|
تحليل للاحداث واستراتيجيتنا و طرق عملنا فى المرحلة مصر
حسام يوسف
الحوار المتمدن-العدد: 3267 - 2011 / 2 / 4 - 21:40
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
تحليل للاحداث واستراتيجيتنا و طرق عملنا فى المرحلة المخطط العالمى لما يسمى قوى النظام العالمى الجديد تستهدف اضعاف الدول المستقلة فى كل العالم وخلق بؤر سيطرة فى مناطق استراتيجية فى العالم ووسائل ذلك التفكيك هى بشكل اساسى مسائل الاقليات والاختلافات العرقية والدينية التفكيك يستند بشكل كبير ايضا على فك الانتماء الوطنى وهذه النقاط او المحاور للعمل نراها واضحة جلية فى بلادنا حيث وعبر سنوات من العمل وبمساعدة داخلية من اصحاب تحالفات ومصالح خاصة تم اختراق المجتمع شاملا وسائل الاعلام والقوى السياسية و المجتمع المدنى والنظام الحاكم المصرى شاملا مؤسسات الامن القومى المختلفة بعد وبمجهود سنوات من العمل تمت السيطرة على اعصاب الوطن فى كل المجالات واصبح المبدا السائد بالمجتمع هو مبدا انا ودونى الطوفان ومبدا المنفعة الذاتية الضيقة باى شكل كان وضد اى قيم او مبادئ او مصلحة جماعية ولذلك كانت التربة المصرية خصبة لتلقى اى تفكك واى تحلل تحت وقع اى هزة ولو كانت ضعيفة التاثير و العدد ان السيطرة على وخلق طبقة فاسدة من المنتفعين شملت بشكل اساسى طبقة رجال الاعمال الفاسدة والذين مارسوا اشد اشكال الاستغلال والنشاطات الهامشية غير المنتجة والتى لا تراعى اقل مستوى من الصالح العام وصالح باقى طبقات وفئات المجتمع فكان طبيعيا ان تمتلئ تلك الفئات غضبا وحقدا دفينا ينتظر الانفجار وان تفقد ادنى شعور بالحب والانتماء للوطن الذى ظهر جليا انه يقتل فيهم الامل فى حياة كريمة ويظلمهم كل يوم لقد شارك النظام المخترق فى تشديد وتاهيل الظروف تشريعيا وتنفيذيا لتسهيل ذلك المخطط من خلال اعتماده سياسات واستراتيجيات استغلالية قاسية ضاربا عرض الحائط بابسط قواعد المصلحة الوطنية انطلاقا من مسالة التفكيك كانت السياسات الاستغلالية اذن لافقاد المواطنين الانتماء للوطن ونشر ثقافة الانانية والدنائة وقصر النظر ونكران المصلحة العامة وانطلاقا من نفس المخطط كان تاجيج الشعور بالعصبيات الدينية والعرقية والرياضية لتحل محل الانتماء الوطنى والجماعى ولقد شارك النظام المخترق فى تلك السياسة من خلال تعمد الحفاظ على تشريعات ظالمة لفئات دينية محددة وعرقية محددة كالمسيحيين والنوبيين والبدو فى سيناء والقبائل العربية فى غرب مصر فتلك السياسات لم تكن منطلقة من اهمال كما يشاع ولكن من تعمد مخطط اذن فالنظام الحاكم وكذلك الجماعات الدينية من الاطراف المختلفة وكذلك التيارات السياسية المختلفة هى جزء من ذات المخطط لتكوين اطراف متصارعة متناحرة لخلق حالة الانشقاق و التفكك الوطنى وهذا ما يفسر سياسات النظام الظالمة وكذلك سياسات وطرق المتطرفين من الاطراف المختلفة دينيا وعرقيا ورياضيا لتصبح الثقافة السائدة هى الكره والتحزب والصراع ومن هنا يظهر تفسير كيف ان نفس جهات التمويل تمول وترعى الاسلاميين والمسيحيين المتطرفين وكذلك الدولة واجهزتها وايضا المعارضة باطيافها من اقصى اليمين الى اقصى اليسار ويفسر الرفض لكل الحلول المتوازنة بواسطة الجميع دولة ومعارضة فالجميع دولة ومعارضة يشاركون فى نفس المخطط كل فى مكانه وخندقه وهو تعارض يبدو غريبا لكنه منطقى جدا اذا نظرنا للمخطط كبناء لقوى متصارعة متضادة تتصارع لتحقيق الهدف الاصلى وهو خلق بيئة صراع وتفكك وطنى من هنا فالقوى الخارجية دفعت النظام الى سياسات متجاوزة وسلطوية ومستغلة الى اقصى حد ثم دعمت رفض المعارضة لتلك السياسات لتخلق صراع مفتعل يستند الى حقائق هم من دعموها وخلقوها وهنا يتم تفسير كيف ان الدول الخارجية هى نفسها من يدعم فى نفس الوقت النظام ومعارضيه ان مؤسسات التمويل التى تمثل تاريخيا واجهة لاجهزة مخابرات دولية نجدها تعمل فى بلادنا بموافقة ورعاية الدولة وتمول وتدرب برامج حكومية وفى ذات الوقت تمول وتدرب المعارضة هذا الشكل المتعارض شكليا فسرناه من خلال تحليلنا للهدف الاساسى والاستراتيجى وهو خلق صراع وتفكك وطنى وخلق بيئة ملائمة للاضعاف الوطنى وبالتالى المزيد من التدخل الخارجى والسيطرة الخارجية وفى احد المراحل السيطرة المباشرة واحتمال الاحتلال العسكرى على غرار ما تم فى العراق ان تلك الاستراتيجية هى معلنة وهى ما تسمى بالفوضى الخلاقة وبالتالى ان الصراع الحالى الان بين النظام والمعارضة الممولة والمدعومة خارجيا ياتى فى اطار تلك الخطة وبالتالى نحن نقدم التفسير الحقيقى للاحداث التى نراها الان ان خروج تلك الإنتفاضة كان عملا مخططا مفتعلا وليس تحركا شعبيا تلقائيا ذاتيا ولكنه بالطبع اعتمد على الغضب والتراكمات التى تم بنائها على مر الزمن كما شرحنا سابقا ولذلك كانت تلك الاحداث اولا تعتمد على بؤر فى كل مكان دفعت الجموع الغاضبة الى الخروج والتدمير الممنهج فهو اشبه بالانفجار المخطط المتحكم به واستغل ايضا البنية الهشة والسلطوية والمتراخية التى تم بنائها فى انحاء النظام ومؤسساته فكان الانهيار المفاجئ الغريب وبالتالى نحن كقوة وطنية نقف على علم بان كلا الطرفين لا يمثل عمل وطنى ولا شعبى حقيقى ويبقى دورنا هو محاولة خلق توازن وتلاحم وطنى يعمل على تحويل واستثمار الانفجار الشعبى لصالح مكاسب شعبية وطنية على اقصى قدر ممكن ومن هنا كانت دعوتنا لتبنى مطالب اقتصادية واجتماعية فورا وليس فقط مطالب سياسية لان المطالب السياسية فقط تصب بخانة التصارع على السلطة فقط واعتلاء الحكم بواسطة اطراف عميلة ولا تهتم بالمصالح الشعبية والوطنية وظهر جليا من خلال رفض تلك القوى لادراج المطالب الاقتصادية والاجتماعية انها فقط تسعى للسلطة واستمرار نفس الممارسات الاستغلالية ضد الشعب والكادحين وان استخدامهم للكادحين كان فقط استغلال لدهماء يدفعها الحقد والغضب والتمويل وفقدان الرؤية الوطنية والمصلحة العامة ان ذلك التفسير هو ما نفهم فى ضوؤه اصرار النظام على سياسات اعلامية تافهة وتتجاهل ابسط المتغيرات بعد ما حدث ويظهر فى اصرار على تجاهل المحرك الرئيسى للاحداث وهو الظلم الاقتصادى والاجتماعى ويثمثل فى رفض الطرفين نظاما ومعارضة للحلول الحقيقية للازمات الوطنية والشعبية ان الطرفين اذن ماهم الا اطراف فى نفس المخطط وما يحدث ماهو الا تصارع مصالح داخل نفس التكوين العام الواحد والذى ينحاز للاستغلال والانتهازية والسلطوية والدكتاتورية ويستبعد الشعب ومصالحه الجماعية اذن للمواجهة يجب علينا ان نبلور معسكرين المعسكر الاول يضم النظام وقوى المعارضة الممولة والانتهازية والمعسكر الاخر هو القوى الشعبية وممثليها السياسيين من معارضة وطنية
