|
يا شباب مصر لا تتوقّفوا!
سيد القمني
الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 21:26
المحور:
العلمانية، الدين السياسي ونقد الفكر الديني
بيان من سيد القمني إلى شباب الغضب وأحرار العالم
ظلت مصر أسيرة خيارين أحلاهما مر، إما النظام الحاكم الإستبدادي الفاسد ، و إما الإخوان المسلمين و أذرعهم من جماعات شتى، و كانت تقديرات المفكرين للزمن المطلوب لإجراء التغيير المنشود تتراوح مع التفاؤل إلى عشرة أعوام و مع التشاؤم إلى خمسين عاما ، بعدما أدى النظام الحاكم إلى إنهيار منظومة المجتمع القيمية بالكامل ، حتى أصبح البحث عن طرف الخيط من أين يبدأ الإصلاح هو أحد الألغاز الكبرى . لكن مصر عادت لتثبت في أيام أنها دائما أم العجايب ، و أثبت شبابها مدى وعيهم و قدرتهم على الفعل و تفانيهم من أجل كرامتهم و كرامة وطنهم إلى حد الموت ، و أنهم قادرون عل التغيير اليوم و ليس غدا. و أثبتوا قدرتهم التظيمية ووعيهم و فدائيتهم أمام عسكر الداخلية التي تحولت من وزارة محترمة كانت تقف مع شعبها ضد المستعمر ،إلى وزارة للمجرمين و المرتشين و البلطجية و الخارجين على القانون في ظل نظام فاسد حتى النخاع بدلا عن حماية القانون ( باستثناء قلة من الشرفاء بهذه الوزارة البائسة وهم الأقل حظا والأكثر معاناة ) . بعد قرار نزول الجيش إلى الشارع قرر المجرم بجدارة حبيب العدلي أن يسحب قوات الداخلية من الشارع حتى يضع الشارع في حالة تصام مع جيشه ، و لم يكتفي بذلك بل أطلق رجاله للنهب و السلب ، و فعل ما سبق أن فعله رفيقه في الدموية صدام حسين عندما أطلق عتاة المجرمين إلى الشوارع قبل سقوطه بساعات ، و ذلك بقصد أن يتراجع الشارع عن ثورة الغضب مفضلا السلام تحت حكم الطاغية على حالة الإنفلات الأمني المروع التي دبر لها رأس النظام و زبانيته بتخطيط و برمجة واضحة . و أحبط الشباب المحاولة و تمكن من إجراء حالة تصالحية مع الجيش الذي لم يحدد موقفه حتى الآن : هل هو مع ثورة الشعب ضد النظام الإستبدادي الفاسد أم أنه ما زال يحرس الإستبداد و الفساد ؟ على جيش مصر أن يحسم موقفه الآن بإزاحة الطاغية قبل نهر الدم الآتي. و قام شعب مصر العظيم بتنظيم شئون البلاد بعفوية و إخلاص نادر، و شكلوا بأجسادهم العارية من أي سلاح حراسات للمنشآت العامة و الخاصة أمام الإجرام المسلح المنفلت ، و قاموا بتنظيم حركة المرور و السير في الميادين و الشوارع مع هتافاتهم للجيش ليحسم موقفه . الإخوان المسلمون كعادتهم لم بنزلوا إلى الشارع إلا عندما نجحت ثورة الغضب و أعلنوا على الفضائيات أنهم أصحابها ، و القسوس نصحوا المسيحيين بعدم المشاركة فكان أن رفضهم الشباب المسيحي و نزلوا إلى الشارع يشاركون أهلهم في الوطن ثورة الغضب ، و ما كان أروع و أجمل مشهد بولس و جرجس و بطرس و هم يلتفون حول المصلين المسلمين لحمايتهم في ميدان التحرير مسجلين ازدرائهم لكل من حاول ثنيهم من ورثة التاريخ الجبان الذي لا زال يفضل دفع الجزية من كرامته و هو تحت النعال . و الآن فقط يظهر زعماء أحزاب المعارضه الهزلية ليعقدوا الإجتماعات لسلب شباب الغضب مكاسبهم و دماء شهدائهم ، لذلك أهيب بشباب مصر ألا يسمحوا لأي من الوجوه الحزبية المعروفة أو أصحاب الشعارات الدينية أن يسلبوهم ثورتهم ، و أن يقوم هؤلاء الشباب بتشكيل لجنه من عشر شخصيات محترمة لم يسبق لأحدهم الإنتماء إلى حزب أو جماعة و يعرفون بوطنيتهم و ليبيراليتهم و علمهم و إخلاصهم و نظافة أيديهم ، و ربما كان ترشيح أحمد زويل مع محمد البرادعي وفاروق الباز على رأس هذه المجموعة مع أساتذة القانون و السياسة و العلوم هم الأنسب لتشكيل هذه اللجنة كهيئة مؤقتة لإدارة شؤن الوطن، على أن تقوم هذه اللجنة بوضع الخطط لدستور مدني جديد يليق بكرامة بلد كمصر ، و إعادة الأمن و الإستقرار بنظام ديمقراطي حر ، و ألا يبأس الشباب الآن على من فر من مصر بأموالهم من عتاة المجرمين و الطغاة فالحساب قادم و لن يفلت مجرم من عقاب . اليوم أطلق نيرون مصر زبانيتة وحلفه من البلطجية وفسدة الداخلية للاعتداء الوحشي المنظم ضد زهور مصر من شباب ثورة سلمية حضارية رائعة نادرة المثال ، لذلك أهيب بكل أحرار العالم الوقوف الى جوار شعب مصر العظيم وبخاصة العرب منهم لأنها ثورتهم جميعا . ان الطاغية بعد أن خربها يصر على استمرار الجلوس على أنفاسها حتى لو كانت تلا من الخراب ، لأنه يعلم حجم المظالم التي ارتكبها في حق شعبه وحجم النهب والسرقات التي استنزفها مع عصابته المافيوية ويخشى يوم الحساب وكشف المستور من الفساد الذي لم يسبق لبلد أن عرفه . لكل ثورة تضحياتها وثمنها الذي هو ضريبة دفعتها كل الشعوب التي تتمتع الآن بالعزة والكرامة ، وان اي تراجع أمام نيرون يعني أنه سيمارس انتقاما وحشيا ضد كل من شارك في ثورة الغضب المجيدة ، وعلى بقية شباب وشيوخ ونساء مصر ان ينزلوا الآن لحصار البلطجية والقتلة ونصرة ابنائهم واشقائهم في ميدان التحرير لتحاصروهم بينكم وبين المعتصمين في التحرير . يا شباب مصر العظيم لا تتوقفوا و لا تهنوا حتى تسقطوا النظام القديم برمته إلى مزبلة التاريخ . المهم الآن تشكيل الللجنة المطلوبة بسرعة لإستعادة النظام و الأمن و اسقاط الطاغية . وليغادر مبارك الى أشقائه في البلاد المقدسة التي أصبحت موئلا لكل جبار أثيم عتل بعد ذلك زنيم ، منذ إمام اليمن البدر مرورا بعيدي أمين وليس انتهاء بزين الفاسدين يا شباب مصر هذا وطنكم و تلك ثورتكم فلا تفرطوا فيها لحساب تجار السياسة أو تجار الدين لأنكم أنتم أصحابها و أنتم من دفع من دمه فدائها ، و آن لكم أن تصنعوا لمصر مستقبلا يليق بكم و بها . إن العالم كله الآن ينصت ، و التاريج يمسك بريشته يرهف السمع لكم ، ليسجل لكم المجد و الفخار و العزة و أنتم تصنعون وطنا عزيزا تعيشون فيه كراما.
#سيد_القمني (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟
رأيكم مهم للجميع
- شارك في الحوار
والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة
التعليقات من خلال
الموقع نرجو النقر
على - تعليقات الحوار
المتمدن -
|
|
|
نسخة قابلة للطباعة
|
ارسل هذا الموضوع الى صديق
|
حفظ - ورد
|
حفظ
|
بحث
|
إضافة إلى المفضلة
|
للاتصال بالكاتب-ة
عدد الموضوعات المقروءة في الموقع الى الان : 4,294,967,295
|
-
العار
-
اما أتاتورك أو جودو
-
أغلقوا مفارخ الإرهاب
-
الفتوى آلية تقنين بدائية
-
اعلان من سيد القمني لكل من يهمه الأمر
-
الإرهاب نظريا وقدسيا
-
عقلهم .. ونقلنا
-
الاستبداد الشرقي فقيه نموذجي
-
هل عرف النبى والصحابة شعار الإسلام هو الحل ؟
-
أنا و الاخوان
-
هل الإسلام هو سر تخلف المسلمين؟
-
عار علينا أن نكون همج القرن الحادي والعشرين
-
أولاد الأبالسة
-
تسونامي : يد الله الباطشة ؟!
-
نحن ميراث العرب
-
نحن مازلنا قرودا؟!
-
الدين الرسمي والإسلام الأصلي
-
قانون روما وقانوننا
-
لقد عادوا بنا للعصر الحجري
-
الاستبداد بمساندة السماء
المزيد.....
-
دراسة: السلوك المتقلب للمدير يقوض الروح المعنوية لدى موظفيه
...
-
في ظل تزايد التوتر المذهبي والديني ..هجوم يودي بحياة 14 شخصا
...
-
المقاومة الاسلامية بلبنان تستهدف قاعدة حيفا البحرية وتصيب اه
...
-
عشرات المستوطنين يقتحمون المسجد الأقصى
-
مستعمرون ينشرون صورة تُحاكي إقامة الهيكل على أنقاض المسجد ال
...
-
الإعلام العبري: المهم أن نتذكر أن السيسي هو نفس الجنرال الذي
...
-
ثبتها فوراً لأطفالك.. تردد قناة طيور الجنة 2024 على نايل سات
...
-
الجنائية الدولية تسجن قياديا سابقا في أنصار الدين بمالي
-
نزع سلاح حزب الله والتوترات الطائفية في لبنان.. شاهد ما قاله
...
-
الدعم الأميركي لكيان الاحتلال في مواجهة المقاومة الإسلامية
المزيد.....
-
مأساة العرب: من حزب البعث العربي إلى حزب الله الإسلامي
/ حميد زناز
-
العنف والحرية في الإسلام
/ محمد الهلالي وحنان قصبي
-
هذه حياة لا تليق بالبشر .. تحرروا
/ محمد حسين يونس
-
المرحومة نهى محمود سالم: لماذا خلعت الحجاب؟ لأنه لا يوجد جبر
...
/ سامي الذيب
-
مقالة الفكر السياسي الإسلامي من عصر النهضة إلى ثورات الربيع
...
/ فارس إيغو
-
الكراس كتاب ما بعد القرآن
/ محمد علي صاحبُ الكراس
-
المسيحية بين الرومان والعرب
/ عيسى بن ضيف الله حداد
-
( ماهية الدولة الاسلامية ) الكتاب كاملا
/ أحمد صبحى منصور
-
كتاب الحداثة و القرآن للباحث سعيد ناشيد
/ جدو دبريل
-
الأبحاث الحديثة تحرج السردية والموروث الإسلاميين كراس 5
/ جدو جبريل
المزيد.....
|