كانون العرب كانون الغضب

مرتضى الشحتور

الحوار المتمدن-العدد: 3263 - 2011 / 1 / 31 - 09:19
المحور: مواضيع وابحاث سياسية
    

يجب ان نستوعب الدرس و ان نقف على الاسباب فما يجري في ديار العرب يدعوا الى العجب العجاب.
انهم لم يكتفوا بالتمديد لهم مدى الحياة ولم يشبع غرورهم اقرارالدكتاتوريات بل واعلنوها ومن دون حياء او خجل ضياع يتوارثها الابناء عن الاباء؟
ثم تمادوا في غيهم واهملوا شعوبهم وفاض الغضب وخرج الشعب وهاهو كانون يقلب الامور راسا على عقب!!
في مشارق البلاد العربيةوفي مغاربها تستقبل مؤسسات الحكم مليارات الدولارات من واردات النفط وفي البلاد التي تتلقى بعض ملايين من تجارة الزراع والاجساد والاعراض والملاهي والحانات تقف الخدمات عند خط واحد.ثارت تونس واشعلت ثورة عارمة في كل الانحاء فالحكم العربي متشابه في الادوات والمؤديات في نمط الحكم والدكتاتوريات في الفشل والخطل في العلل والغضل!!
ولهذا السبب اظن ان زين العابدين بن علي يستحق الصفح من شعب تونس العزيزذلك انه اصغى سربعا مما سمح بتمرير عملية التغيير الشامل بعد ان قبل الرئيس وتقبل الامر وغادر داعيا طاقم حكمه ورجال شرطته الى احترام راي الشعب وحماية نداء الشعب !! .
الزين اصغى ولبى وغادر البلد وجنب شعبه مزيد الويلات وتقبل الخلع ولم يحرك الدبابات مثل ما فعل صدام اوائل التسعينات ولم يستخدم الطائرات ولم ينعت شعبه بالغوغاء او الخونة اوعملاء الاجنبي او برعاة البقر ؟
اعتذرعن اخطاء الماضي واجرام الجهاز ونسب الخلل للبطانة وغادر الى الرياض.
وفي جدة تكشف الفشل واجتاحت السيول ارجاء المدينة وغرقت البيوت وبرغم ان المملكة تتلقى من وارادت النفط يوميا نصف مليار دولار وبرغم ان كلفة انشاء مجاري كفوءة لمدينة جدة لاتحتاج اكثر من واردات نصف يوم ظلت السلطة البلدية متسكعة وانعكس الفشل على اداء الدولة فقد غرقت الناس وربما سقطت بيوتها.
في مصر هدر الشارع وزحفت الملايين الى الميادين وسقط قتلى وكثر الجرحى واكثر ماخشاه من تطورات مصر انهيار الاوضاع ومصادرة المنجزات فمصر لاتملك اموال كافية وعملت قياداتها بالقليل وقدمت الكثير ومصدر ثروات مصر معروف ان غرق مصر سيكون خطيرا فاذا غرقت القاهرة في الفوضى لربما ستجتاحها الاصولية ولربما زحفت على مدنها الافكار الظلامية ليس الظواهري المصري الوحيد الذي خرج من بلاد الفراعنة داعيا الى دولة طالبانية في بلاد العرب!!.
اليمن يصبح وينام على الاحتجاجات والانفجارات تكسر السكون في مختلف الاتجاهات لم يعد الشعب سعيدا بطريقة ادارة البلاد والرئيس يصر على ان يظل الزعيم الواحد والاخ الخالد والحبيب القائد والجوع يضرب بقوة والامن مفقود والقاعدة تؤسس خلايا وتبني جيشا قوامه الاف العاطلن وغير المتعلمين والطائشين والمحششين ؟
وفي الجزائر احرق العشرات اجسادهم وحديث الناس الثورة ولو سقطت الجزائر فانها ستسقط في احضان السلفية وستنتهي ثورتها الى مانتهت اليه الثورة الايرانية؟
بلاد العرب تفور والشعب يثور فالثورة من اجل الخدمات وضد توريث الدكتاتوريات لايمكن نعتها بالغوغائية او نسبتها الى اليد الخارجية صوت الثورة هو صوت المعدة وصوت المعدة يعلو على كل صوت!
المعدة تساوي الضمير عند يجوع الشيخ والطفل الصغير . كانون العرب مشتعل رغم شدة البرد والعرب جياع وجوع الشارع يحرق الشوارع ، الثورة من اجل لقمة عيش ربما سيقوض الدكتاتوريات الجاثمة من عقود؟
الحكام يلوذون بالمعاذير ويعدون تقارير عاكفون على اعداد تقارير براءتهم مماحدث؟
لربما الحسنة الوحيدة التي نسجلها للجمع العربي الحاكم انه كفانا سطوة الاصولية واوقف طوفانها الطامح لبلوغ السلطة؟
ولكن من غير المناسب ان نبريء الحكم العربي من مسؤولية نهضة الاصولية وتمكنها وتعاظم نفوذها؟
الحكم العربي يظهر اليوم على صورته ؟
فلا الدول الغنية اغنت شعوبها واسست لرفاه مواطنيها ولا تلك الفقيرة وضعت سياسات مناسبة واقنعت مواطنيها بحقيقة الاوضاع؟
ليس الزين اسوء القادة ولربما كان اشجعهم في الاصغاء واقدرهم على تحمل الانتكاسة.
في تونس احترق رجل فاحرق دكتاتورية وفي السعودية غرقت جدة فاظهرت زيف سياسة طويلة .
وفي مصر لازال نداء المصريين مدويا لاللتوريث نعم للمشاركة ؟
في اليمن يرفضون حكم الحزب وتاليه الرئيس وسيل الشارع يمتد مناديا بالحرية؟
وفي السودان تبدو الامور اكثر وضوحا فقد اسفر الاستفتاء عن ولادة دولة جديدة ؟ وربما سيسفر عن حكم جديد في الدولة الام.
السيل العربي يهدر .
والسيل العربي يكشف عن الزيف وعن التخلف ؟
اموال العرب الكبيرة لم تقدم الشيء الكثير للشعوب العربية المنادية بالحرية المنكوبة بالدكتاتورية.
وشيكا ستغادر امريكا العراق ؟
سيستمر التظاهر وسيتغير اكثر من نظام وسيظل العراق بلا مظاهر غيرعربية ولا مظاهرات وديمقراطية نعتقدها الافضل والاجمل وسيول العرب ستتكرر وستستمر وسيخسر العرب كثير من الدماء ولكن سيكسب الشعب العربي المزيد من الكبرياء.
سيذعن قادة اخرين والفضل الاول لزين العابدين.

#مرتضى_الشحتور (هاشتاغ)      

---

اشترك في قناة ‫«الحوار المتمدن» على اليوتيوب
حوار مع الكاتبة انتصار الميالي حول تعديل قانون الاحوال الشخصية العراقي والضرر على حياة المراة والطفل، اجرت الحوار: بيان بدل	حوار مع الكاتب البحريني هشام عقيل حول الفكر الماركسي والتحديات التي يواجهها اليوم، اجرت الحوار: سوزان امين

كيف تدعم-ين الحوار المتمدن واليسار والعلمانية على الانترنت؟

تابعونا على:

الفيسبوك

التويتر

اليوتيوب

RSS

الانستغرام

لينكدإن

تيلكرام

بنترست

تمبلر

بلوكر

فليبورد

الموبايل

كيفية إشراك-إيصال مواضيعكم أو مواضيع تهمكم  إلى اكبر عدد ممكن من القراء والقارئات