خصائص النظام في تصميم المنتج الصناعي

قيس والي عباس

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 23:55
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يمثل النظام عمليات تأليف واتساق ضمن بناء شكلي موحد وشامل ذا هدف محدد. وهذا ما يتخذه المصمم الصناعي ركناً اساسياً في العملية التصميمية للمنتجات الصناعية بتنوعها واختلافها. لذا فالنظام يمثل بالنسبة للمصمم وسيلة او عملية اجرائية لانجاز العمل انجازاً متسلسلاً ومنطقياً ينبغي الوصول الى ربط العناصر بعضها ببعض في تشكيل متواصل ليحقق المضمون الفكري المطلوب . فهو ضمن ذلك السياق يعد آلية لتخطيط وترتيب العناصر والاسس ونتائج العلاقات التصميمية. ووفق ذلك فأنه يتضمن عدداً غير محدد من الاجزاء والتي لاتشترك في النظام من خلال خصائصها الاساسية فحسب، بل من خلال قيمها الموضوعية التنظيمية في النظام . اي من خلال تحديد مرتسمات التنظيم الشكلي – الفضائي من بين نتائج تصميم النظام في المنتج الصناعي، لذا فأن الخصائص التي يتمتع بها هي مستمدة من الخواص الطبيعية مثل (الاستمرارية، الدوام، الثبات) . ان من اهم خواص النظام في التصميم هي:
أولا: الانتظامية: هي مجمل عمليات التخطيط والتنظيم في بناء النظام، والذي يعد احد الخواص التي تميز النظام لذا فان اي نظام تصميمي ينبغي لعناصره ان تكون ضرورية ومرتبطة بشكل جاد بشرطيات الوظائف والاهداف، ضمن طريقة عمل تنظيمية. ان ما يحكم عمليات الانتظام هو التسلسلية كل حسب موقعه واهميته في الفضاء التصميمي، لذلك فأن من الضرورة ذكر الشروط التي تحدد ذلك ومنها (التكرار، التشابه، الترتيب، التناظر، التساوي) . وهذه الشروط واجبة الحضور في تلك العمليات، فالمصمم يتبع التكرار وغيره لاعطاء الفضاء التصميمي والوحدات الشاغلة له تنظيماً شكلياً – فضائياً مؤثراً في المتلقي. من جانب آخر فأن الانتظام بحد ذاته يمثل التكوين الشامل اي احداث الوحدة والتكامل بين العناصر المختلفة للعمل من خلال عمليات التنظيم . اي ان الناتج التكويني لابد له من توفر التكامل بين وحداته التصميمية كافة وصولاً الى تحقيق افضل التنظيمات ووفق انسجام وتوافق متماسك. ذلك لان الاشكال المنتظمة تربط اجزائها ترابطاً منتظماً لذا فهي توصف بالاستقرار والثبات، والتناظر حول محور واحد او اكثر اذ ان الانتظامية هي التي تحدد قابلية النظام على التنظيم والترتيب للاجزاء. أما الاشكال غير المنتظمة تكون اجزائها ذات طبيعة متباينة وتكون اكثر ديناميكية وحركة . وبناءاً على ما تقدم فان طرق التخطيط المتبعة في تأسيس النظام واجراءات التنظيم هي عملية مترابطة مع بعضها، على الرغم من تباين الاساليب التصميمية في المنتجات الصناعية (اجهزة، أثاث، أدوات) لكن الاسس التنظيمية وعلاقاتها تبقى واحدة مع ذلك التعدد الشكلي لتحقيق الهدف التصميمي.
ثانياً: الوحدة: تمثل احدى الخصائص المهمة للنظام وهي تعني الموازنة التي تجعل كل عنصر في المنجز التصميمي ضروري الى الحد الذي لاتستطيع معه ان تحذف اي منها. ان تحقيق الوحدة في العمل االتصميمي يتطلب التركيز على على نوع محدد من الخطوط والاشكال او اتجاه معين او ملمس وهكذا . كما يمكن تحقيقها من خلال النسق التنظيمي لمجموعة العناصر الشكلية المتنوعة ووفقاً لمظاهر وعلاقات مختلفة متمثلة بالاسس او المبادىء التصميمية، اذ تنتظم العناصر كالشكل واللون والملمس والنسبة والتناسب والقيمة والاتجاه والخط، بعلاقات مظهرية متوازنة متناغمة تناسبية على الصعيد البنائي (التطابق، التشابه، التنافر) او التنظيمي (التماس، التراكب، التقاطع) فتتطور بذلك المبادىء التصميمية تنظيمياً وكمياً ونوعياً في جميع العناصر المشاركة في المنجز التصميمي تعبيراً عن الوحدة . ولا تقتصر الوحدة على تجميع عناصر محددة في كل منسجم وانما تعني وحدة الفكر والشكل والاسلوب، وجميع هذه الاركان تساعد على وحدة المنجز التصميمي. وتنشأ الوحدة نتيجة الاحساس بالكمال، حيث ينبعث هذا الاحساس من خلال الاتساق بين الاجزاء، والمقصود بالوحدة في المنجز التصميمي انه يحتوي على نظام خاص من العلاقات حيث تترابط اجزاءه كي نتمكن من ادراكه من خلال وحدته في نظام متسق ومتآلف يخضع معه كل التفاصيل لمنهج واحد. فالوحدة تعني نجاح المصمم الصناعي في تحقيق:
