هشام نفاع
الحوار المتمدن-العدد: 3265 - 2011 / 2 / 2 - 09:03
المحور:
مواضيع وابحاث سياسية
بفارق يوم واحد فقط، منعت السلطتان الفلسطينيتان المنقسمتان – بل اللتان تقسمان الشعب الفلسطيني – مظاهرتيّ تضامن مع ثورة شعب مصر العظيمة.
يوم الأحد فرّقت قوى الأمن التابعة لسلطة فتح في رام الله متظاهرات ومتظاهرين تجمّعوا أمام السفارة المصرية في المدينة، تأييدًا لثورة أهل "أم الدنيا" الذين يسجّلون تاريخًا جديدًا بأحرفٍ من نور. ومنع هذا الأمن المصورين أيضًا من القيام بعملهم وتوثيق "عمله".. وقال المنظمون إن الأمن الفلسطيني التابع لهذه السلطة استدعى أحد المنظمين عشيّة النشاط ثلاث مرات في غضون 24 ساعة وضغط عليه لإلغاء المظاهرة.
أما الذريعة خلف هذا الاجراء المعيب والخطير والمنافي لكثير من الحقوق والأخلاقيات فكانت كالتالي: "هناك أوامر بعدم السماح بأية تحركات لها علاقة بما يجري في تونس ومصر في الوقت الحالي".
في اليوم التالي، الاثنين، قام جهاز الأمن التابع لسلطة حماس بالسلوك نفسه في غزة. وقال لي، أمس الثلاثاء، مصدر في منظمة "هيومان رايتس ووتش"، نقلا عن شابات وشبان فلسطينيين غزيين، ما يلي:
دعت مجموعة من النشيطين والنشيطات، عبر "فيسبوك"، الى مظاهرة في ميدان "الجندي المجهول" في مدينة غزة. وحين بدأوا بالوصول كان الأمن بانتظارهم. وقامت عناصره باعتقال 3 نساء واقتيادهن الى مركز شرطة غزة. وقد كان هناك أيضًا 5 معتقلين شبّان آخرين. بعد التحقيق مع المعتقلات والمعتقلين تم اشتراط اطلاق سراحهم بالتوقيع على "تعهّد" بعدم المشاركة في مظاهرات شبيهة. وهو أسلوب تعلّموه من الاحتلال الاسرائيلي، كما يبدو.
إحدى المعتقلات روت لـ "هيومان رايتس ووتش" أن عناصر "شرطة نسائية" حققت مع المعتقلات. بل قامت إحدى الشرطيات بالاعتداء بالضرب على معتقلة وشدّ شعرها، واعتبارها "غير مسلمة" لأنها لا ترتدي حجابًا.
ألا يكفي السلطتين عار الانقسام الكبير؟ من أين اشتريا صلاحية كمّ أفواه بنات وأبناء الشعب الذي يقترن إسمه بالنضال المشرق لأجل التحرّر؟ كيف يقمعان مبادرات شبابيّة رائعة للتضامن مع ثورة شعب، فيما نحن بأمسّ الحاجة لتضامن الشعوب مع نضال شعبنا؟
هذا السلوك الساقط لدى السلطتين يتجاوز الفظاظة والغطرسة. إنه بمثابة رصاصة غير طائشة في ظهر القضية الفلسطينية. وإذا ما تواصلت هذه الممارسات، فلن يتأخر الوقت حتى تنطلق الحناجر في وجه سلطتيّ رام الله وغزة صارخة: إرحلا!
#هشام_نفاع (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