ان دورنا كمعارضة وطنية هو استلام مهامنا كممثل سياسى للشعب والكادحين وتبنى مصالحه الشعبية الاقتصادية كبرنامجنا ومطالبنا ونبلور قواه فى كيان منفصل عن المعسكر الاخر العميل بطرفيه اذن وللبلورة نحن كمعارضة وطنية دورنا هو تبنى مطالب اقتصادية واجتماعية لنكسب القوى الشعبية التى لاممثل سياسى لها حاليا فنكون نحن ممثليها السياسيين وبالتالى نفرض برنامجنا ومطالبنا ونحققها بقوتنا الذاتية وننزع قوة المعارضة العميلة بنزع اقوى اسلحتها وهو الغضب الشعبى لتصبح قوة النظام وقوة المعارضة الممولة هذيلة محدودة فى العملاء والمنتفعين فقط وهى قوة تافهة مضمون هزيمتها
#حسام_يوسف (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
التطوير العمرانى بين الاستغلال و التنمية
-
ماركيز و كويلو
-
تحليل و تقييم لاضراب 6 ابريل
-
تحليل الحراك الحالى بمصر ومقترح لدور القوى السياسي
-
نمط الانتاج الفلاحى الصغير و الاسلام السياسى
المزيد.....
-
ماذا قالت أمريكا عن مقتل الجنرال الروسي المسؤول عن-الحماية ا
...
-
أول رد فعل لوزارة الدفاع الروسية على مقتل قائد قوات الحماية
...
-
مصدران يكشفان لـCNN عن زيارة لمدير CIA إلى قطر بشأن المفاوضا
...
-
مباشر: مجلس الأمن يدعو إلى عملية سياسية شاملة في سوريا بعد ف
...
-
الإدارة الأمريكية توضح جهودها لـ-تهدئة التوترات- بين تركيا و
...
-
عائلات فلسطينية ترفع دعوى على الخارجية الأمريكية بسبب دعمها
...
-
نهاية أسطورة الاستبداد في المنطقة
-
-ذي تلغراف-: الولايات المتحدة قد تنشر أسلحة نووية في بريطاني
...
-
-200 ألف جثة خلال 5 سنوات-.. سائق جرافة يتحدث عن دفن الجثث ب
...
-
وليد اللافي لـ RT: البرلمان الليبي انحاز للمصالح السياسية وا
...
المزيد.....
-
لبنان: أزمة غذاء في ظل الحرب والاستغلال الرأسمالي
/ غسان مكارم
-
إرادة الشعوب ستسقط مشروع الشرق الأوسط الجديد الصهيو- أمريكي-
...
/ محمد حسن خليل
-
المجلد العشرون - دراسات ومقالات- منشورة بين عامي 2023 و 2024
/ غازي الصوراني
-
المجلد الثامن عشر - دراسات ومقالات - منشورة عام 2021
/ غازي الصوراني
-
المجلد السابع عشر - دراسات ومقالات- منشورة عام 2020
/ غازي الصوراني
-
المجلد السادس عشر " دراسات ومقالات" منشورة بين عامي 2015 و
...
/ غازي الصوراني
-
دراسات ومقالات في الفكر والسياسة والاقتصاد والمجتمع - المجلد
...
/ غازي الصوراني
-
تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ
/ غنية ولهي- - - سمية حملاوي
-
دراسة تحليلية نقدية لأزمة منظمة التحرير الفلسطينية
/ سعيد الوجاني
-
، كتاب مذكرات السيد حافظ بين عبقرية الإبداع وتهميش الواقع ال
...
/ ياسر جابر الجمَّال
المزيد.....
|