1. علاقة الجزء بالجزء: وتعني علاقة العنصر البنائي مع عنصر آخر كالخط واللون والاتجاه والملمس والشكل والقيمة اللونية والحجم، اما العلاقات فهي تلك الروابط التي تجمع الاجزاء التصميمية مع بعضها البعض التي يتوجب ان يكون كل عنصر فيها متآلفاً مع الاخر لخلق الاحساس بالترابط المستمر ما بين تلك العناصر.
2. علاقة الجزء بالكل: وتشمل العلاقة المتحققة بين كل عنصر من عناصر التصميم مع الكل النهائي للمنتج الصناعي الذي يفترض ان يتسم بالاتساق والانسجام فعدم تدعيم تلك العلاقة قد يفقد المنتج وحدته التصميمية .
وهنالك عدد من الوسائل التي تحقق الوحدة ضمن المنتج الصناعي وتتمثل فيما يأتي:
1. تعمل الخطوط على تجميع العناصر البنائية لتشكيل كل يجمع بين الاجزاء.
2. ان وضع الوحدات البنائية المتباعدة بشكل منتظم واشكال مألوفة كالدوائر والمثلثات وغيرها يخفف من الاحساس بالتفكك.
3. من العوامل التي تتميز بالقدرة على التجميع و خلق الاحساس بالوحدة، التقارب بين الكتل، التلامس، التراكب، التداخل، التشابك.
4. تتحقق الوحدة من خلال الاحساس بانتماء بعض الاجزاء الى بعضها او تبعية بعض العناصر التصميمية لبعضها عن طريق التماثل سواء في الحجم او اللون او الحركة او الاتجاه .
ان الوحدة هي من اكثر الخصائص اهمية على الرغم من ضرورة اعتبار كل عنصر وحدة منفصلة تتنافس للحصول على الاهمية الا ان التصميم القوي يجب ان يبدو كترتيب واحد ولاجل منع التصميم من التفكك والضعف، تؤدي الوحدة بوصفها عامل ربط للعناصر مع بعضها من خلال التنسيق المتكامل، هذا وان للوحدة في التصميم متطلبات عدة تقع ضمن محورين اساسيين هما:
1. وحدة الفكرة
2. وحدة الاسلوب .
ان الفكر يعطي للمادة الشكل والتكوين، ومكونا التصميم مضافاً الحركة والاتجاه والمعنى للمادة، فضلاً عن ان الفكرة هي التي تحفز المصمم على الانجاز التصميمي، اذ من خلال استخدام العناصر الداخلة في العملية التصميمية بشكل تكاملي والتي تخضع لنظام واحد في معالجة الشكل واللون والحركة ...الخ داخل الهيئة المصممة، وللوحدة انماط متعددة تختلف باختلاف التصميم او تتعدد ضمن التصميم الواحد . ذلك ان كل تصميم يشمل على عدد من الصفات اللونية والشكلية والملمسية.. الخ، وان ناتج كم كل مجموعة صفاتية تشكل وحدة قائمة بحد ذاتها، لذا تعد الوحدة احدى علاقات المفردات التنظيمية . ويفترض ان يكون ناتج محصلة هذه العلاقات هو التصميم الواحد ذو المظهرية الواحدة ومن هنا يكون معنى التوحيد في وحدة كلية، وتتصف بنوعين هما:
1. الوحدة الثابته: لايصدر منها اي جهد حركي للشكل او الهيئة المصممة وهي تظهر في تكوينات لهيئات نمونة من اشكال هندسية منتظمة كالمربع والدائرة والمثلث.. وغيرها.
2. الوحدة المتحركة: تحوي ديناميكية حركية فعالة متخذه اشكالاً متعددة، تخضع لانظمة بناء محكمة على وفق علاقات تراكبية للاشكال والعناصر كافة الداخلة في العملية التصميمية .
وعليه تظهر الوحدة من خلال العلاقات والصفات المظهرية والتي يمكن ان تدخل ضمن التصميم الواحد، وهذه التعددية تحدث نوعاً من التنوع في التصميم جراء توحيد المتضادات والمتشابهات فضلاً عن الانسجام من اجل توليف ايقاعي موحد، فالمصمم الجيد هو الذي باستطاعته التوليف بين هذه العلاقات لاحداث وحدة متكاملة شاملة للهيئة. لذا فان من الضرورة وحدة اجزاء المنتج الصناعي وتآلفه وتماسكه هذا مع تنوع في كافة العناصر الموظفة فيه من حيث اتجاهاتها والوانها واحجامها لابعاد الرتابة الشكلية وخلق الحيوية على كافة اجزاء التصميم التي تظهر منسجمة مع الوحدة العامة للمنتج بحيث لاتطغى وحدته على تنوعه ولا تنوعه على وحدته.

ثالثاً:الهندسية: في هذا المجال تطرح الهندسية كخاصية مهمة من خصائص النظام في التصميم وتتجسد من خلال توزيع المحاور والتقسيمات الفضائية والاخراج النهائي للنظام الشكلي للمنتج الصناعي .
مما تقدم يتضح ان للنظام في التصميم الصناعي خصوصية ترتبط بشكل رئيسي بالتعالق الحاصل بين هذه الانتظامية والوحدة والهندسية والتي هي بحد ذاتها تتأسس بعضها على بعض، ان النظام في التصميم ينبغي ان يكون متماسكاً يعبر عن الانسجام والتناسق والتجانس حيث ان تحقيق ذلك في المنتج الصناعي يجعل المتلقي يستلم المنتج كنظام شكلي واحد، هذا اذا ما وضع كل عنصر ضمن تحقيق انشائي واضح ومنظم.

#قيس_والي_عباس (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات