أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مبروك الحكومة الجديدة















المزيد.....

مبروك الحكومة الجديدة


جهاد علاونه

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 20:15
المحور: كتابات ساخرة
    


لو فكرت الآن بكتابة قصيدة شعرية أمدحُ بها رئيس الحكومة الأردنية الجديدة موديل 2011م فإن الحكومة حتما ستستقيل قبل أن أنهي كتابة قصيدتي, طبعا هذا ليس لأنني بطيء في الكتابة ولكن لأن الحكومة سريعة الاستقالة مثلها مثل المواد السريعة الاشتعال والانطفاء, وأنا أعتقد بأنني أسرع كاتب وأسرع قارئ عداء في العالم ولكن حظي هو أن الحكومة تستقيل قبل حتى أن أتعرف على وزير الثقافة فيها وقبل أن أتمكن من أن أقول له (شو بدي ) وبعض الحكومات نادرة الوجود مثلها مثل الأحجار الكريمة, وبعض الحكومات مثلها مثل أي شريط كاسيت ينتشر بسرعة ويموت بسرعة , فبعض الحكومات تُطرب الشعوب والشعوب يطربون لها ولا نستطيع نسيانها, وبعض الحكومات مثل الأغاني التي إن غابت عنا لحظة فإننا ننساها بسرعة جدا ورئيس الحكومة في الأردن مثله مثل الأغنية الجديدة التي تنزل بسرعة وتكسر السوق وتنتشر بسرعة ..وأعضاء الحكومة الذين مع الرئيس يشبهون الكليب الجديد لأي مطرب أو مطربة حيث ينزل الكاسيت بسرعة فيكسّر السوق وبعد ذلك ينتهي الحديث عنه ولا أحد يحب سماعه وكل الناس تنسى اسمه وأسم الأغنية وكذلك بعد مضي أقل من شهر على استقالة رئيس الحكومة في الأردن أتحدى كل وسائل الإعلام لو عملت مسحا لتسأل به الشعب الأردني عن اسم رئيس الحكومة الماضي؟ فإنهم حتما لن يعرفوه وسينسونه كما نسوا الأغنية الجديدة التي حطمت السوق قبل قليل .

و نحن كشعب أردني نشبه الزبائن الذين يجلسون في محطة نقل سكك حديدية قيطارات أو باصات حيث يجلس الجميع بصورة مؤدبة وهم ينظرون للقيطارات التي تأتي وتذهب.. وتذهب وتأتي, والجمهور جالس ينتظر موعد الباص الذي ينقله حيث يريد أن يذهب, وكذلك الشعب الأردني ينظر في شاشة التلفاز وهو يراقب الشريط الإخباري عن رئيس حكومة ذهب ورئيس حكومة أتى, ورئيس حكومة استقال ورئيس حكومة بدأ مشوار الألف ميل بخطوة واحدة كلها حماس لإتمام مسيرة الألف ميل وبعد أقل من خطوتين نجده يستقيل ويذهب إلى البيت قبل أن يقطع مترا واحدا من مشواره ليمارس حياة طبيعية مع أولاده , ورئيس حكومة أُقيل ورئيس حكومة مات, ورئيس حكومة عاد من جديد ورئيس حكومة ذهب مرة أخرى إلى غير رجعة, وكذلك ننظر في التلفاز وإلى نشرات الأخبار عن رئيس حكومة أصبح عينا ورئيس حكومة عاد نائبا, أو رئيس حكومة تعب من كثرة المشاوير على رئاسة الوزراء فاستعان بابنه لتشكيل الوزارة الجديدة المكلف بها, وفي النهاية أصبحت الأردن دولة المعالي رقم واحد في العالم حيث يحمل غالبية الشعب أو المواطنين لقب معالي فأينما ذهبت في الأردن بأي طريق أو بأي اتجاه إذ لا بد وأن يصادفك واحد معالي أو واحد (دولة رئيس وزراء) حتى أنني أشاهدهم في الأسواق كما أشاهد البضائع المعروضة, وأخشى أن يجلس مواطن أردني في يوم من الأيام على القهوة في سوق شعبي ليطلب من النادل واحد شاي مع واحد معالي وزير ..وعدد مستشاري الحكومة في الأردن هو تقريبا عشرة أضعاف مستشاري البيت الأبيض والنتيجة طبعا ولا شيء فقط ذهبت وزارة عشيرة أو قبيلة المجالي لتخلفها قبيلة الكباريتي وذهبت دولة أو عشيرة وقبيلة الكباريتي لترثها قبيلة بدران أو عائلة بدران, ويبدو أن اختيار الوزراء في الأردن هو مثل اختيار وزارة الثقافة وأمانة عمان للكتب التي ستنشرها هذا العام فيبدو أن المسألة مزاجية وعشوائية ولا تستند لا إلى رؤى منهجية ولا إلى تقارير علمية ولا إلى خطط بدليل أن أي رئيس حكومة يغادر رئاسة الوزراء قبل أن يحفظ اسم سكرتيرته أو رئيس ديوانه .


