حميد المصباحي
الحوار المتمدن-العدد: 3266 - 2011 / 2 / 3 - 20:29
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بة المظاهرات المصرية’لم تتحول فجأة إلى ثورة سياسية’فمصر كانت أكثر من غيرها مؤهلة للتغيير،والديمقراطية مند ومن بعيد،لكن الطغاة والمفسدين حولوها إلى تجمع بشري فاقد للأمل،وقلة مستفيدة من كل الثروات،ومتعالية على المصريين وكأنها ليست منهم،لكنها تنعم في خيرات البلد حد النهب والتواطؤ من الخصوم والأعداء،ولأن الشعب المصري الرهيف الإحساس،والأبي والطامح تحمل الكثير حبا لبلده،وتحمل جبروت الطغاة،وحلم بتغير العقليات أو الأجيال،وبقي طامعا في التغيير،فوجيء بفكرة التوريث،وتساءل،كيف يحق لرئيس أن يورث ثروة البلد لابنه،ولم يكتفي بدلك بل يريد تفويت حتى السيادة لابنه على شعب بالتزوير والتخويف،وكأن آل مبارك هم حماة الملة والوطن والبشرية،وكأنهم أوصياء على الشعب المصري،يريدون فرض الحجر عليه،وزادوا على دلك بقانون الطواريء،وأخدوا يملون على الشعب كيفيات التفكير في نفسه وغيره من البشر،خدمة للخصوم والأعداء، متباهين بالحروب التي خاضها مبارك ضد إسرائيل،فليكن،باسم كل هدا لا يحق لأي حاكم أن يورث الشعب لطغمته حتى لو كانت من الأنبياء والصالحين،تمادى مبارك ولا زال يقاتل حتى الآن دون خجل من الجماهير التي تطالبه بالرحيل،فحتى الأنبياء هاجروا قراهم ومدنهم عندما لم يستجب لهم قومهم،بل منهم من خرج بأهله ودعا بالهداية لقومه،رغم علمهم اليقين أنهم على حق،وهدا رئيس دولة يسلح أتباعه ويأمرهم بطرد المحتجين من ميدان التحرير بكل هده الوقاحة،التي لم يشاهد العالم مثيلا لها،إنها السلطة في عالمنا العربي المريضة والفاقدة لأي شعور بالكرامة،فالحاكم عندما يصله صوت شعبه وهو يطالبه بالتنحي،عليه أن يخجل من نفسه ويسحيي،آمرا أتباعه بالرحيل معه،وهم ليسوا إلا طغمة تباع وتشترى كما الأشياء،تصرخ بالدعاء له والهتاف باسمه ،محولة إياه إلى بطل في نظر نفسه والناس،الأبطال لا يقبلون ممارسة الحجر على شعوبهم،ولا يفرضون أنفسهم على شعب رفضهم بصوت واحد وصل صداه إلى كل العالم،ليكتشف الزعيم بالهجوم الأخير على رافضيه،أنه لم يعد رئيس دولة،بل عصابة من اللصوص والمنحرفين وحتى
#حميد_المصباحي (هاشتاغ)
الحوار المتمدن مشروع
تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم
العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم.
ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في
استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي،
انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة
في دعم هذا المشروع.
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