أخبار عامة - وكالة أنباء المرأة - اخبار الأدب والفن - وكالة أنباء اليسار - وكالة أنباء العلمانية - وكالة أنباء العمال - وكالة أنباء حقوق الإنسان - اخبار الرياضة - اخبار الاقتصاد - اخبار الطب والعلوم
إذا لديكم مشاكل تقنية في تصفح الحوار المتمدن نرجو النقر هنا لاستخدام الموقع البديل

الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - أحزاب الفقاعات














المزيد.....

أحزاب الفقاعات


محمد أبوعبيد

الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 10:46
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    


صحيح أن بعض الدول العربية أضحى يعج بالأحزاب السياسية، وبعضها ما زال وجودها منعدماً ، لكن يبدو أن وجود هذه الأحزاب وانعدامها عند العرب سواء . ولعل من نافلة القول إن ظاهرة الحزب طارئة على العرب إلا القليل منهم ، لذلك لا يتخطى تعريف الحزب العربي أكثر من كونه تجمعاً لأفراد بأمانة عامة شكلية ،"ومشكلجية" ولجان للزينة لا أكثر ، والأهم بلغويين يصوغون البيانات والخطابات المزمجرة والمحفزة لأدرينالين الناس العاطفيين ، وتتمادى في خطاباتها بالقدر المسموح لها فلا تختلف عن بطاقة الاتصال المدفوعة مسبقا، حيث يمكن الحديث بوساطتها هاتفياً بقدر المبلغ المدفوع .
ما حدث في تونس ثم مصر كان بتدبير شباب عودهم نضر وقد يجنح الكثير نحو التركيز على مسألة ثورة الشباب على الفقر والحرمان والبطالة وقمع الحريات وبالتالي انقشاع الغيوم المجمِّلة عن فشل الحكومات في التعامل مع هذه المسائل التي في الدول المتحضرة تقض مضاجع المسؤولين وتقلق بالهم كي لا تمسي وبالاً عليهم .

لكن من زاوية أخرى، فإنها أحداث جسيمة أثبت فشل الأحزاب في تحقيق ولو النزر اليسير مما يطمح إليه شباب العرب .

على مدى عقود هذه الأحزاب ، أو على مدى سنوات وجود بعضها كونها حديثة ، أثبت تلك الأحزاب بغالبيتها ، إن لم يكن جلها ، أنها لا تسعى إلا لتسلق سدات الحكم وباعتراش الكراسي من خلال افتراش المآسي ، فهي تتصيد للحكومات أخطاءها وفشلها في بعض المناحي ، أو كثير منها ، وقلما تأتي بالبديل . والأنكى من ذلك أن هذه الأحزاب إذا وصلت للسلطة ، بغض النظر عن الطرائق ، فإنها تعيد سيرة الحكومة الراحلة كرها أو طوعا ، وهيهات أن ترحل حكومة طوعاً في العالم العربي . وقد يكون جرم الحزب أو الأحزاب المشَكّلة للحكومة الجديدة أعظم باعتبار أنها تمارس ما كانت تنهى عنه وتشجبه في زمن الحكومة التي سبقت .

في ظل ظاهرة " الأحزابجية" ، يبدو أن الشباب تبين له خيط الأحزاب الأبيض من الأسود ، أو لنعطيهم حقهم ، هم الذين استنبطوا ذاك الخيط من ضده ، فتولوا دفة الأمور بأنفسهم ، وبمنابر حديثة باعتبارهم جيل التكنولوجيا وثورة الإتصال والتواصل ، بعيدا عن المنصات والميكروفونات والحبال الصوتية والديباجات اللغوية ، فاختصر الفيسبوك واليوتيوب وتويتر وغيرها السنوات التي قضتها قيادات الماضي في إعداد ثوراتها وتعبئة مناصريها ، إلى أيام معدودات .

المضحك ، والمثير للسخرية ، هو اعتلاء الكثير من الأحزاب موجات غضب الشباب لمجرد ظهور بوادر على حدوث تغيير ، حتى تظهر وكأنها طواحين الهواء التي هبت رياح التغيير بفعلها ،وكأنها تريد المناصب بأطباق جاهزة . لذلك لا يحق للحزبيين أن يزايدوا على حكوماتهم وهم في الإخفاق شرق ٌ ، فاستقيلوا يا قادة الأحزاب قبل الوزراء ورئيسهم . فهذا عصر الشباب الذين أظهركثير منهم وعياً ، ودحضوا نظرية أن جيل اليوم كله جيل ستار أكاديمي والليدي غاغا .



#محمد_أبوعبيد (هاشتاغ)      



الحوار المتمدن مشروع تطوعي مستقل يسعى لنشر قيم الحرية، العدالة الاجتماعية، والمساواة في العالم العربي. ولضمان استمراره واستقلاليته، يعتمد بشكل كامل على دعمكم. ساهم/ي معنا! بدعمكم بمبلغ 10 دولارات سنويًا أو أكثر حسب إمكانياتكم، تساهمون في استمرار هذا المنبر الحر والمستقل، ليبقى صوتًا قويًا للفكر اليساري والتقدمي، انقر هنا للاطلاع على معلومات التحويل والمشاركة في دعم هذا المشروع.
 



اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل
حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين


كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على: الفيسبوك التويتر اليوتيوب RSS الانستغرام لينكدإن تيلكرام بنترست تمبلر بلوكر فليبورد الموبايل



رأيكم مهم للجميع - شارك في الحوار والتعليق على الموضوع
للاطلاع وإضافة التعليقات من خلال الموقع نرجو النقر على - تعليقات الحوار المتمدن -
تعليقات الفيسبوك () تعليقات الحوار المتمدن (0)


| نسخة  قابلة  للطباعة | ارسل هذا الموضوع الى صديق | حفظ - ورد
| حفظ | بحث | إضافة إلى المفضلة | للاتصال بالكاتب-ة
    عدد الموضوعات  المقروءة في الموقع  الى الان : 4,294,967,295
- ويكيكيبس
- في ذكرى التّقسيم ... تقسيمات
- حُكّام كرة القدم ...حُكْم الرّجُل الواحد
- رسالة موؤودة إلى أبيها القاتل
- أسطول الحرية .. فرصة مشهد المتوسط
- عَرَبْبُوك أمامَ فيسبوكيزم
- -ألف ليلة وليلة- على قائمة الإرهاب
- رسالةُ الحُبّ
- -صرخة حَجَر-..صرخة في وجْه الدراما العربية
- راشيل كوري بطلة أمريكية في رواية فلسطينية
- مائة عام على يوم المرأة
- نَضْحَك لأننا أضحوكة
- آفة العقول غيابها
- ديك ٌ حَسَن الصوْت
- ليسوا قدّيسين
- نحن بألْف خيْر
- عندما بكى ...
- عَنْعناتُنا
- آنَ لماضينا أنْ يصبح حاضراً
- مناقب كرة القدم


المزيد.....




- رقصت بالعكاز.. تفاعل مع إصرار هبة الدري على مواصلة عرض مسرحي ...
- هل باتت فرنسا والجزائر على الطريق الصحيح لاستعادة دفء العلاق ...
- الجزائر تعلن إسقاط طائرة درون عسكرية اخترقت مجالها الجوي من ...
- من الواتساب إلى أرض الواقع.. مشاجرة بين المسؤولين العراقيين ...
- قفزة بين ناطحتي سحاب تحول ناج من زلزال تايلاند إلى بطل
- قراءة في تشكيلة الحكومة السورية الانتقالية : تحديات سياسية ...
- قناة i24 الإسرائيلية: ترامب يعتزم لقاء الشرع خلال زيارته للس ...
- إعلام أمريكي: دميترييف وويتكوف يلتقيان في البيت الأبيض
- الخارجية الألمانية تعلن إجلاء 19 مواطنا ألمانيا مع عائلاتهم ...
- الولايات المتحدة توسع قوائم عقوباتها ضد روسيا


المزيد.....

- أمريكا وأوروبا: ملامح علاقات جديدة في عالم متحوّل (النص الكا ... / جيلاني الهمامي
- قراءة جديدة للتاريخ المبكر للاسلام / شريف عبد الرزاق
- الفاشية الجديدة وصعود اليمين المتطرف / هاشم نعمة
- كتاب: هل الربيع العربي ثورة؟ / محمد علي مقلد
- أحزاب اللّه - بحث في إيديولوجيات الأحزاب الشمولية / محمد علي مقلد
- النص الكامل لمقابلة سيرغي لافروف مع ثلاثة مدونين أمريكان / زياد الزبيدي
- العولمة المتوحشة / فلاح أمين الرهيمي
- تداخل الاجناس الأدبية في رواية قهوة سادة للكاتب السيد حافظ / غنية ولهي- - - سمية حملاوي
- الخروج للنهار (كتاب الموتى) / شريف الصيفي
- قراءة في الحال والأداء الوطني خلال العدوان الإسرائيلي وحرب ا ... / صلاح محمد عبد العاطي


المزيد.....
الصفحة الرئيسية - مواضيع وابحاث سياسية - محمد أبوعبيد - أحزاب الفقاعات