وتحديث الوزارات في الأردن وتطوير الحكومات يشبه إلى حد قريب تطوير المنتخب الوطني لكرة القدم حين يطرد الاتحاد مدربا ليأت بمدرب آخر وغالبا ما يعاد إلى الحلبة أو الملعب المدرب القديم الذي ندمنا على أيامه وحلاوة أيامه وطعامة أيامه مثلما ندمنا على حكومة البخيت التي على أيامها نزل سعر كيلو الدجاج إلى ما دون الدينار الأردني بفضل مرض انفلونزا الطيور الذي ذهب بخت الشعب به مع ذهاب البخيت ولكن ها هو البخيت اليوم يعود إلينا ليأتينا إنشاء ألله بأحلى انفلونزا للطيور, طبعا النتيجة في المنتخب الوطني خلال عملية التطوير معروفة لنا جميعا فدائما الفريق يخسر برمته بعد أن ننفق عليه من جيوب المواطنين الغلابه الألوف المؤلفة فينهزم ويخسر عن بكرة أبيه كل البطولات التي خطط لها وتدرب عليها وعلى النصر عليها, وفي نهاية كل متش لعبه المنتخب نجد أن هتافات الجمهور كلها قد راحت مثل (ال....ط على البلاط) وكذلك هتافات الشعب الأردني ستكون في النهاية مثل الجمهور الذي هتف على المدرجات, أو مثل التي رقصت على السلّم أو مثل التي رقصت بالعتمة لا الذين فوق رأوها ولا الذين تحت عرفوها وفي نهاية الحفلة كانت الراقصة بلا أحد من الممكن أن نقول عنه بأنه مات إعجابا بها أو داخ السبع دوخات وهو متيم بها.


وأذكر بأن (معروف البخيت) كان قد شكل في الأردن لأول مرة الحكومة رقم (90) منذ تأسيس إمارة شرق الأردن 1921-2006م والمعادلة كانت إقالة حكومة بدران وتشكيل حكومة البخيت + استقالة حكومة البخيت لكي تكون النتيجة حكومة نادر الذهبي, الذهبية جدا, الذي رأينا على زمنه عصرا ذهبيا مليئا بأخطاء البورصة والمتاجرين بالبورصة وبدماء الشعب الأردني الذي يشبه مزرعة الدواجن أو قطيع من الغنم.

أنا لا أدري لماذا تحل الحكومات في الأردن وتتشكل حكومات جديدة , أنا نفسي أفهم هذه الظاهرة مع أنني قادر على تفسير قصة الانفجار الكوني الكبير الذي حدث منذ ملايين السنين , ولكن تشكيل الحكومات في الأردن وحلها هذا ما لا أفهمه على الإطلاق وأعتقد بأن عدد الحكومات التي تشكلت في الأردن أكثر بكثير من عدد الحكومات التي تشكلت في اليابان علما أن اليابان بدأ مشواره بعد الأردن بعشرين عام, فأول حكومة أردنية كانت سنة 1921, وأول ثورة كانت (الثورة العربية الكبرى ) بزعامة الشريف حسين بن علي واليابان أول حكومة له بعد الحرب الذرية عليه كانت سنة 1942م ومع ذلك حقق اليابان ما لم يحققه أو تحققه كل الحكومات العربية , ودائما ما نضع اللوم على إسرائيل بأنها هي التي تقف سدا مانعا في وجه النهضة العربية ولو كان باستطاعتنا حل حكومة الليكود وتشكيل حكومة غير إإتلافية في إسرائيل لفعلنا ذلك منذ الصباح ولأنهينا المشكلة, ولكن هل صحيح أن إسرائيل عدوة لنا؟



#جهاد_علاونه (هاشتاغ)      



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- المساعدات الأمريكية
- أكثر شخصية مكروهة في الوطن العربي
- من يسقط النظام؟
- مخلوق للكتابة
- من يحمينا؟
- المحبة تُغير شكلي
- هل تحبني حبيبتي؟
- شرف المهنة
- عُقدة التفوق
- الخطية
- من أجل كيلو طحين
- سياسة الرفع
- الاختبار الصعب
- هل أحرق نفسي؟
- انتفاضة البسطات
- وأنا المسئول
- الكرسي المسحور
- الصورة الحقيقية
- أحلامي في اليقظة
- قصة حب بوليسية


المزيد.....




- الموصل تحتضن مهرجان بابلون للأفلام الوثائقية للمرة الثانية
- متى وكيف يبدأ تعليم أطفالك فنون الطهي؟
- فنان أمريكي شهير يكشف عن مثليته الجنسية
- موسكو.. انطلاق أيام الثقافة البحرينية
- مسلسل الطائر الرفراف الحلقة 84 مترجمة بجودة عالية قصة عشق
- إبراهيم نصر الله: عمر الرجال أطول من الإمبراطوريات
- الفلسطينية لينا خلف تفاحة تفوز بجائزة الكتاب الوطني للشعر
- يفوز بيرسيفال إيفرت بجائزة الكتاب الوطني للرواية
- معروف الدواليبي.. الشيخ الأحمر الذي لا يحب العسكر ولا يحبه ا ...
- نائب أوكراني يكشف مسرحية زيلينسكي الفاشلة أمام البرلمان بعد ...


المزيد.....

- فوقوا بقى .. الخرافات بالهبل والعبيط / سامى لبيب
- وَيُسَمُّوْنَهَا «كورُونا»، وَيُسَمُّوْنَهُ «كورُونا» (3-4) ... / غياث المرزوق
- التقنية والحداثة من منظور مدرسة فرانكفو رت / محمد فشفاشي
- سَلَامُ ليَـــــالِيك / مزوار محمد سعيد
- سور الأزبكية : مقامة أدبية / ماجد هاشم كيلاني
- مقامات الكيلاني / ماجد هاشم كيلاني
- االمجد للأرانب : إشارات الإغراء بالثقافة العربية والإرهاب / سامي عبدالعال
- تخاريف / أيمن زهري
- البنطلون لأ / خالد ابوعليو
- مشاركة المرأة العراقية في سوق العمل / نبيل جعفر عبد الرضا و مروة عبد الرحيم


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - كتابات ساخرة - جهاد علاونه - مبروك الحكومة الجديدة