عبد الفتاح المطلبي
الحوار المتمدن-العدد: 3264 - 2011 / 2 / 1 - 18:22
المحور:
الادب والفن
عثار الروح
قصيدة
عبد الفتاح المطلبي
عكوفاً على خمر المنى و سرابه
كأني إذا مسّ العروقَ هباءُ
لها من لظى قلبي بريقُ اتقاده
ولي من حميّاها الوضيء شفاءُ
لتلك التي لم يهتك الشوقَ سبيُها
و ما رجّفَ القلبَ الشغوفَ شتاءُ
أتت بإشاءاتٍ فقلتُ خذي يدي
فمن عمهٍ قلبي اعتراه خواءُ
أتذكرُ إذ كانت تهبني سلافها
ولولا سناها ما استجدّ بقاءُ
و أدري بأن البوح يترعُ كأسها
و أما عثارَ الروحِ فهو بلاءُ
أقولُ لمن أرخى على العينِ جفنَها
بأنك من فوق الجدار طلاءُ
و انك مرهونٌ به كضحيّةٍ
تباغتها الأيام كيفَ تشاءُ
فما أنتَ في التيه البعيد بمهتدٍ
ولا جد ّفيما تدعيه ولاءُ
تغير لون البيت غبّ طلائه
و ما شعّ من جوف البناء ضياءُ
و أما زحام الليلِ فوق بريقها
فللبحرِموجٌ يعتليه جُفاءُ
إلى أيّ أنياب الخراب دفعتني
و انت الذي لا يدّعيه جزاءُ
مددت لقلبي في المدى تستحثه
وغرربي بعد النكوص رجاءُ
يشيرُ إلى حرفين من متن سرِّهِ
يقول احتسبها إن ذاكَ كِفاءُ
يراودني حاءُ الحياة فأنتشي
و يبزغُ من قلبي المُسهدِ باءُ
فأتركُ روحي تستغيث و أشتري
دوائي فما بعد العراق دواءُ
ويصرخُ قلبي أيها الناس حسبكم
فدجلةَ ماتت والفرات يُساءُ
ضعوا الغلّ في عنق الحياة ورددوا
قميصٌ تجنّى و الذئابُ براءُ
نياما تسير الناس في عثراتها
ورائدها تزهو به الخيلاءُ
تسرب ماء الوجه سرّا وصوحت
وجوه عليها يستجاب دعاءُ
وساقٍ شكا من قربتيه جفافهَا
وعلّةّ ُما في القربتين وكاءُ
يراني على موتي أصول ُ بفاقتي
فيحسبُ أني جُنّةٌ ٌووقاءُ
نزولا إلى البلوى صعودا إلى المنى
تسيل على أرض السواد دماءُ
ضجيجٌ و أصداءٌ تجاوبُ بعضها
و يعلو على صوت الكرام مُكاءُ
#عبد_الفتاح_المطلبي (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