ، وقتها كان فى الإستطاعة عمل الكثير وثورة الغضب كانت فى بدايتها، لكننا رأينا التخبط وعجز قوى المعارضة عن إتخاذ قرار وطنى لصالح الوطن ، رأيناهم يمتنعون عن المشاركة فى مظاهرات الشباب، وكل حزب أو جماعة له رأى مختلف عن الآخر، حتى أقتنعوا أخيراً بأن ثورة الغضب يمكن أن تنجح وتحقق أحلام الشعب الوطنى المصرى.

ويستمر مسلسل هزلية المعارضة عندما نجد بعض قوى المعارضة تتراجع عن الحوار مع نائب رئيس الجمهورية المعين حديثاً، والبعض الآخر تؤيد هذا الحوار بحثاً عن الأستقرار ومصلحة الوطن، إذن نحن أمام معارضة تعيش أزمة لم تنجح فى وقت المحنة الكبيرة أن يفكروا فى أقرب الحلول معاً لرحيل مبارك حتى لا يفتر غضب الجميع ، وساعتها سنقول على ثورة الغضب السلام.
من الواضح أن ثورة الغضب يمكن أن تتحول إلى عبث بفضل هزلية كل إنسان لا يسعى إلى مصلحة مصر الوطن، فهل يمكن أن تستقيم أفكار البعض وينجحوا فى معالجة أخطاء ما حدث ؟



#ميشيل_نجيب (هاشتاغ)       Michael_Nagib#          



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- لماذا يردد الناس أسم مبارك
- إرحل .. إرحل يا مبارك
- رسالة إلى مبارك الرئيس السابق
- عظيمة يا مصر
- موعد رحيل مبارك
- الغضب والثورة المصرية
- قتل النفس حرام وتفجير الآخرين حلال
- أنتحار جماعى وأمراضنا النفسية
- فضائية الحوار المتمدن
- الأمراض النفسية للشعب المصرى
- ألف مبروك يا شعب تونس
- تفجير مصر وكنيسة القديسين بالأسكندرية
- عام جديد بين بنى البشر
- جائزتنا الكبرى هى الحوار المتمدن
- شهود يهوه والتشهير الكنسى المرفوض
- الحوار المتمدن مشروع للحياة
- تدمير الأبداع الإنسانى بأسم الله
- النمو الحضارى والبحث العلمى
- الفضائيات العربية عربية حتى النخاع
- تاريخ الأديان ينفع العقلاء


المزيد.....




- -عيد الدني-.. فيروز تبلغ عامها الـ90
- خبيرة في لغة الجسد تكشف حقيقة علاقة ترامب وماسك
- الكوفية الفلسطينية: حكاية رمز، وتاريخ شعب
- 71 قتيلا -موالين لإيران- بقصف على تدمر السورية نُسب لإسرائيل ...
- 20 ألف كيلومتر بالدراجة يقطعها الألماني إفريتس من أجل المناخ ...
- الدفاع الروسية تعلن تحرير بلدة جديدة في دونيتسك والقضاء على ...
- الكرملين يعلق على تصريح البنتاغون حول تبادل الضربات النووية ...
- روسيا.. اكتشاف جينات في فول الصويا يتم تنشيطها لتقليل خسائر ...
- هيئة بريطانية: حادث على بعد 74 ميلا جنوب غربي عدن
- عشرات القتلى والجرحى بينهم أطفال في قصف إسرائيلي على قطاع غز ...


المزيد.....

- قراءة ماركس لنمط الإنتاج الآسيوي وأشكال الملكية في الهند / زهير الخويلدي
- مشاركة الأحزاب الشيوعية في الحكومة: طريقة لخروج الرأسمالية م ... / دلير زنكنة
- عشتار الفصول:14000 قراءات في اللغة العربية والمسيحيون العرب ... / اسحق قومي
- الديمقراطية الغربية من الداخل / دلير زنكنة
- يسار 2023 .. مواجهة اليمين المتطرف والتضامن مع نضال الشعب ال ... / رشيد غويلب
- من الأوروشيوعية إلى المشاركة في الحكومات البرجوازية / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- تنازلات الراسمالية الأميركية للعمال و الفقراء بسبب وجود الإت ... / دلير زنكنة
- عَمَّا يسمى -المنصة العالمية المناهضة للإمبريالية- و تموضعها ... / الحزب الشيوعي اليوناني
- الازمة المتعددة والتحديات التي تواجه اليسار * / رشيد غويلب


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم - ميشيل نجيب - عبثية الغضب والمعارضة الهزلية