جمال الخرسان
الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 13:50
المحور:
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم
في فيلم طباخ الريس الذي مثل فيه دور رئيس الجمهورية الفنان خالد زكي وحينما يحاول هذا الاخير القيام بجولة تفقدية بين الناس يتفاجأ عند خروجه من القصر بأن يجد الشوارع خالية من المارة والمركبات وكل من وما يمشي على الارض! وبطريقة المستغرب والمتفاجيء والمستنكر يتصل بالدائرة المحيطة به هاتفيا ويقول: وديتوا الشعب فين ..! وكانت الدائرة المحيطة بالرئيس حينما علمت بخروجه اجتمعت قبيل ذلك وقررت بطريقة او باخرى منع التجوال بارادة الشعب او رغما عنه! ذلك المشهد الذي يلخص مطية الرؤساء التي يتحججون بها دائما هم ومن يلتحفون بخيراتهم حينما يواجهون باي قصور او تقصير تجاه الرعية، لكن من ذا الذي يصدق ان الرئيس والحاكم في بلدان العالم الثالث مغلوب على امره؟! انه يعرف كل شاردة وواردة تحصل في البلاد ليس ذلك من اجل رفع المظالم بل على الاقل من اجل البقاء في المنصب.
كيف يمكن تصور ولو للحظة بأن الحكام لا يعلمون ما يحصل للشعب من كوارث واهوال وهل يعقل انهم بتلك الدرجة من السذاجة؟! ولكنهم ان كانوا كذلك وغالطوا انفسهم كما هو الحال مع ما ذهب اليه الرئيس التونسي زين العابدين بن علي ( لقد فهمتكم.. الرسالة وصلت لا رئاسة مدى الحياة وبعض المسؤولين خدعوني وسوف يحاسبون ) ان كانوا بتلك السذاجة ولايعلمون ماذا يحصل فانهم باتوا على دراية تامة بعد اليوم، خصوصا بالنسبة للرئيس حسني مبارك الذي لم يعد بحاجة الى البحث عن الشعب.. فالشعب اتاه الى حيث يحكم واسمعه بصوت عالِ من وسط القاهرة ومن جميع المدن المصرية بما يريد من مطالب وما يردد من شعارات اولها ( الشعب يريد.. ان يسقط النظام ). رددها البعض امام مرأى ومسمع الجميع، وعبر وسائل الاعلام وكتبها البعض الاخر على قطعة من الكارتون او ورقة ممزقة او كل يقع في متناول اليد، في مؤشر واضح بأن هذا الحراك ليس لاا حراكا شعبيا عفويا دون تحريك من احزاب المعارضة لان الكيل قد طفح ولم يعد للشعب ما يخسره.
وديتوا الشعب فين .. ؟! تلك كانت فعلة من يريد ان يلمّع وجه الرئيس ويحسن الظن به كثيرا، والى ذلك البعض نفسه اتت الاجابة في يوم الثامن والعشرين من كانون الاول عام 2011 مساءا وعبر قناة العربية احد الضيوف من الشباب صرخ بصوت عال جدا وهو قادم للتوّ من قبل الاحداث ( الريس فين يا جماعه ؟ .. فين نضيف .. فين صفوت الشريف ؟ حد يطلع يتكلم مافين حد..!!!).
جمال الخرسان
[email protected]
#جمال_الخرسان (هاشتاغ)
كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية
على الانترنت؟